تب/ محرر الصفحة:
حول واقع الخطاب الإعلامي »الرسمي والحزبي والمستقل« في بلادنا يؤكد الدكتور أحمد العجل عميد كلية الإعلام- أنه ومن خلال الملاحظات المستمرة والعابرة نجد أن الخطاب الإعلامي الرسمي له ملامح ايجابية كثيرة كوحدة الخطاب الإعلامي الرسمي حول تطور الوطن والحفاظ على الثوابت الوطنية والطرح الإعلامي بشكل عام في إطار الرؤية الواحدة والاستراتيجية الشاملة وخاصة حول القضايا الرئيسية والتدرج والمرحلية في المعالجات الإعلامية للكثير من القضايا الهامة والأحداث الوطنية.
ويرى عميد الإعلام في محاضرة ألقاها مؤخرا أن هنالك قصوراٍ يعتري الخطاب الرسمي في حسن إدارة الأزمات وقصوراٍ في المهنية الإعلامية يحد من دوره وفاعليتة كالتكرار وتطويل النشرات الأخبارية وضآلة التحليل الإخباري وعدم مراعاة الأولويات للقضايا الإخبارية بحسب اهتمامات الجمهور وما يرغبون في متابعته إلى جانب القصور في الفورية والنقل الفوري والمباشر للأحداث ويحصل أحيانا تضخيم في أداء بعض الخدمات والمشاريع بينما الجمهور الإعلامي كمواطنين لا يجدون ما يشاهدونه أو يسمعونه أو يقرأونه عبر الإعلام على أرض الواقع الأمر الذي يحد من ثقة الجمهور في الخطاب الإعلامي الرسمي ويجعله ينصرف إلى وسائل إعلامية أخرى فضلاٍ عن تغليب وظيفة الاتصال الإعلامية الترويجية على الوظائف الأخرى ويبرز ذلك في الاهتمام بالمساحة الكبيرة للفن والرقص!!
وثمة قصور في مواجهة التضليل وإيضاح حقائق المؤامرات والتحديات والأخطار والمغالطات والأكاذيب والملابسات التي تهدد الوطن ووحدته وأمنه واستقراره.
أساليب دعائية
وفي ما يخص الإعلام الحزبي في بلادنا أشار الدكتور العجل إلى عديد القصور والتي تعتبر خروجاٍ على المهنية الأخلاقية الإعلامية منها:
– القصور الكبير في الاستغلال الأمثل للمناخ الديمقراطي والحرية الإعلامية في تطوير المهنية الإعلامية والارتقاء بالخطاب الإعلامي الحزبي.
– تجاوزات الأسس الفنية للخبر في الممارسات المهنية الإعلامية.
– استخدام الأساليب الدعائية بأنواعها الثلاثة الدعاية البيضاء والرمادية والسوداء.
– التعتيم على الكثير من المنجزات والتطورات والايجابيات.
– التوظيف المتعمد لكثير من الأحداث لرؤى ضيقة لا تخدم الصالح العام بل تلحق الضرر بالوطن.
– إستخدام الإثارة لتهييج العواطف والمشاعر بعيداٍ عن الخطاب العقلاني والمنطقي.
– النزعة الحزبية
ويرجع العجل أسباب تدني مضمون الخطاب الحزبي المعارض إلى النزعة الحزبية والرؤى الضيقة والنزعة العدائية والتآمرية وكذا غياب نهج واحدية الخطاب الإعلامي نحو الوطن ومعالجة مشاكله وإلى المفاهيم القاصرة أو الخاطئة للمعارضة ودورها وواجباتها والقصور في تفعيل قوانين النشر الصحافي الإعلامي والمطبوعات.
إعلام القطاع الخاص
الخطاب الإعلامي المستقل يفضل الدكتور أحمد العجل تسميته بإعلام القطاع الخاص بدلاٍ من القول »مستقل« لأنه في الحقيقة لا يوجد إعلام مستقل بالمستوى الحقيقي أو المرضي في الدول المتقدمه ديمقراطيا.
المهنية الإعلامية
وبناء على كل ما سبق أوصى د. العجل بضرورة إيلاء الخطاب الإعلامي الرسمي المزيد من الانفتاح وقبول الصالح النافع من ذلك النقد البناء بعد دراسة ذلك النقد الموجه إليه دراسة مستفيضة عبر المعنيين والعمل على تجديد مضامين الخطاب الإعلامي وتطوير أساليبه في إطار العمل المؤسسي المنظم وعلى ضوء الاستراتيجية الإعلامية الوطنية ووفقا لما تقتضيه التحولات والتطورات التنموية والعمل الجاد على اعتماد الخطاب الإعلامي الرسمي على المهنية الإعلامية في ضوء مراعاة المصالح العامة للوطن وتطوره وتقدمه.
وأيضا ضرورة تفهم ووعي المعنيين بالخطاب الإعلامي المعارض التفريق بين الانتماء الحزبي ورسالة الإعلام الملتزمة والمتشبعة بروح المسؤولية الإعلامية والواجبات الوطنية المقدسة..