ما أشبه الليلة بالبارحة فمنذ اندلاع الثورات العربية في منتصف القرن التاسع عشر ضد الاستعمار الأجنبي ونيل الأقطار العربية استقلالها من نير الاحتلال الذي جثم عليها لسنوات عديدة وامتص خلالها مقدراتها ونهب ثرواتها لم تفق الاقطار العربية من حلم الحرية والاستقلال وبناء الذات حتى بدأت تلك الدول الاستعمارية في رسم خطط جديدة لنهب ما تبقى من الثروات العربية ناهيك عن رعيها لمصالحها في تلك الدول التي تحت سيطرتها فهاهي اليوم وفي إطار العولمة تغدو تفزو عالمنا العربي وتحتله لكن هذا الاستعمار اختلف تماما عن الوجود على الأرض والواقع إذ غدا استعماراٍ من نوع أخر نافذته المنظمات المدنية والحكم الرشيد والشفافية عبر مخاطبة الرأي العام العربي ودغدغة عواطفه فعمل على تدريب عدد من المهتمين بالمنظمات المدنية العربية كحقوق الانسان والحكم الرشيد وتحت هذه المسميات أراد قلب الطاولة في الأنظمة العربية بينما من يتذرع بحقوق الانسان هو أول من ينتهكها ولا يجعل له أدنى حرمة.
وبين هذا وذاك عم الخراب والدمار والاحتجاجات تحت هذه الذرائع بينما واقع الحال ينذر بعواقب وخيمة قد تحل بالدول العربية وتجعل وحدتها الوطنية في تمزق خدمة لقضايا الغرب..
خالد المعافا