أنور نعمان راجح
ثمة أشياء لا يمكن تعويضها حين تذهب أدراج الخسارة وخسائر البلد والناس في هذه المرحلة لا تعد ولا تحصى وهي موزعة بين خسائر مادية وخسائر معنوية وأعتقد أن كل الناس يدركون فداحة هذه الخسائر التي لا يحتملها البلد ولا يقدر عليها الناس ناهيك عن خسائر الأرواح والدماء التي ذهبت وما كان ينبغي خسارتها فهي التي لا يمكن تعويضها بكنوز الدنيا خصوصا عند أهلهم وذويهم.
ما زلنا نعيش زمن الخسارة اليومية في كل الجوانب والاتجاهات حتى اصبحت الحياة لا تطاق وغدت الأيام بلا مذاق حتى المناسبات السعيدة والأعياد وها نحن نقترب من عيد الاضحى ويبدو أنه لن يكون أحسن حالا من عيد الفطر الذي مضى بأسوأ حال بل والدلائل والأحداث تؤكد أن عيد الاضحى الذي على الأبواب قد صودرت كل مزاياه وأفراحه قبل أن يأتي لأن مقومات العيد قد جرى اغتيالها في زحمة الأزمة الراهنة دون أدنى حساب للفقراء والمساكين الذين كانوا على رمضاء العيش وبؤس المعيشة فنقلتهم الأزمة إلى جحيم ونار فهل يشعر مسببو الأزمة ورافضو الحلول بما آلت إليه حياة الناس وهل ادركوا بأن دعوات الناس سوف تصيبهم ولو بعد حين¿
كيف يمكن تعويض الناس عما لحق بهم وأصابهم جراء هذه الظروف¿! وكل يوم يحاصر القلق والخوف أوقاتهم ليلا ونهارا خصوصا في مناطق الحروب المنتشرة في أكثر من مدينة لقد تحول شبح الحرب بما يمكن أن ينتج عنها إلى كابوس مرعب فضاعت بقايا حالة من الاحساس بالأمل وتلاشت كل معاني الفرح والسعادة من قواميس أوقات الخائفين على أنفسهم من نيران وقذائف الحرب وبالأخص تلك الطائشة التي لا تعرف إلى من أرسلت ولا تكتفي بقتيل واحد حين تقع على مناطق آهله بالسكان.
ما نراه اليوم في كثير من شوارع العاصمة أن الاستعدادات تجري لإدارة معركة على رؤوس الساكنين وبالأخص أولئك الذين عجزوا عن مغادرة مساكنهم بسبب الفقر في هذه الظروف المجنونة سوف تختفي الاضاحي في العيد والخوف كل الخوف أن تكثر الضحايا والفرق واسع وشاسع بين الاضاحي والضحايا.
فقط لو توقفنا عند الأضرار الناجمة عن خوف الناس وقلقهم في مناطق التماس ومناطق الصراع المسلح أو تلك التي يجري الاستعداد لإدارة حرب فيها فإننا سنعجز عن تعويضهم لو أن هناك من يعترف لهم بحقوق في هذا الجانب كما يفعل أصحاب العالم المتحضر المدني الذي يعوض المتضررين عن أشياء قد تبدو لنا تافهة فما بالنا وبالكم بأضرار نفسية وجسيمة أوصلت البعض إلى حد الجنون والمرض النفسي جراء الخوف والرعب وبؤس الحال المرافق لهذه الأوضاع بأشد ما يكون الوصف للمعاناة والحرمان.
هل هذا الحال يشهد لليمانيين بالحكمة والإيمان وهم يجلدون بعضهم بالفقر والحرمان وبالخوف والرعب ومن ثم القتل والتشريد لتجتمع كل المآسي عليهم فلا يجدون من يرحمهم ويخفف عنهم..