ثورة العقول هي المستقبل
نجيب علي العصار
Najibalassar@hotmail.com
> يعد التعليم بوابة للتقدم والنهضة.. ولعل عمليات التنمية والتحديث الناجحة في مختلف المجالات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية بدأت من التعليم وفي بلادنا ثمة حقيقة مفادها أن عملية التنمية والتحديث في علاقتها بتطوير النظام التعليمي تعاني العديد من الشاكل المتشابكة ذات البعد الاقتصادي والثقافي والاجتماعي والسياسي ويجب أن تتجاوز الرؤى التقليدية أو السقوف التي تطرح كأفق يجب الوصول إليه في معظم السياسات والبرامج والتي تفصل غالباٍ مابين تطوير النظام التعليمي في بلادنا وإخراجه من أزمته الراهنة وعملية تنمية وتحديث المجتمع بإعتبار التعليم هو مدخل أو قاطرة عملية تنمية المجتمع اليمني.
هذه الأهمية النوعية للتعليم جعلته كأحد أهم المعايير في تقويم مستوى نمو ورفاهية وقدرات الدول المختلفة وهي المعايير التي تجاوزت بالتأكيد في الدول المتقدمة ضمانة كحق إنساني أساسي متوافر لجميع المواطنين وأصبحت تدور حول نسبة ومستويات ونوعية التعليم .
التي تتجاوز معدلات من يقرأون ويكتبون وأ صبحت تدور حول نسبة التعليم الجامعي ومخرجاته غير أننا في هذا البلد ما نزال نقف عند حدود كيف نمحو الأمية الأبجدية بالرغم من السياسات والبرامج والاستراتيجيات التي تقدم وقدمت من الجهات ذات العلاقة كوزارة التربية والتعليم ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي وجهاز محو الأمية وتعليم الكبار وغيرها من الهيئات الحكومية وغير الحكومية العاملة في اليمن في مجالات تخطيط التعليم.
أن مجتمعنا اليمني يواجه اليوم تحديات فرضها الواقع الذي نعيشه اليوم بكل ما فيه من مشكلات وأزمات تتفاقم مخاطرها يوماٍ بعد يوم.. سياسياٍ واقتصادياٍ واجتماعياٍ وثقافياٍ.. وعليه لابد من الوعي بها في تكوين الأجيال بعيداٍ عن كل الترسبات والبقايا والمألوفات والخطايا التي لا زالت سائدة في التربويات المدرسية وفي المناهج الجامعية أيضاٍ ثمة اشارة إلى رؤى طرحت من قبل المختصين والمهتمين لتحديث وتطوير التعليم غايتها تحديث المجتمع وهي تستلزم إعادة النظر في العديد من الشعارات والسياسات نورد بعضاٍ منها مثل..
– الشعار التقليدي في مكافحة الأمية والذي حصر الجهود الفعلية منذ قيام الثورة اليمنية وحتى الآن في مجرد مكافحة الأمية الأبجدية.
– السياسات التي تختصر ضمان حق التعليم إلى مجرد توفير مقعد دراسي لكل طفل في مرحلة التعليم الإلزامي بصرف النظر عن نوعية وجودة التعليم الذي يحصل عليه.
– اختصار عملية تطوير التعليم في مجرد تغيير الكتاب المدرسي دون النظر إلى باق مدخلات العملية التعليمية من مدرس وأساليب تعليم ونظم وتقييم.
– الدور المجتمعي للمدرسة وعزلتها الحالية والمناخ الذي يتعلم فيه التلميذ والذي يكرس هذه العزلة عن المجتمع ومشاكله وعدم القدرة على التواصل معه والاستفادة من موارده وخدماته.
– حزمة القيم التي تتم على أساسها التنشئة الاجتماعية داخل المؤسسة التعليمية والتي تهمش أو تغيب القيم الوطنية كحب الوطن الدافع للنهضة والتحديث.- الذهنية التي يتم إعداد الأطقال عليها وهي ذهنية قدرية تبعد الأطفال بدرجة كبيرة عن التفكير العلمي والمناطقي القائم على ربط الأسباب بالنتائج وتحليل الواقع والقدرة على الاستنباط والاستنتاج.
أخيراٍ: ثمة حاجة ملحة في مجتمعنا لتأسيس أجيال سلاحها العلم والمعرفة تواكب التطور التقني وتعليم الطلاب كيفية البحث عن الجديد لتنتج في النهاية أناساٍ مبدعين ومبتكرين.
لذا فإن المطالبة من أجل تكوين نخب فاعلة في المجتمع لا يمكن أن يكون إلا من خلال تطوير حقيقي وتحديث جذري للمناهج المعتمدة فضلاٍ عن ايجاد برامج مختلفة تعمل على بناء نخب فكرية ومثقفة ثقافة حقيقية وعالية المستوى تقرأ ما يكفي من عالم المعرفة بحيث يصبح بمقدورها اختيار اتجاه المستقبل الذي تريد الوصول إليه بل وتصنعه فعلى ضوء الأحداث الراهنة التي يستقرأ من خلالها ضعفاٍ في التربويات بشكل خاص ومخرجات التعليم بشكل عام وجاءت لتكشف الخلل في هذه المنظومة التي لو كانت تمضي وفق ما خطط لها على الأقل لما رأينا سلبيات شتى تدمي القلوب.
لذا نريد أناساٍ لديهم المعرفة والرؤية والحرية والحكمة لبناء المستقبل بدلاٍ من أن يكونوا ضحايا المستقبل نريد أناساٍ على وزن المواقف وإيجاد الحلول بعيداٍ عن الأخيلة والأوهام نريد أيضاٍ اناساٍِ مؤهلين للمشاركة في حكوماتهم ومؤسساتهم كونهم يدركون معنى الحياة المدنية نريد اناساٍ يتحاورون بالكلمة وليس بالبندقية أناساٍ يختلفون لكن لأجل الوطن اناساٍ يقدسون الزمن وساعات العمل وليس كما يحدث جيل مسيس يغلق أبواب الجامعات ويجهل قيمة التعليم نتوق إلى أجيال سلاحها العلم وليس التطرف والجهل والارهاب وليس اناساٍ يعتدون على المباني العامة ومصالح الوطن نريد ياخلق الله ثورة في العقول تحترم آدميتنا وإنسانيتنا وتراثنا وإرثنا الحضاري الكبير..<
ثورة العقول هي المستقبل
التصنيفات: منوعــات