أكد الروائي وليد دماج بأنه لم يكن يتوقع لروايته » ظل الجفر« الفوز بإحدى جوائز دبي الثقافية للإبداع في دورتها السابعة 2011م وأنه يكتب الرواية لنفسه ولايهمه الغرائبية فيها!!
»الوحدة« إلتقت الروائي اليمني وليد دماج في حوار تطرق فيه إلى الرواية في اليمن وتناول مختلف القضايا الثقافية على الساحة فإلى التفاصيل..
حاوره/ محمد الصباحي
> إلى أي جيل ينتمي الروائي وليد دماج ¿ وكيف عرفت الرواية طريقها إليك¿
>> لا أعتبر نفسي من جيل معين وأنا ضد تقسيم المبدعين والابداع على أساس أجيال معينة فالإبداع كل لا يتجزأ.
كانت تخالجني دائماٍ الكتابة السردية وكنت في البداية أكتب الشعر إلى أن وجدت الوقت الفائض الذي يمكنني من الكتابة السردية وقد بدأت كتابة الرواية في 2009م وكانت محاولة في كتابة مايسمى الرواية التاريخية غير أنني توقفت في المنتصف.
> إلى أي زواية من زوايا الإبداع تضم أعمالك الإبداعية بكل ألوانها¿
>> الكتابة الحديثة هي استرسال الأفكار ومحاولة اختزال الكون في الكلمة لذا أظن بأن الابداع هو الأهم ما دام العمل بذاته »بحق« لايهم إلى أي لون أو طيف ينتمي.
> ما الجدوى من الرواية وما الجدوى أن يكون الأديب روائياٍ¿
>> الرواية خلق كامل للحياة والروائي هو مايمكن أن يسمى الكاتب الشامل ففي طيات الرواية توجد كل أنواع الإبداع الأدبي والرواية تتيح للكاتب فضاءات واسعة عما يريد.
> الواقع اليمني قاسُ جداٍ بحكمه على المثقف ما تفسيرك للمثقف وللواقع¿
>> أثرت بهذا السؤال الكثير من الشجون فالمثقف اليمني يمكن أن يوصم بالغريب عن مجتمعه نجد أن المثقف يسير في اتجاه وأغلب المجتمع في اتجاه آخر فالمجتمع لا يعطي المثقف مايستحق فنجد أن الكاتب أو المبدع أو الأديب مجهول الهوية بعكس المجتمعات فالكثير من فئات المجتمع تحتقر الثقافة والأدب باعتبارها من النقائص وأصحابها من المعتدين على قيم المجتمع.
> كيف يقيم الروائي وليد دماج المشهد الثقافي اليمني في ظل الصراعات الثقافية العربية وانتشار العولمة¿
> اليمن تمتلك رصيداٍ ثقافياٍ زاخراٍ رغم محاولة التجهيل المتعمدة في المجتمع العربي بشكل عام واليمني بشكل خاص استطيع القول من خلال خبرتي في العمل الثقافي بأن اليمن تمتلك من الكوادر الإبداعية التي لو لقيت التشجيع الملائم لطغت على الوطن العربي وأجزم بأنه سيكون هناك مبدعون على مستوى العالم.
> هل هناك رواية يمنية حققت نجاحاٍ ووضعت بصمة للعمل الروائي في اليمن¿وما تقييمك للعمل الروائي اليمني¿
>> العمل مازال في البداية وهناك مبدعون وكْتاب كثر لكنها بإلاجمال لازالت في البدايات اليمن بدأت تستوعب فكرة الرواية وتخطو خطى حثيثة في المجال الإبداعي ولدينا في اليمن رواه مبدعون أمثال زيد مطيع دماج محمد عبدالولي وغيرهم.
> كيف تقيم السرد اليمني¿ ومستقبل الرواية في اليمن¿
>> السرد في اليمن في حالة انتعاش رغم الظروف فهناك كتاب امثال »الغربي عمران – وجدي الأهدل« ومبدعون في كتابة الروايات في اليمن.
