دوحة الوحدة
«الربيع العربي» الآن فهمت !!
«الربيع العربي» الآن فهمت !!
معاذ الخميسي
< – الآن فهمت لماذا أسموه بالربيع العربي .. وما هو القصد من وراء هذا الربيع .. ومن هم الذين يعيشون الربيع في أحلى وأجمل أيامه وتفاصيله .. وكلهم أمل وشوق في أن يحظى (معاليهم) بالخريف الذي يقطفون فيه ما لذ وطاب وهم بعيدون عن كل ما يْعكرالربيع (حقهم) وتفاصيله التي يشعرون بأنها ممتعة بل ولذيذة إلى الحد الذي لم يعودوا يفرقون فيه بين ربيع الدم والقتل والخراب والدمار .. وربيع المصايف والمنتجعات والحدائق والمتنزهات التي يقصدونها هم وأولادهم على الطائرات التي تتنقل بهم من دولة إلى أخرى .. ومن أوروبا .. إلى البلاد العربية .. ومن آسيا إلى أمريكا!!
– أسموه (ربيعاٍ) وهو يقصف الأعمار ويصادر الأرواح ويدمر الممتلكات ولا يْفرق بين منزل ومدرسة و شارع وجامع ومتجر ومعسكر ومترس .. فكل شيء عندهم يدخل في قائمة المطلوبين للربيع العربي الذي يحتفلون به في منتجعاتهم .. أو في الفنادق الفاخرة ذات الخمس والسبع (نجوم) وحيث الاستضافات المبهرة والضيافات المذهلة!! ونحن هنا نعيش (الربيع) الذي أرادوه ليمطرنا رصاصاٍ لا يفرق بين أحد .. وناراٍ تلتهم أي «حد» .. وقذائف تدمر ولا تبقي ولا تذر!!
– بالفعل (ربيعهم غير) .. على الأقل لا يشتمون فيه روائح البارود .. ولا يسمعون أصوات الرصاص والقذائف والمدافع .. ولا يشاهدون أرواح البشر تْغتال بلا ذنب .. ولا يستيقظون من نومهم تحت أصوات وصراخ رعب الأطفال .. ولا يقتربون من مشاهد المتارس والمظاهر المسلحة التي حولت «المدينة» وليس «القرية» إلى ساحة اقتتال .. ولا ينظرون إلى التقسيم الجغرافي الذي أٍقْحمت فيه العاصمة تحت إرهاب السلاح ولغة الغاب!!
– وبالتأكيد (ربيعهم مختلف) .. فهم لا يعيشون الموت البطيء .. ولا يدركون ماذا يعني أن تصحو وتنام وتمشي وتجلس وتعمل وتذهب وتأتي وتأكل وتصلي وأنت مسكون بالقلق وملفوف بمخاطر الموت في أية لحظة!
– هم .. وربيعهم الذي يعيشونه .. بعيدون عن هم الماء الذي لا نجده لنتوضأ لا لنغتسل .. ونكاد لا نجده لنشرب لا لنتوضأ .. وعن غم الكهرباء التي أمعنوا في تجريعنا مرارتها المتكررة .. وكلما عادت .. قطعوها .. ضربوها .. ودمروها .. لنعيش في ظلام دامس إلا من ساعة تأتي وقد لا تأتي .. وعن مرارة العيش في غلاء فاحش تسببت فيه نياتهم وأفعالهم .. حتى وصلنا إلى كيلو واحد من الطماطم بألف ريال!
– هم أيضاٍ أكثر بعداٍ عن فواجع الدم حين يسفك .. والجار .. والعزيز .. والزميل .. والحبيب .. وحامي الحمى .. والصغير .. والكبير .. والمرأة .. والطفل .. والقريب .. والبعيد .. حين يتحول إلى جثة هامدة بلا سبب!!
– (ربيعهم) ليس فيه شوارع مغلقة .. وطرق مقفلة .. وشركات مفلسة .. ومحلات ومتاجر ومطاعم موصدة .. وأرزاق مصادرة.. وأْسر بلا عدد لا تجد ما يؤمن لها قوت يومها بعد أن فقدت مصدر رزقها وحرمت مما يتقاضاه عائلها من وراء مهنته أو متجره أو عمله!
– (ربيعهم) ليس فيه عيد .. وعيدان .. تم اجهاض فرحتهما .. وعظمة معانيهما الدينية والفرائحية .. ولا يمكن أن يجد فيه أطفالهم مزارات لمدن وأحياء كانت ثم انتهت .. وفضاءات ممتلئة بأصوات الرعب!
– فهمتم الآن لماذا أسموه (الربيع العربي) .. لأن المبعوث الأممي جمال بن عمر .. كشفهم .. وهو يتصل بهم واحداٍ تلو الآخر طالباٍ منهم العودة إلى اليمن!
