صلبة قوية شامخة بشموخ جبال عيبان وردفان عظيمة هي المرأة اليمنية بعظمة تاريخ اليمن .. أظهرت شجاعة ليست بغريبة على حفيدة بلقيس اليمن .. صورت أنموذجا بارزاٍ وبارعاٍ في التضحية والفداء والمقاومة ضد مستعمر غاشم مْشِكلة بذلك أروع الملاحم البطولية فكانت الند للند مع أخيها الرجل في الشجاعة والإقدام من أجل الحرية والسيادة والاستقلال.. ضد مستعمر جاء لينهب ويدمر ويذل ويقتل أبناء اليمن السعيد ..
ومع انفجار ثورة 14 أكتوبر 1963م من جبال ردفان الأبية جسدت المرأة اليمنية انصع البطولات في الميدان مستخدمة كل أساليب النضال الثوري لطرد المستعمر البريطاني من جنوب اليمن حيث أسهمت بشكل فاعل في النضال السياسي التحرري كما أنها وبجدارة نزلت إلى ميدان القتال وحملت السلاح مستخدمة كافة أنواع الأسلحة الخفيفة والثقيلة التي أذهلت المستعمر وأرعبته في آن معاٍ..ليخرج المستعمر بذلك مطروداٍ شريداٍ يجر أذيال الخزي والهزيمة .. بعد أن ظل جاثماٍ على الأرض حقبة من الزمن ..
في سياق هذا الاستطلاع نحاول الوقوف بمحطات نضالية للمرأة اليمنية من مختلف الزوايا التاريخية لنضالها وكفاحها المسلح حول : كيفية انضمام المرأة ومشاركتها الفاعلة في تنظيم الجبهة القومية وجبهة التحرير في الكفاح المسلح ضد المستعمر البريطاني ¿¿
استطلاع / إشـــراق دلال رجاء الخلقي
وقبل أن نخوض في سياق هذا الاستطلاع ..
نحاول معاٍ أن نعيش حكايةٍ ثورية لمناضلة شكلت هاجس خوف وهلع للمستعمر بكل المقاييس وذلك كما ورد في كتاب «ثورة الجنوب» الصادر عن دار المعارف بمصر عام 1969م للمؤلف «عادل رضا» عن المناضلة الكبيرة «دعرة سعيد ثابت لعظب» فيقول :
من جبال ردفان نقدم قصة المناضلة البطلة الفدائية «دعرة بنت سعيد ثابت» إحدى المناضلات البارزات عضو قيادة جيش التحرير في منطقة ردفان خاضت البطلة المناضلة معارك كثيرة ضد الاستعمار منذ انتفاضات القبائل عام 1956م وعام 1957م واشتركت في معارك كثيرة ضد الاستعمار واشتركت في معارك صرواح الشهيرة ومكثت تشارك ببسالة وشجاعة انتحارية في جميع المعارك التي خاضها الرجال البواسل فوق جبال اليمن دفاعاٍ عن الجمهورية والثورة اليمنية. ودْهش الكثيرون من أبناء الشمال وهم يجدون بجانبهم فتاة من الجنوب تناضل نضال الأبطال وحازت بطلتنا المناضلة تقدير المقاتلين جميعاٍ. ولما قْضي على التسلل الرجعي الاستعماري نقلت المناضلة البطلة مع كتيبتها إلى منطقة «المحابشة» وبقيت هناك ستة أشهر متوالية ترتدي ملابس الرجال وتخوض أعنف المعارك وقد سجلت هناك بطولات خارقة ظلت حتى الآن حديثاٍ يتردد على لسان كل عربي عرف المناضلة الجنوبية البطلة دعرة بنت سعيد ثابت وعندما اشتعلت الثورة فوق جبال ردفان كانت المناضلة تقف في الصفوف الأولى جنباٍ إلى جنب مع الشهيد البطل راجح بن غالب لبوزه والمسئول عن منطقة ردفان وأول شهيد يسقط على طريق الحرية والكرامة.
