إذا كانت الثورة اليمنية »26« سبتمبر و14 اكتوبر قد جعلت من بين أهدافها تحقيق الوحدة الوطنية فليس ذلك إلا رفضاٍ قاطعاٍ لواقع التجزئة والتشرذم وبناء على ذلك سعى الثوار لتحقيق هذا الهدف السامي حتى تحقق في الـ 22 من مايو المجيد وكان للرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية شرف تحقيق أهم أهداف الثورة اليمنية الخالدة غير أننا نرى اليوم من يسعى لتشويه هذا الرجل الوطني الذي كاد أن يضحي بحياته فداء لهذا الوطن وحريته وكرامته فالجحود والانكار الذي دأب البعض على شب ناره في نفوسهم وغيرهم تحقيقاٍ لمآربهم التآمرية الدنيئة أضحت اليوم ألماٍ وعذاباٍ وقتلاٍ يمارس ضد المواطنين بحجة الثورة ضد الفساد والمفسدين غير أن أولئك تناسوا أنهم هم المفسدون ولكن لا يعلمون! تصوروا أن الديمقراطية التي جاءت مقترنة بتحقيق الوحدة اليمنية كفلت لهم حرية القول والتعبير عن الرأي كفلت لهم حقوق الانسان والحريات ومع ذلك نرى أولئك الانقلابيين عبدة المصالح تنكروا لهذه الحقيقة بل استخدموها لترويج خزعبلاتهم وإنهم أصبحوا اليوم أصحاب فتح جديد.
آن لهم أن يصيروا حكاماٍ على شعبنا فهذا الشعب الصابر يدرك تماماٍ ويعلم أن كهنة اليوم هم بالأمس من أحبطوا كل مشروع مدني يسعى لتحقيق حياة كريمة بلا بطالة بلا عنجهية أو حتى سجون خاصة مزودة تقنياٍ بكلاب بوليسية من الخارج للتفنن في تعذيب القبيلي »المواطن« الذي أمدهم »بالصوت« ليتحولوا إلى حيتان للفساد تبتلع أي حلم شريف لبناء هذا الوطن اليمني الفسيح.
أخيراٍ.. لا تبتئس ولا تيأس فأنت من نسل الكرام حققت الوحدة كمنجز تاريخي بينما هم اغتصبوا أرض الناس بدون وجه حق أنت شرعت في بناء دولة حديثة وهم يريدون إعادتنا إلى حظيرة »الشيخ« والنفوذ والسطوة يبقى أنك تظل المسؤول الأوحد عن ما يدور اليوم من معاناة أتدري لماذا لأن الناس خرجوا يؤيدونك ويناصرونك وما جزاء الإحسان إلا الإحسان والحياة الآمنة المستقرة البعيدة عن صواريخ الـ»لو« وقذائف »آر بي جي«..
طلال هادي علي