بين العقل والعاطفة
حافظ مصطفى علي
حافظ مصطفى علي
Hafed_aden@yahoo.com
من عادات القبيلة العربية الاحتفال حين ينبلج منها شاعر هو احتفال يشبه التعميد عند النصرانية وكأنه احتفال بالولادة ليقوم هذا الشاعر المصرح له عبر هذا الاحتفال بالدفاع عن القبيلة بما يشبه الناطق الرسمي لها مما يؤكد على اهمية عناصر كثيرة في موهبة الشعر اولها العاطفة لغرض التأثير على من يسمع الشعر وهذه العاطفة ظلت محل نقد من خبراء الاعلام لما لها من طغيان يذهب بالعقل والمنطق بعيدا عن الحقيقة والتوازن . اذ ان القصيد لا ينطلق إلا بقوة دفع العاطفة الصادقة لينتشر بين الناس بواسطة الحفظة والركبان والمسافرين بين الدروب البعيدة . وتنطلق ضمن القصيد الصور والمشاهد والحركة والالوان عبر الصوت فينطلق مع هذا الصوت المؤثر خيال المتلقي متفاعلا مع تفاعل الجمع المهلل وبمناسبة الحديث عن الجمع ايضا تتصف الجماعة البشرية بالميل نحو العاطفة وقد وصف خبراء الاعلام والاجتماع الجماهير بالانثى حين تصرخ وينفلت منها زمام العقل فتحطم وتزمجر وتلك صفة كل جمهور في أي مجتمع تنخفض نسبة الانفلات عن الزمام وترتفع تبعا لمستوى الثقافة والمعرفة التي تتصف بها أي جماعة في أي مجتمع . واليوم نحتفل باربعينية توديع المبدع ولا نحتفل به في حياته بل لا نصغي إلى ابداعه اذ ربما فقدت اشكال الابداع ومنها الشعر القدرة على الحضور الاجتماعي والتأثير ولم يعد يحمل تلك الشحنة من العواطف كما كان يفعل في الماضي او ربما فقد الناس عواطفهم الجياشة ومالوا نحو العقلانية ! لهذا نراهم يحتفون بوداع المبدعين مكتفين بذكر مآثرهم وسجاياهم هل ما زلنا بحاجة الى الشاعر ام صار الشاعر هو المثقف القادر على الرؤية والتحليل والتعبير نيابة عن المجتمع ¿ وهل مازالت تلك العاطفة التي كانت تسيل مع الشعر كما تسيل الدماء في الجسد موجودة في المقال التحليلي والخطاب الثقافي السياسي ¿ ام ان نسبة القدرة على قراءة الابداع من خلال الكلمات انخفضت لدينا وصرنا نهذي بمثل هذا المقال بعبارات ضائعة يتخللها عدد من التساؤلات التائهة في عالم فقد الكثير من حميميته وتماسكه الروحي ام ان الابداع صار اليوم له مفهوم آخر ربما هو برنامج اجتماعي في قناة فضائية او فكرة تقدم عبر جهاز ( بروجكتر) على شاشة تتوزع فيها الجداول الاحصائية والرسوم البيانية.. لماذا لم نعد نستمع الى عزف منفرد على العود أو الكمان أو القانون في افتتاحيات لقاءاتنا الثقافية ¿! لماذا لم نعد نملك الرومانسية في تفاصيل حياتنا. ان اللجوء الى المنطق والحسابات الدقيقة وتبجيل قيمة العقل امر ليس له محل حتى في موازين المنطق والعقل اذ ان الرسائل العلمية لم تغفل جانب الخيال ووضعت فقرة خاصة بالفرضيات غير المبنية على نتائج قائمة على تجارب واقعية . لهذا لابد من ان نعيد الى مجتمعنا عنفوان عاطفته الموشاة بالعقل وعنفوان عقله المنمنم بالعاطفة وتلك عين الحكمة..<
من عادات القبيلة العربية الاحتفال حين ينبلج منها شاعر هو احتفال يشبه التعميد عند النصرانية وكأنه احتفال بالولادة ليقوم هذا الشاعر المصرح له عبر هذا الاحتفال بالدفاع عن القبيلة بما يشبه الناطق الرسمي لها مما يؤكد على اهمية عناصر كثيرة في موهبة الشعر اولها العاطفة لغرض التأثير على من يسمع الشعر وهذه العاطفة ظلت محل نقد من خبراء الاعلام لما لها من طغيان يذهب بالعقل والمنطق بعيدا عن الحقيقة والتوازن . اذ ان القصيد لا ينطلق إلا بقوة دفع العاطفة الصادقة لينتشر بين الناس بواسطة الحفظة والركبان والمسافرين بين الدروب البعيدة . وتنطلق ضمن القصيد الصور والمشاهد والحركة والالوان عبر الصوت فينطلق مع هذا الصوت المؤثر خيال المتلقي متفاعلا مع تفاعل الجمع المهلل وبمناسبة الحديث عن الجمع ايضا تتصف الجماعة البشرية بالميل نحو العاطفة وقد وصف خبراء الاعلام والاجتماع الجماهير بالانثى حين تصرخ وينفلت منها زمام العقل فتحطم وتزمجر وتلك صفة كل جمهور في أي مجتمع تنخفض نسبة الانفلات عن الزمام وترتفع تبعا لمستوى الثقافة والمعرفة التي تتصف بها أي جماعة في أي مجتمع . واليوم نحتفل باربعينية توديع المبدع ولا نحتفل به في حياته بل لا نصغي إلى ابداعه اذ ربما فقدت اشكال الابداع ومنها الشعر القدرة على الحضور الاجتماعي والتأثير ولم يعد يحمل تلك الشحنة من العواطف كما كان يفعل في الماضي او ربما فقد الناس عواطفهم الجياشة ومالوا نحو العقلانية ! لهذا نراهم يحتفون بوداع المبدعين مكتفين بذكر مآثرهم وسجاياهم هل ما زلنا بحاجة الى الشاعر ام صار الشاعر هو المثقف القادر على الرؤية والتحليل والتعبير نيابة عن المجتمع ¿ وهل مازالت تلك العاطفة التي كانت تسيل مع الشعر كما تسيل الدماء في الجسد موجودة في المقال التحليلي والخطاب الثقافي السياسي ¿ ام ان نسبة القدرة على قراءة الابداع من خلال الكلمات انخفضت لدينا وصرنا نهذي بمثل هذا المقال بعبارات ضائعة يتخللها عدد من التساؤلات التائهة في عالم فقد الكثير من حميميته وتماسكه الروحي ام ان الابداع صار اليوم له مفهوم آخر ربما هو برنامج اجتماعي في قناة فضائية او فكرة تقدم عبر جهاز ( بروجكتر) على شاشة تتوزع فيها الجداول الاحصائية والرسوم البيانية.. لماذا لم نعد نستمع الى عزف منفرد على العود أو الكمان أو القانون في افتتاحيات لقاءاتنا الثقافية ¿! لماذا لم نعد نملك الرومانسية في تفاصيل حياتنا. ان اللجوء الى المنطق والحسابات الدقيقة وتبجيل قيمة العقل امر ليس له محل حتى في موازين المنطق والعقل اذ ان الرسائل العلمية لم تغفل جانب الخيال ووضعت فقرة خاصة بالفرضيات غير المبنية على نتائج قائمة على تجارب واقعية . لهذا لابد من ان نعيد الى مجتمعنا عنفوان عاطفته الموشاة بالعقل وعنفوان عقله المنمنم بالعاطفة وتلك عين الحكمة..<