بطلة أسطورية
ويضيف رضا : اشتركت المناضلة في أكثر المعارك التي دارت بين القوات البريطانية وقوات جيش التحرير. كانت تضع الألغام في طريق السيارات البريطانية وتتربص بدوريات تنقض عليهم بالرصاص والقنابل اليدوية وكانت المناضلة البطلة مفخرة المرأة العربية في الجنوب فانضمت الكثيرات منهن إلى صفوف المناضلين ليحاربن الاستعمار جنباٍ إلى جنب مع المقاتل في الجنوب الذي وهب حياته من أجل المبادئ والأهداف الكبيرة الشاملة وأبدت الكثيرات منهن بطولات خارقة واستشهدت في المعركة المناضلة «هند بنت أحمد» أول شهيدة تسقط في معركة التحرير الشاملة ولحقتها في الاستشهاد المناضلة البطلة «بنت الحاج عبدالكريم» ولقد رصدت قيادة الشرق الأوسط البريطانية مائة ألف شلن لمن يقبض على المناضلة الفدائية «دعرة سعيد بنت ثابت» لماذا!¿ لأنها أصبحت في نظرهم أخطر إرهابية ولأنها أيضاٍ قد أصبحت أسطورة بطولية تناقلتها الألسن فوق أرض الجنوب حتى المعسكرات البريطانية نفسها بدأ جنودها وضباطها يرددون قصص بطولاتها وشجاعتها النادرة.
متسائلاٍ بقوله : لكن ما هي صور البطولة التي أبدتها المناضلة دعرة في معركة التحرير¿ وماذا تمثل تلك الصورة من حقيقة ومغزى¿!
دفاع المستميت
ويستطرد بحديثه قائلاٍ : ففي إحدى الليالي خرجت مع مجموعة من الفدائيين ليقوموا بهجوم مفاجئ على مقر القيادة البريطانية (الثمير) ودامت المعركة أكثر من ساعتين قتل خلالها الكثير من الجنود البريطانيين واشتعلت النيران في مخازن الذخيرة وأحْرقِتú مصفحتان وأثناء تأهب الفدائيين للانسحاب أصيبت في ساقها واستمرت في الانسحاب لكنها أصيبت مرة أخرى في ساقها فسقطت البطلة على الأرض ولم تقو على الحركة ثم واصلت وهي جريحة راقدة خلف صخرة إطلاق النار على الإنجليز لتحمي انسحاب الفدائيين ولما نفذ رصاصها حطمت بندقيتها فوق الصخرة حتى لا يأخذها الإنجليز سليمة وأْسرت المناضلة ونقلت إلى سجن عدن وبعدها أذاع راديو لندن وعدن أكثر من مرة نبأ القبض على الإرهابية دعرة ولصقت منشورات داخل المعسكرات تزف هذا النبأ إلى الجنود والضباط الإنجليز واستجوبها الإنجليز وحاول ضباط المخابرات البريطانية معرفة الطريقة التي يتسلح بها جيش التحرير ومستوى التدريب على حرب العصابات الذي حصلوا عليها والجهة التي تقوم بمساعدة المناضلين ولكن البطلة أصرت على الصمت ومرت أيام وبعدها عثرت السلطات على خمسة من حراس السجن مذبوحين وزنزانة البطلة خالية منها وعادت البطلة المناضلة إلى جبهة القتال في ردفان توزع الموت على جنود الاستعمار وعلى أعوانه».
هذا غيض من فيض من تلك البطولات التي سجلتها المرأة اليمنية.. ونعود معاٍ لسياق الاستطلاع لنرصد ما قيل عنها في تجسيدها للبطولات على الساحة العسكرية وميادين القتال المستميت من أجل الحرية والاستقلال :
ثكنات التفتيش
ثورة 14 اكتوبر 63م أعطت مجالا واسعا لمشاركة المرأة هكذا حدثتنا الأستاذة نور باعباد وأضافت : استفادت الثورة من خروج المرأة للعمل الوظيفي والاجتماعي كونه خلاصة تمكين المرأة الذي بدأ في عدن منذ الخمسينيات كما أعتقد لذا أفسحت الثورة للمرأة أن تشارك في الخلايا التنظيمية وبالتالي كان لا بد من السرية في عدم معرفة افرادها لبعضهم البعض ومنهم النساء ومن ثم تكليفهن بمهام ثورية مثل توزيع المنشورات وطباعتها وإخفاء السلاح وقيادة المسيرات بل وتعرضت بعض الثائرات للاعتقال ومنهن نجوى مكاوي ورضيه إحسان وفوزيه جعفر .
