مطهر الأشموري
اصطفاف العنف في واقع اليمن هو الأقوى من أي وقع وايقاع للسلمية ومع ذلك فإذا السلمية هي مجرد الشعارات والكلام في إطار الصراع السياسي ووسائل الإعلام فالكلام البذيء والشتم المشين والإساءات المقززة تجاه الواقع الغالبو أغلبية الشعب المطلقة هي سلمية واسلام الاكراه والكراهية في أداء المعارضة وسلوكها خلال هذه الأزمة.
لا يوجد نظام في واقع اليمن أو في المنطقة والوطن العربي تعرض للنقد وبأعلى مفردات وقدرات التثوير وقبل ما تسمى الثورات السلمية كما النظام الحالي في اليمن وفي عهد الرئيس صالح ولمن يشكك تقديم نظام قبل بما يقبل به هذا النظام في إطار التطورات في الحياة السياسية الداخلية والصراعات والمتغيرات الخارجية.
مثل هذا حدث مع النظام في اليمن قبل ما تسمى الثورات السلمية لأن النظام يقبل به ويسمح أو لا يمنع ويمارس مستوى أعلى من القمع كما أنظمة أخرى والدليل أن مستجد الثورات السلمية مثل انقلاباٍ في الخط والخطاب السياسي المعارضي تجاه الأنظمة الأخرى غير اليمن أياٍ كانت فيما هذا الخط والخطاب مثل النمطية التي سارت عليها المعارضة خارجياٍ ومنذ سنوات لقرابة العقد ومهما صعد فهو كاستجابات للواقع ولدى الشارع محتوى في إطار نمطية مألوفة أو معتادة.
عندما يقوم جنرال عمران »القشيبي« كقائد لواء منشق أو متمرد باستحداث نقطة في الأشمور فهو لم يراع حقيقة أنه واقعياٍ لم يصبح الدولة كما لم يراع حقيقة شبه اجماع في هذه المنطقة تصطف مع الشرعية والنظام على أساس الحوار والتوافق على البديل.
ومع ذلك فالطرف الآخر شعبياٍ من أبناء المنطقة أو الآخر الواقعي والسياسي النظام أو الدولة لم يستعمل أو يرسل قوة لمنع وإزالة هذا الاستحداث.
أما إذا الطرف الآخر وهو شبه الإجماع شعبياٍ في المنطقة أو الدولة أقام نقطة فالقشيبي يرسل أطقمه المسلحة التي تفاجئ من يمارسون العمل في النقطة بإطلاقها النار ومن تسليم بشبه الإجماع شعبياٍ في المنطقة مع الحوار وتوافق البديل دستورياٍ فحين حجز أحد هذه الأطقم وبعد ساعات يفجر خزان توزيع مياه الشرب كعقاب جماعي لأبناء المنطقة بل ويمارس بعد ذلك احتجازاٍ عشوائياٍ لمواطنين وسياراتهم داخل معسكر القشيبي مثل هذه الوقائع الدامغة في منطقه تؤكد أن المشترك وتحديداٍ الاخوان »الإصلاح« هم وراء قطع الطرقات والخدمات والمواد كعقاب جماعي للشعب ثم يأتي مثل محمد قحطان ليدافع عن التطرف وأفعال التخريب في الواقع بتطرف في البذاءات عرف عنه. حين طرح حقائق كما حصل لمشروع المياة في الأشمور أو هذا الاعتقال العشوائي لمواطنين وسياراتهم يردون ببلادة تستهبل بأنه على الجيش أن يواجه ويمنع هذا.
كإنما يريدون نشر الجيش عند كل محول وخيط كهرباء وفي كل طرق مرور النفط والغاز والمواد التموينية وذلك مايسهل مهمة انقضاضهم على المعسكرات وعلى النظام.
هي خطة انقلابية ومخطط انقلابيين لأنه لم يحدث في تاريخ الصراعات وفي أي صراع نشر جيش لحماية كل خيط كهرباء وخط وطريق ومنعطف وبالتالي فهم ينكرون حقائق ووقائع دامغة تدينهم فوق الإنكار ويتبنون التعجيز والمستحيل تحقيقه وتحققه في أي واقع بالعالم وفي كل صراعات العالم ليحملوا الأطراف الأخرى المسئولية.
محمد قحطان قال في فضائية الجزيرة»إنه يطالب بلجنة تحقيق دولي حول أحداث الواقع ومن يتحمل مسئوليتها ونحن نسأله ما إذا كان معسكر الجيش بجبل الصمع بأرحب اعتدى أم مورس الاعتداء عليه إذاٍ الثابت بكل الوقائع والحقائق بل وبالصوت والصورة هو أن ميلشيات حزب قحطان الطالباني هي التي قامت بالاعتداء على المعسكر من خلال شبكات المجاري والسباحة في الأوحال وعبر سلالم القفز من فوق أسواره والاعتداء على بواباته واقتحامها فقحطان يريد توزيع هذه القوات عند كل محول وخيط كهرباء وفي الطرقات ليتم قنصهم من ناحية وليسيطر على مثل هذا المعسكر ليسيطر على المطار إذاٍ هؤلاء قالوا للعالم وبكل بجاحه وبلاحياء بإنه لايوجد قاعدة ولا إرهاب في اليمن والنظام يحارب نفسه فمن السهل عليهم القول بأن النظام هو من يدمر المصالح العامة ويقطع الطرقات وفيما حقائق كل منطقه واستحقاقات المنطق لدحض ذلك لكن » إذا لم تستح فاصنع ماشئت وأكذب كما تشاء« الثورات السلمية هي اصطفاف شعبي مع أو ضد النظام أو » مع أو ضد الثورة« وهذا الاصطفاف يتأثر بمرونات وواقعية ووعي كل طرف وكذلك بمدى تطرفه أو فقدانه الواقعية.
