قصة قصيرة
لحظة عشق وهمية
> لم أكن غاضباٍ منها طوال هذه الفترة منذ أن هجرتها خلال ذلك الصيف البارد في السنة الماضية أنا بطبعي رجل مرن في أمور حياتي ومايعتريها من هموم ونكبات ولا أحب إزعاجها المستمر لنفسي فرغم المشاكل التي جرت بيننا وعكرت صفو حياتنا وأغلبها تافهة اضافة إلى أنها جرحت مشاعري في اكثر من موقف دون أن تظهر ندمها بتاتاٍ مما دفعني إلى هجرها ومحاولة نسيانها البتة مالبث أن تبدد هذا الشعور عن قرارة قلبي باحثاٍ عنها في كل مكان حتى في المواضع التي لم تخطر على بال احد لحظتها لم استطع نسيانها أو كتمان مشاعري الجارفة نحوها بل كنت راضُ عما فعلته بي من اساءات بدرت منها تجاهي في الماضي فأنا اشتقت كثيرا لمكاشحتها وازعاجها وغيرتها المبالغ فيها حيث اشعر بحبها الطاغي قد عاد إلي مجدداٍ ولكن لا فائدة مرت سنتان ولم تأت بعد كنت اظن انها سترجع إلي رغم كل ماحدث فانا أعرفها وأعرف أنها سهلة الاقناع ولا تستطيع العيش من دوني فكلما هجرتها ما ألبث أن استرضيها وتعود معي كسابق عهدنا وهكذا دواليك لكن يبدو انها هذه المرة لن تعود إلي ثانية ولن تغفر لي ما أقترفته بحقها من قبل وخصوصاٍ لو كانت ضد امرأة مما جعلني اتخيل صورتها أمامي وأقوم بمعانقتها وتقبيلها بحرارة الشمس الحارقة في كبد السماء على الارض ولتتبخر فجأة عندما رأيت الناس يحومون حولي مندهشين مما أقوم به بوسط الشارع العام ونظراتهم توحي بأني مجنون بالسليقة حيث لم يكن أمامي سوى السراب فقط منذ ذلك الحين حتى هذه اللحظة مازلت أمارس كل ليلة عشقي الوهمي مع خيالها مجنونا ومتيما بها ونادما على ما فعلت حين لا ينفع الندم..<
نشوان زيد عنتر
قصة قصيرة
التصنيفات: ثقافــة