Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookCheck Our Feed

كثيراٍ ماتظهر في غمرة الأزمات والكوارث .. أيهما أكثر خطورة الاضطرابات العقلية أم النفسية¿!

 
تحقيق/عبده الأوع:

 

 

 

الاختلالات العقلية كثيراٍ ماترتبط بالفقر والتهميش والحرمان الاجتماعي وهي اكثر ماتظهر في غمرة النزاعات والكوارث والبيئة التي تحترم وتحمي أدنى الحقوق المدنية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية عامل من العوامل الاساسية لتعزيز الصحة النفسية ومن الصعب كثيراٍ دون الأمن والحرية اللذين تكفلهما تلك الحقوق الحفاظ على مستوى عالُ من الصحة النفسية والعقلية.. ويعاني أكثر من 450 مليون شخص من اضطرابات نفسية..

 

  وفي هذا السياق يرى الدكتور عبد الكريم زبيبة ـ استاذ علم النفس بجامعة ذمار أن الانسان المعاصر يعيش في زمن يزداد فيه القلق نتيجة للسرعة المتلاحقة في المتغيرات التي لاتترك له الفرصة للتأمل في ما يدور حوله وبالتالي ينشأ لديه أزمات نفسية وعقلية معقدة ومتداخلة وأي مجتمع يمر بأزمة سواء كانت سياسية أو اقتصادية أو طبيعية »كوارث« أو غيرها يحصل لديه الاضطراب النفسي والعقلي.

 

لافتاٍ إلى أن الأزمات التي تمر بها الشعوب والأمم تهيئ لنشوء الاضطرابات المتنوعة كالاصابة بالصدمات النفسية وصدمات الحرب ومابعد الحرب كالتي تعرض لها المواطنون في الحصبة وأبين وغيرهما وارتفاع تكاليف الحياة المعيشية للمواطن اليمني بسبب التأثيرات النفسية الحادة الناتجة عن الأزمة السياسية الراهنة التي بدورها ادت إلى تأثيرات نفسية مباشرة نتيجة فقدان بعض الأسر لعائلها وانعدام المسكن وإلى تأثيرات غير مباشرة كالبطالة وزيادة الادمانات للكحول والسجائر والقات.

 

مؤكداٍ أن الازمات تساعد على ظهور الاعراض المرضية للقلق النفسي والعقلي لذا فإن اكثر الازمات نشأت بعد الحرب العالمية الثانية.

 

عصر القلق

 

مبيناٍ أن تعقد المشاكل المعاصرة في هذا الزمن جعل احتياجات الفرد كثيرة ومتعددة اكثر من احتياجات الجيل الأول »قديماٍ« نتيجة لزيادة الأخبار المزعجة والازمات المتلاحقة والكوارث التي بدورها تؤدي إلى أزمات نفسية وعقلية معقدة لذا يسمى العصر الحالي »عصر القلق والاكتئاب«.

 

منوهاٍ إلى أن الاضطرابات ذات منشأ تربوي مكتسب من المحيط والبيئة الأولى للفرد كالاسرة »الأبوين« والبيئة المحيطة ومن هذه الاضطرابات ماهو بيولوجي كالوسواس القهري والاكتئاب الخارجي البسيط والقلق والإفرازات الهرمونية وتعد الاضطربات العقلية أكثر خطورة من الاضطربات النفسية.

 

اختلالات

 

فيما يعتبر خبراء الصحة النفسية ان الاختلالات العقلية تصيب البشر على اختلاف ثقافاتهم ولا تستثني أي مرحلة  من مراحل الحياة. وتشكل الاختلالات العقلية عامل إصابة بمشاكل صحية أخرى أو هي  نتاج لها وكثيرا ما ترتبط بالفقر والتهميش والحرمان الاجتماعي. وهي تظهر أيضا أكثر  ما تظهر في غمرة النزاعات والكوارث.

 

لافتين إلى أن النظم الصحية عبر العالم تجابه تحديات جسيمة تعوق تقديم خدمات الرعاية  الصحية العقلية للمصابين بالاختلالات الشديدة وحماية حقوقهم الإنسانية أما الموارد  المتاحة فليست كافية وتوزع على نحو غير متكافئ ولا تستخدم بكفاءة. ونتيجة لذلك  لا تتلقى الغالبية العظمى من المصابين بالاختلالات العقلية أي رعاية على الإطلاق.

 

مشددين على ضرورة توسيع نطاق الخدمات على سبيل الأولوية ويقوم  برنامج منظمة الصحة العالمية المعني بسد الفجوات في مجال الصحة العقلية بتحديد ما يلزم من استراتيجيات لتوسيع نطاق خدمات الصحة العقلية  عن طريق إجراء تدخلات فعالة من حيث التكاليف في البيئات التي تعاني من شح الموارد.  ويحث البرنامج الشركاء كافة – حكوماتُ ووكالاتُ متعددة الأطراف وجهات  مانحة ومنظمات معنية بالصحة العامة وعاملين في مجال الصحة العقلية ومجموعات  المستهلكين – على توحيد الصف للدعوة والعمل من أجل تحقيق هذا الهدف.

