أمل يجب أن ينتصر

أمل يجب أن ينتصر
أنور نعمان راجح
> بدأت تلوح في الأفق تباشير أمل بإمكانية حدوث انفراج في هذه الأزمة التي سحقت الناس وحولت أيامهم إلى هموم وعناء ومع ظهور مؤشرات هذا الانفراج من خلال تصريحات بعض المعنيين بالأزمة إلا أنني أجد نفسي أكثر خوفاٍ من انهيار هذه المؤشرات في أية لحظة بسبب واحد أو أكثر ممن لا يروق لهم الحل السلمي وبالتالي قد يسعى هؤلاء للإجهاز على هذا الأمل بكل السْبل التدميرية التي يمتلكونها لأن حساباتهم لا تتناسب مع هذا النوع من الحلول وبذلك فإننا حين نخاف على ضياع هذه الفرصة نخاف على أخر الفرص لأن ما بعدها سيكون سيئاٍ للغاية وربما تصعب السيطرة على مجريات الأحداث.. أعتقد أن الذين سيعملون على قتل هذه الفرصة من خلال افتعال مواجهات هنا وهناك ومن خلال اشتراطات تعجيزية في اللحظات الأخيرة هم أصحاب السوابق والمجرمون والقتلة واللصوص لأنهم على قناعة بأن الحلول التوافقية التي تلوح حالياٍ لا تخدمهم وهم يسعون جاهدين لإيصال الأوضاع إلى مرحلة يظنون أنهم بذلك يستطيعون إغلاق مرحلة سابقة حافلة بإجرامهم وجرائمهم ويضمنون عدم فتح ملفاتهم وطمس الماضي الأسود.
نعم لقد وجد المجرمون واللصوص وقطاع الطرق والفاسدون فرصة تاريخية في الأزمة الراهنة ليتطهروا من كل الجرائم أو لعلهم يظنون هذا وهو ظن خاطئ وآثم إلى حد الجريمة.
هكذا أراد أولئك فدفعوا بالأوضاع إلى نقطة انسداد الآفاق والتحول إلى مرحلة الصراع المسلح وإذا بهم يحاولون غسل النجاسة بما هو أشد منها قبحاٍ ونجاسة ومن هنا علينا أن ندرك أن أصحاب هذه المواقف لن يتركوا الأمور تسير نحو الوفاق والخروج من الأزمة وسيكون على أصحاب النوايا الحسنة في السلطة والمعارضة الكثير من العناء لتفويت الفرصة على عشاق الخراب والقتل.
سوف تسعى قوى الخراب من أجل إفشال كل المحاولات للخروج من دوامة الصراع والاقتتال وكله من أجل تشكيل واقع يظنون أنه سيلغي ما سبق من تاريخهم الأسود والسيئ.
على كل حال ندعو أصحاب المسئولية الطاهرة وأصحاب الحرص الأخلاقي على هذا البلد والناس بأن يفوتوا الفرصة على المجرمين ويغلقوا عليهم الأبواب التي يمرون من خلالها إلى ساحات الأزمات والقتل والخراب وبذلك سيسجلون موقفهم التاريخي الذي لن ينساه لهم الشعب الذي ينتظر بفارغ الصبر هذه اللحظات ليضع عن كاهله أحمالاٍ من الهموم والمخاوف طالما تراكمت طيلة أيام وشهور الأزمة.
ختاماٍ: أتمنى ويتمنى كل الناس بألا يفلح المجرمون والقتلة واللصوص هذه المرة ويفشلون التقارب الذي يتشكل بدعم إقليمي ودولي من أجل هذا البلد ومن أجل الناس وليقف الجميع في صف الخير فهو الأفضل للجميع وإن ظن البعض أن للشر فوائد فهي زائفة ومضللة..<