«متى مارأيت أن خصمي يراني خبيثاٍ وشريراٍ أو رجعياٍ ظلامياٍ مستبداٍ فإني وتلقائياٍ استبد برأيي واستبدل القلم بسيف بتار أضرب به عنق الآخر ومتى مارأيت كلمات التسامح والصفح والمحبة من الآخر كلما أحسست بعظمة الإحسان الذي تملكني» هذا هو لسان كل إنسان.. فمن ثمارهم تعرفهم وهل تجني من الشوك عنباٍ أم من العوسج تيناٍ¿
هل نمتلك شجاعة أدبية لنعترف بأخطائنا السياسية كون الاعتراف بالأخطاء ضرورياٍ للتسامح وتحقيق مبدأ العدالة الانتقالية والانصاف¿ هل ستضطلع منظمات المجتمع المدني بدور فاعل في تعزيز التسامح عموماٍ والتسامح السياسي والتصالح على وجه الخصوص والتجاوز عما حدث في الأشهر الماضية من عمر الأزمة السياسية التي نعيشها وبدأت ملامح الانفراج في القريب العاجل لحلها ومواجهة التحديات الراهنة التي تمر بها اليمن¿
تحقيق/ عبده حسين
alakoa777@hotmail.com
سمات أساسية
تعزيز قيم التسامح ورفع مستوى الوعي للاعتراف بالآخر إلى غير ذلك من الحقوق دور مهم يقوم به المجتمع المدني.. ويرى الدكتور عادل الشجاع-الباحث والأكاديمي أن الدور المناط بالمجتمع المدني هو تعزيز قيم التسامح ورفع مستوى الوعي للاعتراف بالآخر والاعتراف بالحقوق المتكاملة كالحق في الحياة والحق في الرأي والاعتقاد والحق في التعليم والصحة وغير ذلك من الحقوق وهذه سمات أساسية لعمل منظمات المجتمع المدني التي تسعى إلى خلق قادة رأي يقودون المجتمع نحو الحوار والاعتراف بالآخر.. ومن خلال ذلك تتعزز قيم التسامح وقيم الاختلاف.
تسامح مجتمعي سياسي
الاعتراف بالأخطاء السياسية مدخل أساسي وضروري للتسامح وتحقيق مبدأ العدالة والإنصاف.. ويؤكد الأخ نبيل عبدالحفيظ – أمين عام المنتدى الاجتماعي الديمقراطي أن المجتمع المدني يقوم بدور أساسي يساعد على خلق روح التسامح والمحبة والسلام بين كافة شرائح المجتمع .
لافتاٍ إلى أن التسامح السياسي يقوم بشكل رئيسي على تحقيق مبدأ العدالة الانتقالية كأساس متين له وهو مبدأ حقوقي معروف يقوم على الاعتراف بالأخطاء السياسية كمدخل أساسي للتسامح وذلك لتحقيق مبدأ العدالة والإنصاف.
منوهاٍ بأن المجتمع المدني يقوم بدور حيوي وفعال لخلق روح التسامح من خلال الدراسة والاستيعاب الواعي لكافة الاشكاليات السياسية والمجتمعية التي تخلق الأزمات ثم العمل على جمع الاطراف المتناقضة والتي تعيش حالة من التوتر والمساعدة في جمعها للحوار البناء الذي يوصل إلى مناقشة الاشكالات وإلى الحلول كتوجه أساسي لخلق حالة التسامح المجتمعي والسياسي.
حل لازم
التسامح والتصالح والوقوف صفاٍ واحداٍ لتنفيذ ماتم الاتفاق والتوافق عليه في إطار المبادرة الخليجية وآليتها المزمنة ضرورة للخروج باليمن من الأزمة الراهنة ورفع المعاناة عن كاهل المواطن وإعادة إعمار ماخلفته الأزمة ورفع مظاهر التوتر والتمترس والتسلح من الشوارع والطرقات في أمانة العاصمة وكافة محافظات الجمهورية والكف عن المهاترات والمناكفات الإعلامية ومنع الاختراقات والتجاوزات والانتهاكات وغيرها من الصور السلوكية المدنية الايجابية التي يؤكد عليها مفكرو ودعاة المجتمع المدني اليمني.
مؤكدين على أهمية إدراك الناس أن الحزبية ليست غاية وإنما وسيلة وعلى الجميع أن يستشعروا المسؤولية الدينية والوطنية الملقاة على عاتقهم في الحفاظ على وحدة وأمن واستقرار اليمن وتحقيق السكينة العامة خصوصاٍ بعد التوافق بين الأطراف المتنازعة.
