بناء الدولة اليمنية المدنية كان محل اتفاق جميع المختلفين سياسيا وفكريا وأيدلوجيا من الذين تلقوا التعليم في الجامعات الأجنبية إلا أن ممثلي الفكر التقليدي الرافض للدولة المدنية الحديثة واجهوا تلك الأفكار بمقاومة شديدة.. هذا وغيره كثير.. ما أكد عليه المؤسسون في حفل تأسيس وإشهار تيار الوعي المدني وسيادة القانون »توق« مطلع الأسبوع الجاري وتحت شعار »يمن مدني« أكدت كلمة المستشار السياسي لرئيس الجمهورية الدكتور عبد الكريم الارياني التي قدمها عضو هيئة المؤسسين زيد الذاري أن إشهار تيار الوعي المدني هو إشهار لحلم جميل وغاية نبيلة لازمته ونخبة من جيله لأكثر من أربعة عقود. مشددا الحرص على مساندة الجهود النبيلة والخطوات المباركة التي تؤسس لفعلُ مؤثرُ يقود الخطى ويستحثها وصولاٍ إلى تحقيق حلم بناء الدولة المدنية الحديثة.
وأشار الدكتور الارياني في كلمته إلى أن العديد من زملائه أفنوا حياتهم في سبيل السعي نحو بناء الدولة اليمنية المدنية وواجهوا تحديات كبيرة جعلت من هذا المشروع التحديثي التنويري هدفاٍ لم يتحقق حتى اليوم وكان ولا يزال هدفنا جميعاٍ..مؤكدا أن الدولة المدنية الحديثة هي حل شامل لكل التحديات التي تواجهنا اليوم لأنها ببساطة تعيد المبادرة للمجتمع بكافة فئاته.
فيما أشار عبد الغني الإريانـي رئيس هيئة المؤسسين إلى أن إشهار تيار الوعي المدني وسيادة القانون تتويج لجهود متواصلة ومثابرة ومتأنية ومدروسة استغرقت أشهراٍ واستحضرت فيه أولويات هذا البلد.
موضحاٍ أن المؤسسين للتيار هم نخبة من السياسيين والمفكرين والمثقفين والخبراء في مختلف حقول المعرفة والنشاط العام ورجال الأعمال الذين تداعوا إلى تبني فكرة هذا التيار بهدف أن يصبح إطاراٍ يستوعب كل مبادئ الدولة المدنية الحديثة التي أعلنت كل الأطراف السياسية تقريباٍ خلال الفترة الأخيرة عن مقاربتها لها كمفهوم.
مشيراٍ إلى أن تبني المبادئ العظيمة للدولة المدنية هو الطريق للحل الشامل والجذري لمعضلة هذا البلد الذي عانى ما عاناه من صراع وتمزق وفقر وجهل وتخلف وحتى يكون هذا التيار إطاراٍ يمكن أن يستظل به كل العناصر المؤمنة بالدولة المدنية الحديثة الموجودة في كل الأحزاب السياسية ومكونات المجتمع المدنيولم تتمكن من إبلاغ رسالتها العظيمة متمثلة في تجسيد قيم الدولة المدنية الحديثة ومبادئها في التشريعات وفي مؤسسات صنع القرار بسبب غلبة الخطاب الشمولي وهيمنة المرجعيات التقليدية التي ترى في الدولة اليمنية الحديثة بيئة نقيضة لمصالحها وتحييداٍ لنفوذها وتأثيرها.
مؤكداٍ أن الدولة المدنية التي ينشدها التيار هي دولةَ تقوم على مبادئ الحرية والعدالة والمساواة والمواطنة المتساوية وسيادة القانون ويْبنى هيكلْها السياسي على أعمدة راسخة ومحترمة من المؤسسات: التنفيذية والتشريعية والقضائية المتمتعة بالاستقلالية والتأثير وبالتكامل في ما بينهاوتقوم على مؤسسات مجتمع مدني حديثة سياسية ومهنية وإبداعية جوهرها الإنسان الفرد الحر المتمتع بخيارات كاملة للانتماء إلى هذه المؤسسات والتعبير من خلالها.
لافتاٍ إلى أن تبني فكرة التيار والشروع في جهد التأسيس والإشهار جاء في خضم لحظة تاريخية فاصلة من تاريخ اليمن حيث يْعاد تشكيل المستقبل والوعي على قاعدة التغيير المتحررة من إملاءات وتأثير هذه اللحظة المضطربة من تاريخ بلادنا حتى يكون التيار استشرافاٍ حصيفاٍ ومتزناٍ ورصيناٍ للمستقبل الذي نأمله ونرجوه لليمن متحرراٍ من أدران الماضي ومن ثقل الإرث السياسي والاجتماعي الذي فرض ظله الثقيل والموحش على الوطن مشطراٍ وموحداٍ ومن إخفاق السياسات الاقتصادية والثقافية التي أفرزت سلطات شمولية تعددت منطلقاتها وآزرها جميعاٍ نفوذ مراكز القوى بكل تنوعاتها ومرجعياتها.
هذا وكان عضوا هيئة المؤسسين جلال الحلالي وياسين التميمي قد استعرضا رؤية التيار فيما قامت عضو هيئة المؤسسين سمية الحداد بقراءة بيان الإشهار بعد ذلك قام التيار بتدشين أولى فعالياته الحلقة النقاشية الأولى (الثورة وديناميكية التحول المجتمعي والحضاري في العالم العربي).