 

مؤكدين على ضرورة بذل مزيد من الجهود وعلى نطاق أوسع لإدماج الوعي بالصحة العقلية  في جميع مناحي السياسة الصحية والاجتماعية وتخطيط النظام الصحي والعناية الصحية  العامة الأولية منها والثانوية. فالصحة العقلية تكتسي أهمية قصوى في مجالات الرفاه  الشخصي وتمتين الأواصر الأسرية وقدرة الفرد على المساهمة في المجتمع. و علينا في مناسبة  اليوم العالمي للصحة العقلية أن نعترف بأنه لا صحة دون صحة عقلية.

 

مبينين أن هناك عوامل اجتماعية ونفسانية وبيولوجية متعددة تحدد مستوى صحة الفرد النفسية في مرحلة ما. فمن المعترف به مثلاٍ أن استحكام الضغوط الاجتماعية والاقتصادية من المخاطر التي تحدق بالصحة النفسية للأفراد والمجتمعات المحلية. وتتعلق أكثر البينات وضوحاٍ في هذا الصدد بمؤشرات الفقر بما في ذلك انخفاض مستويات التعليم.

 

وهناك أيضاٍ علاقة بين تدني مستوى الصحة النفسية وعوامل من قبيل التحول الاجتماعي السريع وظروف العمل المجهدة والتمييز القائم على نوع الجنس والاستبعاد الاجتماعي وأنماط الحياة غير الصحية ومخاطر العنف واعتلال الصحة البدنية وانتهاكات حقوق الإنسان.
 كما أن هناك عوامل نفسانية وعوامل أخرى محددة لها صلة بشخصية الفرد تجعل الناس عرضة للاضطرابات النفسية. وهناك أخيراٍ بعض العوامل البيولوجية التي تسبب تلك الاضطرابات ومنها العوامل الجينية واختلال توازن المواد الكيميائية في الدماغ.
 لافتين إلى أن عملية تعزيز الصحة النفسية تنطوي على اتخاذ إجراءات تسعى إلى تهيئة ظروف العيش والبيئات المناسبة لدعم الصحة النفسية وتمكين الناس من اعتماد أنماط حياة صحية والحفاظ عليها ويشمل ذلك اتخاذ طائفة من الإجراءات التي تزيد من حظوظ عدد أكبر من الناس في التمتع بمستوى أحسن من الصحة النفسية.
مؤكدين أن البيئة التي تحترم وتحمي أدنى الحقوق المدنية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية هي أيضاٍ من العوامل الأساسية لتعزيز الصحة النفسية. ومن الصعب كثيراٍ دون الأمن والحرية اللذين تكفلهما تلك الحقوق الحفاظ على مستوى عال من الصحة النفسية.
ادماج
داعين السياسات الوطنية الخاصة بالصحة النفسية إلى عدم تركيز اهتمامها على اضطرابات الصحة النفسية فحسب بل ينبغي لها أيضاٍ الاعتراف بالقضايا الواسعة النطاق المتعلقة بتعزيز الصحة النفسية والعمل على معالجتها. ويشمل ذلك دمج مسألة تعزيز الصحة النفسية في السياسات والبرامج على مستوى الحكومة والقطاعات الأخرى بما في ذلك التعليم والعمل والعدالة والنقل والبيئة والإسكان والرعاية الاجتماعية وكذلك قطاع الصحة. . وتعتمد عملية تعزيز الصحة إلى حد كبير على الاستراتيجيات المتعددة القطاعات. 
  وفي هذا الصدد ينص دستور منظمة الصحة العالمية على أن “الصحة هي حالة من اكتمال السلامة بدنياٍ وعقلياٍ واجتماعياٍ لا مجرد انعدام المرض أو العجز”. ومن أهم آثار هذا التعريف أن شرح الصحة النفسية يتجاوز مفهوم انعدام الاضطرابات أو حالات العجز النفسية.
 والصحة النفسية عبارة عن حالة من العافية يمكن فيها للفرد تكريس قدراته الخاصة والتكيف مع أنواع الإجهاد العادية والعمل بتفان وفعالية والإسهام في مجتمعه. وتمثل الصحة النفسية حسب هذا التعريف الإيجابي الأساس اللازم لضمان العافية للفرد وتمكين المجتمع من تأدية وظائفه بشكل فعال..
 يـــــوم عــــــالمي
ويْحتفل  العالم هذا الاسبوع باليوم العالمي للصحة النفسية  الذي يصادف ال 10من أكتوبر كل عام لإذكاء الوعي العمومي بقضايا الصحة النفسية وإجراء مناقشات أكثر انفتاحاٍ بشأن الاضطرابات النفسية وتوظيف الاستثمارات في خدمات الوقاية والعلاج. ولا يزال هناك نقص حاد في خدمات العلاج من الاضطرابات النفسية والعصبية والاضطرابات المرتبطة بتعاطي مواد الإدمان لاسيما في البلدان الشحيحة الموارد.
 وهناك تداخل بين الصحة البدنية والنفسية. ولا بد فعلاٍ من التصدي لمشاكل الصحة النفسية التي تصيب من يعانون من أمراض بدنية مزمنة كما يجب توفير خدمات الرعاية البدنية لمن يستفيدون من خدمات الصحة النفسية وذلك في إطار رعاية متكاملة ومستمرة.. يذكر ان اليوم العالمي للصحة النفسية عقد لاول مرة عام 1992م.
Share

التصنيفات: الشارع السياسي

Share