أحمد المالكي
لم أعد أدري ما إذا كانت هذه الثورة التي يسمونها بثورة الشباب »شباب التغيير« ثورة للقضاء على الفقر والبطالة وغلاء المعيشة وهل هي ثورة على آفة الفساد الذي يشتكي منه المجتمع والذي كنا نتمنى ونأمل من هؤلاء الذين يقومون بما يسمى ثورة الشباب بأن يتبنوا هذا الخط الذي يحتاجه ويؤيده عامة الشعب.. لا أن يرحبوا برموز الفساد في ساحاتهم .
وإذا رجعنا إلى التاريخ فلن نجد على الاطلاق ثورة من الثوارت التي قام بها البشر في العالم منذ بدء الخليقة وحتى الآن إلا وكانت على الظلم والطغيان والجبروت والفساد.. لكن ومع الأسف بلادنا الآن تعيش أزمة خانقة طغى فيها الاقتصادي على السياسي وتزداد المعاناة منها وتداعياتها الخطيرة يوماٍ بعد يوم منذ بداية الموجة التي جاءت في بداياتها من تونس ثم مصر وقلنا حينها حان وقت التغيير إلى الأفضل وليس الأسوأ وجاء دور الشباب ليبنوا لا ليهدموا وليعمروا لا ليهدموا وليصلحوا لا ليفسدوا وليسالموا لا ليحاربوا عندما قيل وقتها ثار الشباب.. لكن ماذا جرى¿ فر الفاسدون إلى أحضان هذه الثورة وأقبل النهابة والقادة المتحالفون مع الأنقلابيين والفوضويين والمخربون يعرضون خدماتهم لحماية الثورة وعلى رأسهم النافذون من القوم لرعاية هذه الثورة السلبية وزاد الطين بلة دخول وسيطرة الأحزاب على الشباب مستغلة موجة التغيير التي بدأها المتأثرون بالرياح »اللواقح« للتغيير القادمة من أفريقيا العربية معتبرة أن هذه الفرصة هي الوحيدة للانقضاض والإستيلاء على السلطة بعيداٍ عن الخيارات الدستورية رافضين كل الفرص السلمية المبنية على الحوار والتفاهم المعروضة لهم لنقل السلطة دون الأخذ في الحسبان المصالح العليا للبلاد والعباد الأمر الذي جر ويجر البلاد إلى منحدر خطير لاتحمد عقباه والسؤال الذي يفرض نفسه الآن بعد مرور قرابة أكثر من ثمانية أشهر على بداية الأزمة وبعد أن ظهرت حقيقة توظيف الأحزاب والنافذين والفاسدين على ساحات الاعتصام المطالبة بالتغيير.. ياترى ماذا يريد هؤلاء من الشعب اليمني أكثر مما أوصلوه إليه وهل ثورة اليمن هذه هي ثورة الأغنياء على الفقراء سؤال نتمنى من شبابنا الأعزاء المرابطين في ساحات التغيير الإجابة عليه¿¿
مع التذكير بأن شعبنا اليمني ثار في 26 سبتمبر و14 من أكتوبر على قوى الظلم والرجعية والاستعمار ونتمنى من شبابنا أن لايتم استغلالهم باسم الثورة على الفساد من قبل الفاسدين أنفسهم وما أحوجنا إلى الثورة على الفساد ولكن دون فوضى وخراب ودون قتل وسفك دماء وحتى لانعود بالوطن قرابة خمسة عقودإلى سنوات ما قبل ثورة اليمن الخالدة..