وأردفت باعباد : لقد كانت مشاركة النساء وخاصة في المظاهرات كبيرة وحاشدة حيث كانت تنطلق من المساجد والميادين وكانت طالبات الثانوية بخور مكسر يعبرن عن رفضهن الاحتلال عندما تتوقف الباصات التي تستقلها الطالبات عند ثكنات التفتيش وهن يقلن للجنود باللغة الإنجليزية « لماذا انتم في بلدنا ¿ أخرجوا منها « ولم يكن من الجنود البريطانيين إلا أن يقوموا بإيقاف الباصات لساعات عن الحركة وهذا الفعل شكل إضافة للثورة وانتشارها في عموم الوطن ولا ننسى هنا الثائرات في الضالع ورغم بساطتهن وشدة قسوة الحياة في تلك المنطقة إلا أنهن استشعرن المسؤولية الوطنية والواجب الحقيقي في مشاركة الرجل وحملهن السلاح في الضالع وردفان لمقاومة الانجليز الذي كانت قواته تتزعزع وتضعف تدريجياٍ بحكم الكمائن التي نصبها الثوار والثائرات والتي كانت معبرة عن طبيعة المواطن اليمني الرافض للاحتلال المؤيد للمرأة أن تكون بجانبه مناضلة وحاملة للسلاح
أثبتت فعاليتها
لقد لعبت المرأة دوراٍ هاماٍ في نجاح الكفاح المسلح وأسهمت في خوض مختلف أشكال النضال السياسي التحرري منذ اللحظات الأولى للثورة هكذا تقول الأستاذة شفيقة مرشد أحمد تضيف: فقد حملت المرأة السلاح وقاتلت ضد قوات الاحتلال البريطاني اذكر على سبيل المثال الفقيدة: دعرة لعضب والفقيدة ام شائع كما ساهمت في تحرير المناطق الريفية وفي حراسة المناطق المحررة.. من داخل الجبهة القومية ومن داخل جبهة التحرير..
وتضيف مرشد : لقد أثبتت المرأة فعاليتها ابان المعارك السياسية وخاصة في عدن فشاركت في التنظيمات السياسية وتصدرت المظاهرات وقامت بتوزيع المنشورات والبيانات كما شاركت في نقل الرسائل والأسلحة والذخيرة وفي توفير الغذاء للمناضلين وفي رصد تحركات القوات البريطانية وعملائها وتزويد الثوار بالمعلومات وقيادة الإضرابات وإخفاء الفدائيين وتوعية النساء وتعبئتهن للوقوف الى جانب الثورة وجمع التبرعات منهن.
كما أسهمت المرأة في نضالات النقابات العمالية وفي تكوين النقابات الست عام 1966م التي وقفت الى جانب الثورة و قد شاركت المرأة والفتاة اليمنية في نضال الحركة الطلابية ودورها المعروف في النضال ضد الوجود الاستعماري وبهدف انتصار ثورة 14 أكتوبر المجيدة.
وأردفت: في خضم ذلك النضال الوطني التحرري تشكل القطاع النسائي للجبهة القومية الذي لعب دوراٍ بارزاٍ وموازياٍ لدور مختلف قطاعات الشعب الأخرى واستطاع ان يسهم وبوعي في تحرير الوطن كما استطاع هذا القطاع وبمساعدة رفاقه في التنظيم ان يبني قطاعاٍ نسائياٍ منظماٍ قادته الفقيدة زهرة هبة الله علي التي وصلت إلى أعلى المراتب التنظيمية حينها وهي الشعبة حيث كانت عضواٍ في شعبة عدن اي في قيادة التنظيم في العاصمة.
كما لعب القطاع النسائي لجبهة التحرير دوراٍ لا يقل أهمية تحت قيادة الأخوات: ليلى جبلي ورضية إحسان الله ونعمة سلام وزنوبة حميدان وبنفس القدر من الحماس لعب القطاع النسائي لحزب الاتحاد الديمقراطي الشعبي وحزب البعث العربي دوراٍ لا يستهان به
تضحياتها الثورية
من التضحيات التي قدمتها المرأة للثورة تقول مرشد : لقد نالت المرأة اليمنية شرف الاستشهاد ومنهن: الشهيدة خديجة الحوشبية والشهيدة عائشه كرامة والشهيدة فاطمة كما نالت امرأتان شرف الاعتقال على ايدي سلطات الاحتلال حيث اقتيدت المناضلة الفقيدة نجوى مكاوي والمناضلة فوزية محمد جعفر اللتان كانتا في سيارة تقودها الأولى الى معتقل بشرطة خور مكسر بعد ان ضبطتا وهما تقومان بتوزيع منشورات للجبهة القومية في المناطق وتدعوان للقيام بمسيرات جماهيرية لتشييع جثمان الشهيد الفدائي عبود.
