نـور باعباد
ربما حان لنا أن نتنفس الصعداء بعد أن تشكلت حكومة الوفاق برئاسة الأستاذ محمد سالم باسندوة الشخصية الوطنية التي عملت في مختلف مراحل النضال الوطني فقد جرب الاعتقال والنفي والعمل الحكومي وارتأى أن يكون في المعارضة وكان بالإمكان أن يعيش في سبات وبحبوحة ولكن غيرته الوطنية حتمت عليه طلب الإصلاح والتغيير هانحن نصل إلى تنفيذ المبادرة الخليجية ولعل الكرة في ملعبنا من مختلف أطراف العملية السياسية التي استمعت لصوت الوساطة الخليجية والأممية التي يشكر عليها أصحابها لاتساع صدورهم وتفهمهم لنا فكانت بمثابة الفرصة لرأب الصدع اليمني وحفظ مقدرات الشعب اليمني والتوجه نحو رأب الصدع التنموي فنحن نحتاج لتصالح ووفاق حتى نتجه نحو التنمية الحقة التي ينتظرها شعبنا والذي يشغله الشباب من ثلثي عددها ومن غالبية لمستقبل الوطن ولابد من تسليم الأمانة غير منقوصة وحتى يأخذوا راية القيادة وهم على بينة أن الجبل الذي سبقهم خدمهم وقام بواجب الأبوة الغالية في العملية السياسية باعتبار الأمومة السياسية غائبة على تمكين النساء إلا قلة وهو قصور في تمكين قدرات نسوية لابد أن تستوعبها الحكومة والقوى والأجيال فقد قامت بعض النساء بأدوار متميزة في هذه المرحلة فلم يعقها الحجاب ولا الواجبات بل وكانت كم تحتاج أن تستوعب حكومة الوفاق من الشهيدات رؤى أفقر الشباب المعتصمين ولا ينبغي التناسي لهم ولتلك الدماء التي انهمر من حارة وحنية من أجل التغيير وأن تقرأ مطالبهم وألا تكتفي القول بأن الاعتصام حق دستوري فما هو إلا وسيلة للتعبير وأن على حكومة الوفاق وضع ذلك نصب أعينها وحتى لا يضطر الشباب إلى اللجوء للتصعيد والتضحية وخلق ساحات اختلاف أكثر من اتفاق وأن تبصر الشباب بحكمة القيادة والكياسة والحنكة بضرورة التوجه نحو المستقبل أخذاٍ بالاعتبار أن عليها الحد من دوامة الغضب من الوضع القائم وحجم التضحيات التي قدمها الشباب وتعطيل الحياة الاقتصادية وازدياد حالة الفقر بالبطالة وتردي الأوضاع فهذا واجب الحكومة وأن لدينا تنمية من التسامح فالضرر جسيم على كل أطراف العملية السياسية وخاصة الشباب المعتصمين والقبائل المساندة والجنود ومصابنا جلل في أبنائنا ووطننا وحسبنا أننا في كل المراحل والمنغصات السياسية نخسر البشر ولكنا نكسب الوطن وعلينا ذلك لكي تنعم الأجيال القادمة بحق الحياة الحرة المدنية القائمة على الاحترام والكرامة التي لن توفرها إلاú آلية نزيهة قدر الإمكان تصنعها الرؤى والغايات السامية والنظرة المتساوية نحو الجميع وتحتاج من الشباب أن يوجهوا عناية الحكومة إلى متطلبات الشعب وأننا نحتاج لإعادة صياغة أفكار وممارسات الناس البسيطة من الشارع إلى المدرسة إلى العمل فالمعترك السياسي وكفانا أناساٍ يسيرون فوق القانون بدءاٍ من المخالفة المرورية إلى البسط على الأراضي والوظيفة بل التعيين غير الموفق مما أساء كثيراٍ وأن يمتلك الشباب آلية دائمة للرقابة على الأراء وإعادة الثروات المغتصبة من المتنفذين وهي القضايا التي تشغل بالهم كما أعتقد وأن عليهم التفكير بطريقة عملية ليعطوا حكومة الوفاق – الفرصة لتلبية مطالبهم العملية والابتعاد عن الحقن السياسي فتضحياتهم كانت السبيل لها وأننا في تاريخ الوطن اليمني قد كانت لنا مصالحات وتوافقات.
ففي 1967م بعد الثورة المباركة 26 سبتمبر 62 شهد الشطر الشمالي من الوطن من حربة ضروس بين المكيين والجمهوريين والدور المؤازر لإخواننا المصريين وما أملت به بالأمة العربية من تكبه كان لزاماٍ على اليمنيين التصالح والخروج بمشاركة سياسية بين أطراف العملية السياسية المحتربة وقتها وفي الجنوب اتفق الفصيل الرئيس الحاكم – تنظيم الجبهة القومية مع الفيصليين الأخرين الاتحاد الشعبي الديمقراطي وحزب الطليعة الشعبية على وثيقة فصائل العمل الوطني ثم الحزب الاشتراكي اليمني في عمل حزبي وسياسي واحد أوصل الجنوب إلى الوحدة مع الشمال لذا لابد من التحدث إلى الشباب حديث الأب لابنه فاليمن معطاءه بشبابها وقياداتها وهاهي حكمتهم ورقة قلوبهم قادتهم نحو جادة الصواب ولابد أن يكون التسامح سبيلاٍ للوفاق..