من »الحسن البصري« إليك..
يروى عن الحسن البصري ـ رضي الله عنه ـ أنه كان يقول: يا ابن آدم.. بع دنياك بآخرتك تربحهما جميعاٍ ولا تبع آخرتك بدنياك فتخسرهما جميعاٍ.
يا ابن آدم.. لا يضرك ما أصابك من شدة الدنيا إذا ادِخر لك خير الآخرة وهل ينفعك ما أصبت من رخائها إذا حرمت خير الآخرة.
يا ابن آدم.. الدنيا مطيِة إن ركبتها حملتك وإن حملتها قتلتك.
يا ابن آدم.. إنك مرتهن بعملك وآتُ على أجلك ومعروض على ربك فخذ مما في يديك لما بين يديك وعند الموت يأتيك الخير.
يا ابن آدم.. لا تعلق قلبك بالدنيا فتعلقه بشر متعلق حسبْك أيها المرء ما بلغك المحلِ.
من أخبار المحبين
قال المغيره بن حبيب: كنت أسمع بمجاهدة المحبين ومناجاة العارفين وكنت أشتهي أن أطلع على شيء من ذلك فقصدت إلى مالك بن دينار مرفقته على غفله وراقبته من حيث لايعلم ليالي عدِة فكان يتوضأ بعد العشاء الآخرة ثم يقوم إلى الصلاة فتارة يفني ليله في تكرار آية أو آيتين وتارة يدرج القرآن درجاٍ فاذا سجد وحان إنصرافه من صلاته قبض على لحيته وخنقته العبرة وجعل يقول: بحنين الثكلى وأنين الولهى يا إلهي ويا مالك رقِي وياصاحب نجواي وياسامع شكواي سبقت بالقول تفضيلاٍ وامتناناٍ فقلت »يحبهم ويحبونه« والمحب لا يعذب حبيبه فحرم شيبة مالك على النار إلهي.. قد علمت ساكن الجنة من ساكن النار فأي الرجلين مالك¿ وأي الدارين دارْ مالك¿
ثم يناجي كذلك إلى طلوع الفجر فيصلي بوضوء العتمه رحمهْ الله..
لذة الطاعة.
يروى عن يوسف بن عاصم أنه ذْكر له عن حاتم الأصم أنه كان تكلم على الناس في الزهد والإخلاص فقال يوسف لأصحابه: اذهبوا بنا إليه نسأله عن صلاته إن كان يكملها وإن لم يكن يكملها نهيناه عن ذلك قال: فأتوه وقال له يوسف: ياحاتم جئنا نسألك عن صلاتك فقال له حاتم: عن أي شيء تسألني عافاك الله¿ عن معرفتها أو عن تأديتها¿ فالتفت يوسف إلى أصحابه وقال لهم: زادنا حاتم مالم نحسن أن نسأله عنه ثم قال لحاتم: نبدأ بتأديتها.
فقال لهم: تقوم بالأمر وتقف بالإحسان وتدخل بالسنه وتكبر بالتعظيم وتقرأ بالترتيل وتركع بالخشوع وتسجد بالخضوع وترفع بالسكينة وتشهد بالإخلاص وتسلم بالرحمة.
قال يوسف: هذه التأدية فما المعرفة¿
قال: إذا قمت إليها فاعلم أن الله مقبل عليك فأقبل على من هو مقبل عليك واعلم بأن التصديق لقلبك أنه قريب منك قادر عليك فإذا ركعت فلا تؤمل أن ترفع وإذا رفعت فلا تؤمل أن تسجد وإذا سجدت فلا تؤمل أن تقوم ومثل الجنة عن يمينك والنار عن يسارك والصراط تحت قدميك فإذا فعلت فأنت مصلٍ.
فالتفت يوسف إلى أصحابه وقال: قوموا نعيد الصلاة التي مضت من أعمارنا!!
آية للتفكر
قال تعالى:
»واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغدواة والعشي يريدون وجهه ولا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحيواة الدنيا«[سورة الكهف: 28]
وبحثت عن سر السعادة جاهداٍ
فوجدت هذا السر في.. نجواك
فليرضى عني الناس أو فاليسخطوا
أنا لم أعد أسعى لغير رضاك..