> للرواية طابعها الخاص في الكتابة غير السهلة فكيف استطاع وليد دماج أن يكون روائياٍ¿
>> الرواية تحتاج إلى تأسيس ثقافي حقيقي عبر القراءة المكثفة وعبر تتبع الأعمال الإبداعية الأخرى في فن الرواية والمسألة تحتاج إلى التعود على الكتابة السردية الاعتيادية وتتطلب المثابرة المكثفة والجادة.
> كيف يفهم وليد دماج الحرية كشرط إنساني للحياة¿ وكيف تتعامل مع الحرية إبداعاٍ¿
>> الحرية هي أساس أي عمل إبداعي حقيقي وأن نقبل الحرية بعوارضها السيئة إن وجدت خير ألف مرة من الخضوع للاستبداد فليس لحرية الإبداع ولا المبدع من حدود فلا يمكن للمبدع أن يحقق إبداعه في مناخ من الكبت والقهر بشتى أنواعه.
> كيف كنت تنظر إلى الواقع فنياٍ وأنت تستعين به في تجربتك السردية¿
>> العمل السردي عمل فني بالضرورة ومن لا يمتلك الحس الفني لايمكن أن يكون كاتباٍ سردياٍ أو خلافه قد يكون مثقفاٍ نعم غير أنه لا يمكن أن يكون مبدعا.
> هل تبحث عن هوية وانت تكتب¿
>> ليس لي حدود في الكتابة واعتبر أن البحث عن الهوية هو أحد مقومات الإبداع الحقيقي ثم لماذا البحث عنها ونحن نمتلك ذواتنا كمبدعين.
> ما الذي يشغلك سردياٍ¿
>> الآن في طور كتابة جديدة تدور حول تلك الحالة المستلبة للإنسان التي يمكن تجليها من فكرتي كإنسان فاعل إنها قصة الجنون.
> ماهي مصادر قراءاتك¿ ولمن تقرأ¿
>> القراءة ليس لها حدود حدودها الابداع وجودة ماتقرأه لهذا يمكن أن تجد ضالتك في كاتب مغمور ويمكن أن تقرأ لأشهر الكتاب دون أن تفهم شيئاٍ اقرأ لنجيب محفوظ امين معلوف وغيرهما.
> هل الرواية هي المكان الأخير الذي سوف يحط فيها وليد دماج رحاله¿
>> اعتقد أن الرواية هي هاجسي الكبير وهناك رغبة في الخوض في بعض التجارب كالشعر وكتابة القصة القصيرة.
> حدثنا عن ظروف مشاركتك في مسابقة دبي الثقافية للابداع 2011م¿
>> كانت متابعة للمجلة وكانت الفكرة في المشاركة قد أتت من قبل صديقي الأستاذ صادق الهبوب حيث أشار لي بالمشاركة ولكني ترددت حتى قرأ روايتي »ظل الجفر« الأخ مطيع دماج وشجعني على دخولها وكذلك د/ عبدالعزيز المقالح فأرسلت مشاركتي في آخر شهر للمسابقة.
> ماذا عن روايتك »ظل الجفر«¿
>> هي رواية بشكل عام رواية غرائبية واقعية سحرية هي خوض في المطلقات ومحاولة التجرد من كل المعوقات المادية التي تعيق الكاتب عن الوصول إلى منتهاه وهي قصة »معْلم ظل« خاض رحلة طويلة في سبيل الكشف عن رموز كتاب »الجفر« للوصول إلى القدرة المطلقة التي يسعى للبحث عنها.. إنها رحلة بحث عن الذات ومايتطلبه هذا الأمر من الخوض في غمار أنفسنا.
> ماهي أهم المرتكزات التي شكلت قوة للرواية لكي تفوز¿
>> من أهمها الفكرة المتماسكة والسرد الغرائبي واللغة الجزيلة وقد اعتمدت على عنصر التشويق والجذب للقارىء فعنصر التشويق في القدرة على فهم الرواية.
> الفوز بجائزة دبي الثقافية الإبداعية أمر هام وخاصة لمسيرتك الأدبية والابداعية¿
>> شكلت الجائزة بالنسبة لي دعماٍ معنوياٍ هاماٍ وحافزاٍ للمواصلة والاستمرار في الكتابة وقد قطعت بالتأكيد مسافات طويلة لظهوري ككاتب ومن خلالها سيعرفني كْثْر.