داعين فرقاء العمل السياسي إلى الوقوف بجدية من أجل المصلحة الوطنية العليا والعفو والتسامح والود والتصالح والتجاوز عما حدث في الأشهر الماضية وجعل أصوات التوفيق والإصلاح وتأليف القلوب هي الأساسية التي يحتاج إليها أبناء المجتمع اليمني الواحد.
معتبرين أن التسامح جزءاٍ من الحل اللازم لمواجهة التحديات الراهنة التي يمر بها اليمن وذلك عن طريق بناء ومد جسور الثقة وتشابك الأيدي وفتح قنوات الاتصال بين الفرقاء على الساحة الوطنية كون التسامح لايعني وضع جميع التقاليد والآراء في كفة واحدة بل على العكس فأهميته تكمن في بث المزيد من الوعي بحقوق الإنسان والحريات الأساسية العالمية واحترامها.
مؤكدين أن التسامح لايعني تقبل الظلم الاجتماعي ولا الخضوع ولايعني تخلي البعض عن معتقداته بل يعني حق المرء في التمسك بعقيدته والتزام المجتمع بضمان هذا الحق باعتباره حقاٍ مشتركاٍ لجميع الأفراد يمارسونه بشكل عادل ومتساوى بلا تمييز كما أنه بما ينطوي عليه من مساواة وحقوق متساوية ليس مرادفاٍ للتنازل أو للتهاون إنما يعني اتخاذ موقف إيجابي للإقرار بحق كل البشر في الحياة وفي الاختلاف لذا فالتسامح هو القيمة التي تمثل عماد حقوق الانسان والتعددية والديمقراطية وحكم القانون بما يتطلبه من نبذ للتحيز والتعصب والاستبداد.
مشددين على أن التسامح يشكل أساس الاحترام المتبادل بين المجتمعات والشعوب وهو أمر لابد منه لبناء مجتمع واحد تجمعه قيم وقواسم مشتركة باعتباره فضيلة من الفضائل وسجية من السجايا وفوق ذلك كله هوفعل يكمن في مد الأيدي إلى الاخرين والنظر إلى الاختلافات لاكحواجز بل كدعوات مفتوحة إلى الحوار والتفاهم مع الإيمان بالتسامح كقيمة داخل ذواتنا لا أن نحمله كشعار أجوف فوق صدورنا وبهذه الكيفية ربما نتفيأ من ظلال هذه الشجرة الباسقة الوارفة الظلال.
تقدير للتنوع
تجسيد قيم الحب والخير والتسامح ونبذ ثقافة الكراهية والتعصب حتى يتمكن الجميع من العبور بسفينة الوطن إلى بر الأمان بحسب الدعوة التي وجهها الاتحاد العام لشباب اليمن لكافة أطراف العمل السياسي وخصوصاٍ الشباب في بيان أصدره بمناسبة اليوم العالمي للتسامح.
مؤكداٍ على أهمية الالتفاف حول مباديء التسامح التي وردت في إعلان اليونسكو في دورته الـ28 والتي من أهمها التسامح والاحترام والقبول بالآخر والتقدير للتنوع الثري لثقافات عالمناٍ ولأشكال التعبير وللصفات الإنسانية لدينا كون التسامح يعزز بالمعرفة والانفتاح والاتصال بحرية الفكر والمعتقد.
موضحاٍ أن الاتحاد يعلم يقيناٍ عند توجيهه هذه الدعوات حرص الشباب على الوطن وإدراكهم للأخطار التي تهدده من كل جانب بما سيدفع إلى مواصلة طريق الحوار وانتهاج خطة العقلانية والتسامح لتبني وطناٍ يسوده الحب والوئام.
لافتاٍ في بيانه إلى أن الدين الاسلامي والمواثيق الدولية جاءت لترسي دعائم السلام والاستقرار في ربوع المعمورة ويجدر بنا أن نكون جزءاٍ من هذا المشروع الإلهي والإنساني في الوقت ذاته.
يوم التسامح
ويرجع الاحتفال باليوم العالمي للتسامح إلى العام 1995م عندما أعلن المؤتمر العام لليونسكو في دورته الثامنة والعشرين التي عقدت في باريس يوم 16 نوفمبر من كل عام يوماٍ عالمياٍ للتسامح.. وكما تعلم أن الإنسان اليمني بنى حضارة إنسانية عريقة في أحلك الظروف بالاخاء والتعاون والإيثار والعمل المثمر والتفاهم البناء.. لا بالمكايدات والمهاترات وتبادل الاتهامات وإهدار الوقت.. فهل حان وقت العمل والبدء بصفحة جديدة يملؤها الحب والوئام لأجل المصلحة الوطنية اليمنية العليا.. لا لشيء?!.