كانت ثورة الـ26 من سبتمبر مصدر الإلهام والرئة والمتنفس لثورة الرابع عشر من اكتوبر الخالدة التي انطلقت شرارتها من جبال ردفان الأبية.. بعد أن قامت ثورة الـ26 من سبتمبر الخالدة.
فقد كانت عدن بالنسبة لليمنيين بأطيافهم السياسية واحة الحرية والرأي والملاذ الذي كان يحتضن الحركة الوطنية التي تأسست في صنعاء عام 33 من القرن المنصرم.
رغم وجود الاستعمار البريطاني كانت عدن واحة للحزبية والحرية والتنظيم تشكلت فيها مجموعة من الأندية الثقافية..
وقبل قيام ثورة الـ26 من سبتمبر المباركة احتضنت عدن المناضلين إلا أن المصالح بين المستعمر البريطاني والكهنوت جمعت بينهما وبدأت الملاحقات وخنق الحركة الوطنية بإيعاز من الإمامة وبعد النجاح الذي حققته الثورة الأم سبتمبر كانت الجسد والقلب المحرك الذي تفجرت على إثره ثورة الرابع عشرمن أكتوبر المجيدة.
وكان الجزء الشمالي من الوطن هو قاعدة الانطلاق والتدريب والتأهيل ومثلما كانت ثورة الـ26 من سبتمبر هي الشرارة التي فجرت الثورة الاكتوبرية ضد المستعمر البريطاني كانت ثورة سبتمبر هي الدعم والمساند الرئيس لإنجاح ثورة اكتوبر بشعاعها من نور الفجر اليماني العظيم.
كانت الأسلحة تهرب عبر طرق مختلفة من قبل الأحرار عبر طرق وعرة من عدن إلى تعز وهناك فصول من هذا التاريخ النضالي ما يزال يكتنفها الغموض إلى حد ما..
وبدأت ثورة اكتوبر المجيدة وتشكلت الجبهات الفدائية فكانت الضربات القاصمة تصل إلى ملاجئ ومخابئ المستعمر وفي عقر ثكناته.
واستطاعت الثورة الاكتوبرية الخالدة بمساندة القبائل الثائرة أن تلغي المشيخات والسلطنات في حين أن المستعمر البريطاني اتبع طرقاٍ واساليب قذرة الهدف منها وأد الثورة ومحاولة إعادة الوضع إلى ما كان عليه سابقاٍ ولكن المقاومة الباسلة الشرسة استطاعت أن تجهض أحلام المستعمر البريطاني وتضر به في عقر داره وثكناته في حين أن المقاومة وصلت مع ضربات الفدائيين إلى المطار وإلى الأماكن الاستراتيجية الحساسة.
وبعد أن فشل المستعمر في تمزيق الصف والمقاومة والفدائيين عبر «فرق تسد» اشتد أوار المقاومة وأصبحت البيوت مفتوحة في عدن وغيرها لإيواء الفدائيين الذين كانوا ينفذون عملياتهم البطولية في كل مكان..
ومن هنا لا بد من الإشارة إلى الدور الريادي النضالي للمرأة اليمنية التي لعبت دوراٍ هاماٍ ومحورياٍ اساسياٍ إلى جانب اخيها الرجل في نقل المؤن والرسائل التي تحدد مواقع العمليات الفدائية..
ولجأ المستعمر البريطاني إلى تجنيد ضعاف النفوس الذين كانوا يرتدون «الشياذر» ويدلون بالمعلومات عن الفدائيين وصفاتهم وأماكنهم كانت عيون العملاء مرتبكة وأيديهم مرتعشة وابصارهم زائغة جراء الخوف من أن تعرف هوياتهم وينكشف أمرهم.
فكانت حرب التحرير ضد المستعمر البريطاني قوية في الـ14 من اكتوبر الخالدة وكان الثوار يتوافدون من كل حدب وصوب ولأن ثورة سبتمبر العظيم كانت مصدر الهام قيام ثورة 14 اكتوبر فقد التقى الثوار من كل اليمن ليصنعوا ملحمة الانتصارات المتلاحقة التي كان الجنوب كله ساحتها في حين أن قواعد التدريب ظلت في الجزء الشمالي من الوطن لجبهة التحرير.. وهكذا انتصرت الثورة اليمنية سبتمبر واكتوبر..
علي الاشموري