– ولأنهم .. ليس فقط الرؤوس الكبيرة .. بل ومن معهم .. ومن إليهم .. يهوون الربيع العربي بأدق تفاصيله .. ويهدوننا من منتجعاتهم وفنادقهم ما بعد ربيعهم .. وهو الخريف الذي لم ينته رصاصاٍ وخوفاٍ ورعباٍ وجوعاٍ وعطشا!!..>
< – الآن فهمت لماذا أسموه بالربيع العربي .. وما هو القصد من وراء هذا الربيع .. ومن هم الذين يعيشون الربيع في أحلى وأجمل أيامه وتفاصيله .. وكلهم أمل وشوق في أن يحظى (معاليهم) بالخريف الذي يقطفون فيه ما لذ وطاب وهم بعيدون عن كل ما يْعكرالربيع (حقهم) وتفاصيله التي يشعرون بأنها ممتعة بل ولذيذة إلى الحد الذي لم يعودوا يفرقون فيه بين ربيع الدم والقتل والخراب والدمار .. وربيع المصايف والمنتجعات والحدائق والمتنزهات التي يقصدونها هم وأولادهم على الطائرات التي تتنقل بهم من دولة إلى أخرى .. ومن أوروبا .. إلى البلاد العربية .. ومن آسيا إلى أمريكا!!
– أسموه (ربيعاٍ) وهو يقصف الأعمار ويصادر الأرواح ويدمر الممتلكات ولا يْفرق بين منزل ومدرسة و شارع وجامع ومتجر ومعسكر ومترس .. فكل شيء عندهم يدخل في قائمة المطلوبين للربيع العربي الذي يحتفلون به في منتجعاتهم .. أو في الفنادق الفاخرة ذات الخمس والسبع (نجوم) وحيث الاستضافات المبهرة والضيافات المذهلة!! ونحن هنا نعيش (الربيع) الذي أرادوه ليمطرنا رصاصاٍ لا يفرق بين أحد .. وناراٍ تلتهم أي «حد» .. وقذائف تدمر ولا تبقي ولا تذر!!
– بالفعل (ربيعهم غير) .. على الأقل لا يشتمون فيه روائح البارود .. ولا يسمعون أصوات الرصاص والقذائف والمدافع .. ولا يشاهدون أرواح البشر تْغتال بلا ذنب .. ولا يستيقظون من نومهم تحت أصوات وصراخ رعب الأطفال .. ولا يقتربون من مشاهد المتارس والمظاهر المسلحة التي حولت «المدينة» وليس «القرية» إلى ساحة اقتتال .. ولا ينظرون إلى التقسيم الجغرافي الذي أٍقْحمت فيه العاصمة تحت إرهاب السلاح ولغة الغاب!!
– وبالتأكيد (ربيعهم مختلف) .. فهم لا يعيشون الموت البطيء .. ولا يدركون ماذا يعني أن تصحو وتنام وتمشي وتجلس وتعمل وتذهب وتأتي وتأكل وتصلي وأنت مسكون بالقلق وملفوف بمخاطر الموت في أية لحظة!
– هم .. وربيعهم الذي يعيشونه .. بعيدون عن هم الماء الذي لا نجده لنتوضأ لا لنغتسل .. ونكاد لا نجده لنشرب لا لنتوضأ .. وعن غم الكهرباء التي أمعنوا في تجريعنا مرارتها المتكررة .. وكلما عادت .. قطعوها .. ضربوها .. ودمروها .. لنعيش في ظلام دامس إلا من ساعة تأتي وقد لا تأتي .. وعن مرارة العيش في غلاء فاحش تسببت فيه نياتهم وأفعالهم .. حتى وصلنا إلى كيلو واحد من الطماطم بألف ريال!
– هم أيضاٍ أكثر بعداٍ عن فواجع الدم حين يسفك .. والجار .. والعزيز .. والزميل .. والحبيب .. وحامي الحمى .. والصغير .. والكبير .. والمرأة .. والطفل .. والقريب .. والبعيد .. حين يتحول إلى جثة هامدة بلا سبب!!
– (ربيعهم) ليس فيه شوارع مغلقة .. وطرق مقفلة .. وشركات مفلسة .. ومحلات ومتاجر ومطاعم موصدة .. وأرزاق مصادرة.. وأْسر بلا عدد لا تجد ما يؤمن لها قوت يومها بعد أن فقدت مصدر رزقها وحرمت مما يتقاضاه عائلها من وراء مهنته أو متجره أو عمله!
– (ربيعهم) ليس فيه عيد .. وعيدان .. تم اجهاض فرحتهما .. وعظمة معانيهما الدينية والفرائحية .. ولا يمكن أن يجد فيه أطفالهم مزارات لمدن وأحياء كانت ثم انتهت .. وفضاءات ممتلئة بأصوات الرعب!
– فهمتم الآن لماذا أسموه (الربيع العربي) .. لأن المبعوث الأممي جمال بن عمر .. كشفهم .. وهو يتصل بهم واحداٍ تلو الآخر طالباٍ منهم العودة إلى اليمن!
– ولأنهم .. ليس فقط الرؤوس الكبيرة .. بل ومن معهم .. ومن إليهم .. يهوون الربيع العربي بأدق تفاصيله .. ويهدوننا من منتجعاتهم وفنادقهم ما بعد ربيعهم .. وهو الخريف الذي لم ينته رصاصاٍ وخوفاٍ ورعباٍ وجوعاٍ وعطشا!!..>