أرقى درجات التفكير والتأمل في الفكر الإنساني عموما هو نزوحه ونزوعه نحو »التغيير« هذه القيمة والميزة التي خص الله بها بني البشر دون غيرهم من الكائنات والمخلوقات كيف لا والإنسان بطبعه كان ولا يزال يحتكم في حياته إلى هذا المبدأ كسلوك ومنهج ولذا كانت مفاعيل التغيير قيمة أزلية في فكر الإنسان تطورت مع مرور العصور والدهور ابتغاءٍ لحياة أكثر أمنا وسلاما ورفاهية حيث لاتبدو والمجتمعات في مأمن من نواعب الدهر ونكباته ما لم ترتق في فكرها وسلوكها أعلى رتب التقدم والتطور حيث تمثل رتبه التغيير أعلاها شأنا ومجدا ورفعة.
لذا لا يمكن الحكم على سلامة المجتمعات وقياس مستوى وعيها السياسي والثقافي والاجتماعي إذا لم تحتكم إلى منطق »التغيير« الذي حكما يقترن بنجاح وتفوق تلك المجتمعات في كل مناحي الحياة المختلفة وهنا لابد من التأكيد أن التغيير هو سنة الله في خلقه التي أكد عليها القران الكريم لأن المجتمعات لا ترتقي في فكرها وعلو شأنها بدون هذه القيمة الإلهية التي لا يوجد لها خليف سوى الإنسان شريطة ألا يأتي ذلك عبر بحر من الدماء أو عبر التخريب والتدمير والركون إلى المصالح الآنية والضيقة التي تجلب الويل والخراب على المجتمعات والأوطان فهنا يتحول التغيير إلى فساد كبير وعريض يدفع ثمنه الوطن والمواطن وهنا يفقد »التغيير« قيمته الأساسية والنبيلة التي وجد من أجلها..
سمير الفقيه