عيدَ بلا ملامح
عوض بامدهف
> استوقفتني طويلاٍ تلك المشاعر الباردة التي استقبلني بها صاحبي في صبيحة أول أيام العيد كما تملكتني الدهشة تجاة عباراته الخاملة التي قذف بها في وجهي قذفاٍ.
«عيدك- كما شئت أو كما اردت أو كما رغبت وأحببت ياصاحبي- أطلق عليه كل مايحلو لك مما حفظت من قوالب الكلام التي فقدت معناها ومضمونها ومحتواها بفعل كثرة تكرارها في مثل هذه المناسبات!!».
وواصل صاحبي عملية قذف كلماته وبنشاط واضح «اما العيد- بالنسبة لي – فهو كالعادة – عيد بلا ملامح لا أجد فيه اي مبرر أو دافع أو منطق أو سبب لاغرق في بحر السعادة المفقودة أو البهجة الغائبة فكل هذا وذاك .. لم أتشرف بعد- بمعرفتها أو الدخول في دائرة التواصل معها والتعامل في رحابها والتي تضيق كل يوم أكثر فاكثر حتى تتلاشى.
الامر الذي دفعني إلى التخيل انها محصورة على مجرد فئة شديدة الخصوصية تملك حق الدخول فيها كما تملك مقومات الاستمتاع بها حتى الثمالة».
«أما أنا ومن هم على شاكلتي – فنحن عبارة عن قطيع هائم على وجهه من فصيلة «المعمول بالتبعية» نمضي على درب الحياة هكذا كيفما اتفق لاخيار لها ولاهدف ولا أمل .. وارتبطت بالضياع بميثاق غليظ لا فكاك منه ولا إنفصام عنه».
«عذراٍ ياصاحبي لم أكن اود أن أفسد عليك إحتفاءك وبهجتك بالعيد السعيد وادعو لي بالفرج من هذه الغمة لاحقق الانعتاق والانطلاق صوب رحاب الفرح المنتظر!<
عيدَ بلا ملامح
التصنيفات: ثقافــة