شخبطات على أمواج البحر
علي الأشموري
< الطريق طويل سواءٍ عبر «معبر» مدينة الشرق إلى عروس البحر الأحمر الحديدة أو عن طريق المحويت – الطويله بأناسها الطيبين لكن ما يقتل الملل في تلك الطرقات الطويلة هي الطبيعة الخضراء والحصون الشامخة التي تبدو بها الطويلة شامخة منذ آلاف السنين.. تجعل المشاهد المسافر يسبح الله في ملكه ويعطي انطباعاٍ عن عراقة اليمنيين وحضارتهم القديمة..!
الطريق طويلة وكئيبة قلق توتر ظلام فقر تلك المدينة الجميلة عروسة البحر الأحمر تحولت إلى مدينة مطبات ومدينة موتوسيكلات انتشرت فيها كما تنتشر النار في الهشيم لا تستطيع النوم حتى الصباح من ازعاجها وحوادثها.نتيجة الازمة التي ندعو الله أن يريح البلاد فيها ويرفع الضر عن اليمن واليمنيين..
على بعد عشرات الكيلو مترات من المدينة وعلى ربوة جبل في الطويلة كانت النسور تتجمع فوق صخرة على الطريق وكأنها نذير شؤم تعكس الأزمة الخانقة التي يعيشها الوطن والمواطن .
الحديدة هذا العيد اختفت بهجتها المعهودة في الأعياد.. وهاج البحر ليبتلع شخصين وينجو خمسة واجتاحت السيول لتخطف خمس نساء وطفلين في محمية «بْرع» الطبيعيه.
ثاني أيام العيد ازدحمت المدينة وعادت شرايين الحياة إلى الحديدة بعد أن اقبل ما يقارب ثلاثمائة ألف زائر جاءوا من مختلف محافظات الجمهورية لكن الأزمة في الديزل جعلت الركود الاقتصادي بادياٍ على ملامح أهل العيد المجاورين للبحر الأحمر..! تجاراٍ ومواطنين فالأسعار ارتفعت بصورة جنونية فكان العيد مطبات وأي مطبات¿ مطبات في الشوارع ومطبات في النفوس حتى أصبحت الغالبية من المقايل لا تتحدث إلا عن الأزمة ولا تنظر إلا إلى الحلول من وجهة نظرها.. هذه العادة التي لم تكن المدينة تعرفها لا في الأعياد ولا غيرها لأنها مقايل أدبية تراثية لاتمت إلى السياسة بصلة إلا فيما ندر.
ومن مقايل السياسة للجنسين إلى الأطفال الذين أصبحوا مولعين «بالطماش» الذي كان ممنوعاٍ يعاقب عليه صاحبه بالحبس والغرامة خاصة أولياء امور الأطفال…
العيد بجانب البحر تأثر بالأزمة ويكثر حديث المأسي أثناء مضغ القات ظهراٍ ومساءٍ فذاك الذي فقد رجليه زمان تعرض منزله للحريق سبعة أيام وكلما اطفئ المنزل اشتعل من جديد تذكرت «الحوك» أيام الصغر حيث كان مجمعاٍ للتداوي كما يقال من «المس» وغيره من الأمراض.
وبعيداٍ عن ما كان يتداوله الناس والأزمة جاء إلى مكتب «الثورة» رجل مرور يبلغ عن سرقة رقمين من على سيارة تخص ضيفاٍ نزيلاٍ في ضيافته فأكد الحضور على أن هذه الظاهرة بدأت تنتشر خاصة من على سيارات النقل الكبيرة والخصوصي وربنا يستر !.
في ختام هذه الشخبطات البدوية نسأل الله السلامة وأن يرفع الضر عن اليمن واليمنيين وأن يعيد الكهرباء وتتصافى النفوس وتعود الأسعار إلى سابق عهدها كما كانت ليسود الأمن والاستقرار في كل محافظات الجمهورية فاليمن أمانة في أعناق الجميع والأزمة التي يعانيها المواطن قد بلغت الذروة..>
شخبطات على أمواج البحر
التصنيفات: تحقيقات