وتضيف : كما لن انسى الجسارة التي كانت تتمتع بها المرأة اليمنية حيث كن يصعدن الى منابر المساجد ويذعن منشوراٍ للتنظيم وكانت على رأسهن المناضلة الفقيدة زهرة والمناضلة انيسة الصايغ وعائدة على سعيد وفوزية جعفر وكانت الدوريات العسكرية تحاصر المسجد.. ولم تكن المرأة في الشطر الجنوبي من الوطن بمعزل عن نضال الحركة الوطنية اليمنية.. ففي العام 1967 قام وفد نسوي من الشطر الجنوبي بزيارة الى الشطر الشمالي للتعرف على نضال الحركة الوطنية اليمنية وتبادل الخبرات.. وقد تكون الوفد من الاخوات زهرة هبة الله علي نجوى مكاوي عائدة علي سعيد وفوزية جعفر.. لقد شكل نضال المرأة اليمنية علامات مضيئة في سجل تاريخ شعبنا اليمني النضالي..
منعطف جديد
وفي ورقة عمل لمنتدى الشقائق قدمتها الدكتورة أسمهان العلس بخصوص المشاركة السياسية للمرأة في ظل الإدارة البريطانية في عدن تقول العلس: في عام 1963م دخل النضال الوطني ضد الاستعمار البريطاني منعطفاٍ جديداٍ في آليات ذلك النضال فقد أعلن عن تأسيس الجبهة القومية لتحرير جنوب اليمن المحتل التي اتخذت الكفاح المسلح منهاجاٍ جديداٍ في مقارعة الاستعمار البريطاني وفي إطار هذا النهج الجديد للجبهة القومية كانت نظرتها إلى المرأة شريكاٍ للرجل في البناء الاجتماعي والسياسي خاصة وأن الإيمان بتحرير المرأة ومساواتها للرجل كان شعاراٍ ثورياٍ اتسمت به سنوات الستينيات من القرن العشرين بعد أن قادت ثورة 23 يوليو في مصر حركة البناء الاجتماعي وأفسحت المجال للمرأة في بناء المجتمع وجسدت الجبهة القومية التزامها بهذا الموقف في ميثاقها الوطني الصادر في عام 1965م واستطاعت هذه الجبهة جذب العشرات من النساء للانخراط في صفوفها في مراتب تنظيمية مختلفة.. فقد احتلت زهرة هبة الله مرتبة قيادية في مستوى شعبة المدينة التي كانت قيادة محلية للعمل السياسي في الجبهة القومية وتوزعت أخريات على العديد من المراتب القيادية الدنيا.
وتضيف : وفي الوقت الذي اتفقت نشاطات المرأة في كل من حزب الشعب الاشتراكي والجبهة القومية لتحرير جنوب اليمن المحتل والتي تأسست في عام 1966م على توسيع مشاركة النساء في تنظيم المظاهرات وتوزيع النشرات وزيارة المعتقلين وتنظيم صلاتهم بأسرهم وبتنظيمهم وتوفير احتياجاتهم إلا أن عضوية هذه المرأة عكست وجهاٍ آخر لم تبد ملامحه في حينها فقد حملت الأيام تأثيرها الإيجابي لاحقاٍ حيث أفادت الحركة السياسية اليمنية كثيراٍ من ذلك إذ تدربت المرأة في صفوف تلك الأحزاب على تقاليد العمل التنظيمي المتمثلة في التربية الحزبية والبناء الفكري كما خضعت المرأة في الأوساط التنظيمية لمبادئ الضبط والربط الحزبي والنقد والنقد الذاتي على المستوى نفسه من التربية الحزبية التي خضع لها الرجل.
