Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookCheck Our Feed

أهملنا التاريخ.. فضاع الحل !!

محمد الصباحي
إن كتابة التاريخ وتدوينه ليس أمراٍ سهلاٍ وهيناٍ فكتابة التاريخ تتطلب الكثير والكثير من الضوابط المهنية والأخلاقية التي هي ركائز ودعائم تناول التاريخ وليس كل ما يْكتب عن الماضي هو تاريخ نستشهد به ونؤسس على ضوئه مستقبلنا!! على أساس من ليس له ماضُ فلا حاضر له وبالتالي علينا تصديقه والإيمان به ثم تطبيقهْ فليست كل حقيقة نجهلها في الماضي هي حقيقة مسلم بها كما أنه ليس كل كاتب ومدون للتاريخ »حجة الله في أرضه« يجب علينا السمع والطاعة وتصديقه وبالتالي اخضاع »عقولنا« لتأثيرات هؤلاء الكْتاب فننقاد لأفكارهم وميولهم وتفسيراتهم »المريضة« وكأننا قطعان من الماشية!! فكم من كاتب »يدعي« كتابة التاريخ والتاريخ منه برآء..
اتبع هواه فأضل نفسه وأضل الأخرين ممن لم يمعروا وجوههم في طلب الحقيقة ودراسة التاريخ ولو بالاطلاع.. إن عدم الالتفاف لقراءة التاريخ وتدوينه بالشكل الصحيح من قبل المتخصصين ومن أخذ بملكات هذا العلم قد أوجد الوضع الذي نعايشه ونكابده صباح مساء وحالة التخبط والتيهان والسبب من وجهة نظري افتقادنا لمن يكتب ويدون التاريخ ويتناوله بكل مصداقية وأمانة وعدم تحيز لأراء وانتماءات وميول شخصية حزبية عشائرية طبقية وغيرها وهنا استشهد بما قاله د. عبد العزيز المقالح حول مهمة كتابة التاريخ حيث قال: »إن المؤرخين والمختصين مهمتهم كتابة التاريخ وتناول أحداثه من منطلق علمي منهجي دقيق يستفرئونه من الأحداث والوقائع« ويضيف »إن من يكتب التاريخ انطلاقاٍ من وثائق متفق عليها غير من يكتبها من الذاكرة أو ماسمعوه من حكايات أو منتديات والأمانة التاريخية تستدعي وعياٍ لهذه المهمة«.
التاريخ الذي لن يسامحنا أو يغفر لنا تركه وحيداٍ وكأنه بعيد أجرب فخلقنا بيننا وبينه فجوة فإما أننا »تعمدنا« إقصاءه من حياتنا تعمداٍ عن سبق إصرار وترصد كي لا تنكشف للملأ ولأنفسنا أولاٍ حقائق ماندعيه من زيف وخداع وتضليل لعقول الآخرين!!
 أو لأننا »جبناء« نخاف من التعري أمام التاريخ لأنه سيقف »يوماٍ« بِعْدِ الزمان أو قصر أمامنا بحقائقه وشواهده بحزم وقوة كاشفاٍ كل رغباتنا وأهوائنا وأطماعنا الشخصية الدنيئة لذلك أدرنا له ظهورنا وأغمضنا عيوننا وأصمينا آذاننا إلى ماشاء الله.
 أصبح التاريخ يفسر ويؤول حسب ما تشتهيه المصالح والأهواء وأصبح يستشهد بالكثير من أحداثه وفصوله في أماكن لايمكن أن تستشهد بها.
والسؤال الذي لازلت ابحث عن إجابة عليه: لماذا لايتم الرجوع »دائماٍ« إلى تاريخنا اليمني المليء بالكثير والكثير من الأحداث المشابهة لما يحدث الآن في ظل اختلاف الرؤى وظهور الفتن وضياع حب الوطن وكرامة الإنسان ودمه وحياته¿
أنا على يقين أننا سنجد في بطون كتب التاريخ حلاٍ بل وحلولاٍ لما نعانيه وسيكون الحل بأيدينا نحن وبأقل الخسائر ودون الرجوع إلى كل متربصُ حاقدُ حاسدُ لليمن من قريب أو بعيد !!
إن من يقرأ التاريخ جيداٍ سيجد أن سر بقاء الكيان الصهيوني مهيمناٍ ومسيطراٍ على العالم وليس علينا فقط كعرب أنهم قوم يعتبر التاريخ عندهم »كالهواء« وأعني دراسة وفهم وتحليل وتفسير كل صغيرة وكبيرة في التاريخ العالمي وخاصة تاريخنا العربي فلذلك هم قوم يخططون ويفكرون ويطبقون بما وجدوه في التاريخ لكل الأمم فأقاموا دولتهم على انقاض أمة أهملت التاريخ..
Share

التصنيفات: ثقافــة

Share