ولهذا فالإعتداء الإرهابي على جامع دار الرئاسة زاد من شعبية الرئيس صالح فوق أي توقع أو تصور ومع ذلك فربما نسلم بتوازن بين الواقعية الشعبية وواقعية القبول بواقعية حل سياسي للأزمة السياسية برمتها.
فالرئيس صالح لم يعد مع استعمال شعبيته المتزايدة ولا الشعبية كاصطفاف مع النظام لحسم الأوضاع أو الحسم في الواقع لصالح النظام كطرف بقدر ماباتت قضيته الواقع والمخرج الواقعي من الأزمة.
ولذلك فكونه قدم أعلى مرونة لتجاوز مشكلة الرحيل فشعبيته باتت من تشدد الواقع الغالب والشعبية المطلقة بما يمثل شبه إجماع على أرضية الحوار والتوافق أو الانتخابات على بديل ينهي الأزمة ويجنب الواقع صراع الدماء والدمار.
لو أن ماتسمى الثورة السلمية وصلت إلى الحد الأدنى من استحقاق هذا المفهوم واقعياٍ وشعبيٍا لكانت المشكلة انتهت كرحيل واصطفاف طرف النظام القائم ولكن ماتسمى الثورة السلمية لم تصل إلى الحد الأدنى من استحقاق المفهوم واقعياٍ وشعبياٍ .
في ظل الدافع اليمني فهذه المسماة ثوره سلمية باتت كما خيار ثورة سبتمبر وأكتوبر قومياٍ وأممياٍ لتفرض أقلية على الأغلبية في واقع بغض النظر عن النظام ومن تم تقول إن ذلك هو خيار الشعب في ما الخيار القومي أو الأممي أو حتى ما بعد هزيمة 1967م كصلح مع الملكيين هو خيار سياسي وليس خياراٍ شعبياٍ ومثل محمد قحطان لا تفرق مهمتهم ولا يفرقون بين خبراء انقلابات أو ثورة سلمية لممارسة الانقلابات والأسهل على الثورات والانقلابات كأطراف سياسية أن تكذب على الشعب وباسم الشعب.
إذاٍ الأغلبية المطلقة لأي شعب وفي أي واقع ليست مع ثورة سلميه فهل اجبارها أو قسرها في هذا الخط بأي وسائل واقعية أو أدوات سياسية أو إعلامية ينفي شيئاٍ اسمه سلمية¿
الرئيس صالح كان على قناعة كاملة بترك السلطة وعدم الترشح ولكن رموزاٍ من المتواجدين في الإصطفاف المصتاد الآن كانت المؤثرة أكثر عليه وعلى عامة الشعب للضغط عليه والترشح بل إن أحزاب المشترك المعارضه ارتبكت حين امتناعه عن الترشح وسعت ودفعت ساعين ومساعي لإقناعه بالترشح.
هذه القناعه هي التي مكنت الرجل من تعامل في غاية الإتزان والواقعية فهو بهذه القناعة وخلفيتها وعياٍ وواقعية متحرر من الضغوط الذاتية داخله ومن خارجه ويعمل منذ البداية لصب كل قدراته وتأثيره لصالح حل واقعي وللواقع في البديل.
إنه يدرك بأن الأرضية الخارجية لما تسمى الثورات تعيش مستوى مما يسمى في اليمن »القمر« ولا تريد أو تقبل كسر أو انكسار لما تسمى الثورات كمد في إطار ألعاب نقلات وتحولات وتكتيكات وانتصارات وهو بهذا الفهم والتعامل يعطي الفرصة لأن تحاور المعارضة نائبه أو حزبه مادامت لا تريد حواراٍ معه والمهم هو واقعيه حل يتوصل إليه من خلال هذا الحوار وسيقبل من طرفه وينفذ وبين بداهات ماعرف عن شخصه وشخصيته أنه لا يقامر ولا يتعامل بل هو رجل واقعية وقضايا واقع بما قدمه من تنازلات اسثنائية لايقبل حاكم بها للأخوان »الإصلاح« أو المرحوم الشيخ عبدالله الأحمر أو أطراف أخرى داخليه وخارجية.. تطرف المعارضة في رفض الحوار وبديل التوافق من خلال حوار أو انتخابات هو رفض لحل أوحد لا بديل عنه واقعياٍ كإرادة شعبية وواقعيه قبل أن تكون إرادة طرف أو نظام .
– هذا الرفض يمثل تطرفاٍ ومغامرة يجعل عامة الناس أكثر قلقاٍ ورفضاٍ للبديل الشمولي الذي يراد فرضه على الواقع من قبل طرف.
لو أن المعارضة امتلكت الواقعية والضمير في قراءة وتقدير الشعبية من هذا الفهم والأساس فقط لسلكت بدائل تعرفها لانهاء الأزمة لصالحها ولصالح الشعب بل ولصالح الثورة فيما تطرفها هو مسار الصراعات الأسوأ إن رحل الرئيس أو ظل.