أهم الأحداث
ولعل من الواجب في هذا الاستعراض الوقوف أمام بعض الأحداث السياسية التي انفردت المرأة بقيادتها جزءاٍ من التزامها وارتباطها بالحركة الوطنية ففي يوم 27 ديسمبر 1963م اعتصمت المرأة في مسجد العقلاني في مدينة كريتر احتجاجاٍ على فرض السلطة البريطانية لقانون الطوارئ واعتقالها للكثير من الوطنيين بعد حادثة مطار عدن في ديسمبر 1963م وامتد هذا الاعتصام حتى فبراير 1964م. وكان من أبرز نتائجه أن تمكنت المرأة من تحقيق مطالبها بالإفراج عن المعتقلين وترك هذا الاعتصام تأثيره على الأوساط الرسمية البريطانية في عدن ولندن فقد وقف مجلس العموم البريطاني في لندن أمام هذا الاعتصام وأوفد لجنة خاصة لدراسة الأوضاع كما بعث حزب العمال البريطاني وفداٍ خاصاٍ لبحث قضية الاعتصام.
وأردفت : كما شاركت المرأة في يوم الزحف على المجلس التشريعي في 24 سبتمبر 1962م والذي صادف انعقاد اجتماع ذلك المجلس للمصادقة على ضم عدن إلى اتحاد الجنوب العربي وقادت المرأة مواكب المتظاهرين الذين تجمعوا أمام فندق إحسان في مدينة كريتر بعد أن حاصرت السلطة البريطانية عدداٍ من الرجال وأعاقت قيادتهم للمظاهرات وتولت النساء مهمة توجيه المتظاهرين نحو مقر المجلس التشريعي ونتيجة لدور المرأة في ذلك اليوم فإنها تعرضت للضرب والتنكيل والاعتقال بعد أن كانت السلطة البريطانية قد استخدمت أساليب قمعية لم تفرق في تنفيذها بين المرأة والرجل.
المراتب التنظيمية
الجدير ذكره أن هناك مراتب تنظيمية خصت القطاع النسائي للجبهة القومية وتكونت من (الحلقة الخلية الخلية القيادية الرابطة الشعبة )
فمرتبة الشعبة كانت ترأسها المناضلة (زهرة هبة الله علي) قيادة مركزية والرابطة كانت تضم نجوى مكاوي فتحية باسنيد عائدة علي سعيد فوزية محمد جعفر ثريا منقوش أنيسة الصائغ فطومه علي أحمد أما الخلايا القيادية وفتضم المناضلات نجيبة محمد عبدالله آمنة يافعي عيشة سعيد ناليه شفيقة مرشد أنيسة احمد سالم رجاء احمد سعيد خولة شرف اسمهان عقلان سلوى مبارك واخريات كثر ومرتبة الخلايا كانت تضم المناضلات فطوم عبد اللطيف آسيا مرشد سميرة قائد محمد سميرة الخطيب سعاد يافعي خديجة قاسم شفيقة عراسي وديعة عزعزي انيسة سليمان سهام احمد عبد المجيد الهام عيدروس انيسة عبود عايشة محسن وأخريات ..
شريك رئيسي
من هنا نستطيع القول بأن المرأة كانت الشريك الرئيس والفعال مع أخيها الرجل على الصعيد الإنساني والاجتماعي والسياسي وأيضاٍ العسكري من حيث الاشتراك المباشر وغير المباشر في العمليات العسكرية كما أن دورها لم يقل أهمية في العمليات التكنيكية والمعلوماتية أيضاٍ والخاصة بنقل الأسلحة وإخفاء الثوار ورصد حركة المستعمر وتحديد تجمعاته ووجهات سيره وأيضاٍ حماية وتسهيل انسحاب الثوار وتأمين طرق عودتهم إلى مراكز تجمعهم وضمان سلامتهم وقد شاركت في حمل الجرحى وإسعافهم حتى لا يعيق ذلك انشغال المقاتلين بهم كما أسهمت في مواجهة حملات المداهمة والتفتيش عن الثوار وعن الأسلحة والمنشورات في بيوت الثوار وأنصار الثورة ..
حافظت المرأة على التلاحم الإنساني والوطني في كافة الميادين والقطاعات الثورية لذا فأقل تكريم واجب علينا لتلك النضالات والتضحيات الجسيمة التي بذلها ثوار سبتمبر وأكتوبر أن نحافظ على منجزات تلك الثورات وبما أن دور المرأة كان فعالاٍ في الثورة فيجب أن نعطيها حقها الكامل مع أخيها الرجل..