علاقة توكل ورحمة ونوبل من الاحداث التي تعصف بالوطن
خالد حسين قيرمان
> ما ان فازت الإصلاحية والناشطة الحقوقية توكل كرمان بجائزة نوبل للسلام حتى طارت إلى أمريكا كي تقود من أمام مقر الأمم المتحدة مظاهرة مناهضة لنظامي الحكم في سوريا واليمن عشية بدء تدويل القضية اليمنية بمجلس الأمن مما يضاعف لدى البعض احتمالات الشك في توظيفها كأداة من أدوات التغيير في المنطقة حسب الاستراتيجية الأمريكية والمخطط الصهيوأمريكي أوروبي المسمى الشرق الأوسط الجديد الذي بشر به الرئىس السابق جروج بوش الابن مطلع العام 2000م والذي قوامه وذروة سنامه الفوضى الخلاقة التي تحدث الآن في المنطقة العربية تمهيداٍ لتقسيمها ليس على أساس جغرافي وخطوط وهمية تفصل بين دوله عربية وأخرى وحسب «على غرار سايسبيكو مطلع القرن الماضي» وإنما هذه المرة على أساس تقاسم الثروة خصوصاٍ البترول بين حلف الناتو وأمريكا وجميعهم يبحثون عن منقذ لاقتصادهم المتدهور أي تقسيم اقتصادي سياسي يعطي نصيباٍ من الكعكة لإسرائيل فيدخلها بالقوة ضمن اقتصاديات المنطقة الغنية بالنفط ويمنحها حصة تخفف العبء على الاقتصاد الأمريكي الذي بات يترنح بدليل «مظاهرات وول ستريت» ويرفدها بمقومات بقاء الدولة الإسرائيلية في ظل تهديد قيام دولة فلسطين التي سيفشلها الفيتو الأمريكي لامحالة حباٍ في إسرائيل لإعطائها مزيداٍ من الوقت كي تنتهي من مخططها الجهنمي السابق ذكره وتتسيد المنطقة بعد أن تسودها الأحقاد والثارات والكراهية والتعصب المذهبي والقبلي والطائفي الذي يتم تغذيته وإذكاؤه كسلاح فاعل في التفرقة والضياع خصوصاٍ وقد بات مجرباٍ في العراق المتناحر منذ تسع سنوات إثر سقوط نظام صدام حسين نتيجة الغزو الأمريكي الذي لجأ لزرع الفتنة بين السنة والشيعة التي حصدت أرواح مئات الآلاف من أبناء الشعب العراقي ولا زالت الدماء تسفك والثروات تنهب هناك حتى بات الشعب فقيراٍ في وطن غني بالنفط وعضو في الأوبيك لذلك لاغربة أن تزرع الشوك ثلاث قنوات تلفزيونية فضائية موجهة للمنطقة منذ منتصف التسعينات بتمويل مالي ضخم يفوق الميزانية السنوية لكثير من دول العالم الثالث تلك القنوات التي تشكل مسمياتها جملة مفيدة ذات مدلول سياسي يعكس أهداف نشأتها «الجزيرة العربية الحرة» أي تجريد جزيرة العرب منبع الإسلام وشعوب العالم العربي من عروبته وثقافته الإسلامية وتمسكه بالعادات والتقاليد والتسامح والقيم النبيلة واستبدالها بالثقافة الغربية المتحررة التي تبيح كل شيء بما في ذلك الفوضى والعنف تحت شعار «الغاية تبرر الوسيلة» لذلك لاغرابة أن نرى الأخ يقتل أخاه على مستوى الاسرة الواحدة وجماعة الأخوان المسلمين يتضامنون مع الناصريين أعدائهم التقليديين والاشتراكيين الذين اعتبروهم إلى عهد قريب كفرة ملحدين ليشكلوا تكتلاٍ ما يسمى المشترك يسعى للانقلاب على الشرعية الدستورية مستخدماٍ كل الوسائل الملتوية بما في ذلك التغرير بالشباب المراهق والدفع به نحو المظاهرات والمسيرات التخريبية لإزهاقه وتوظيف دمائه بما يخدم وصولهم إلى السلطة ناهيك عن استنجادهم بالأمريكان والأروبيين والأمم المتحدة كي يعينوهم على إسقاط النظام المنتخب من الشعب حتى لو اقتضى الأمر استدعاءهم للتدخل المباشر غير مبالين بمصير الوطن وما قد يحل بالشعب من ويلات وذل ومهانة وما توكل كرمان التي تنتمي لجماعة الإخوان المسلمين التي منحها الغرب جائزة نوبل للسلام كأصغر شخصية تحصل عليها «مقارنة بشارون ورابين وغيرهما من القتلة والسفاحين» إلا دليلاٍ على ذلك لترجيح كفة المعارضة سياسياٍ لدى المنظمات الدولية رغم تواضع رصيدها في مجال الدفاع عن حقوق المرأة التي لاتزيد عن بضع سنوات من ضمنها سنتا الصراع التي خاضتها مع صديقة الأمس الناصرية رحمة حجيرة «مؤسسة أحد الكيانات الصحفية» والتي كان لها خطوة لدى الأمريكان والأوروبيين وصوت معارض يفوق صوت توكل التي سرعان ما انقضت عليها وانشقت عن كيانها الصحفي الذي أصابته بمقتل جارة معها الكثيرات لتأسيس كيان جديد يسمى «صحفيات بلا قيود» مدعوما من حزب الإصلاح ليلتفت إليها الغرب والأمريكان عبر سفاراتهم بصنعاء مهملين رحمة الناصرية التي أصابها الإحباط جراء انتهازية توكل الذي يعكس ثقافة الإصلاح القائم على المصلحة..<
علاقة توكل ورحمة ونوبل من الاحداث التي تعصف بالوطن
التصنيفات: منوعــات