إشراق دلال
ey_dalal@yahoo.com
جادت لنا التكنولوجيا الحديثة بالعديد من التقنيات التي ساهمت في خدمة البشرية واحدة منها الأقمار الاصطناعية حيث جعلتنا نطوف العالم بكبسة زر نتنقل خلاله عبر باقات لا تحصى من القنوات العربية والغربية على اختلاف سياساتها وانتماءاتها ومذاهبها بحيث أصبح الكل يغني على ليلاه .. وما يجري هذه الأيام من فوضى عارمة تجتاح البلدان العربية جعل الجميع أسيراٍ لنشرات الأخبار عبر المحطات والقنوات الفضائية حتى ولو لم يكن من هواة معرفة الأحداث..
والمتابع للأحداث عن كثب والمتتبع للخبر على اختلاف صياغته وحبكته للقوالب الفنية الصحفية يجد ما يثير السخط من تلاعب بالالفاظ ووأد قدسية الحقيقة وامتهانها بحيث يجعل الدفة لصالح طرف دون الآخر بعيدين عن الموضوعية والمهنية الصحفية كأنا نرى الإعلام في العالم يسقط من علو شاهق فلم يعد عين الحقيقة بل أصبح عين الشيطان التي يؤجج ويثير الفتن ويفرق بين الأمم حتى أنه أصبح يفرق بين أفراد الأسرة الواحدة في البيت الواحد.. كأنها لعبة فئران في متاهة ..
واللوم ليس موجهاٍ لتلك المحطات باختلاف سياساتها وانتماءاتها الإعلامية ” فلكم دينكم ولي دين ” لكن اللوم يوجه لأولئك المراسلين المحليين والذين ينقلون عين الخرافة لا عين الحقيقة وإلغائهم لشفافية الإعلام الصادق والرصين.. أصبحوا يجافون الصواب والحقيقة بشكل مقيت .. لدرجة أن الوطن لديهم يساوي ” خبراٍ مبرمجاٍ ” يحصلون منه على رضا الوسيلة الإعلامية التي يعملون بها ..
نستغرب الحال الذي وصل اليه بعض الإعلاميين من فقر نفس وجوع روح لا تشبع لدرجة بيع أوطانهم بثمن بخس!! .. ربما قريباٍ نضطر غير أسيفون لتشييع الإعلام لمقبرة الغزاة الطامعين .. في ظل انعدام المصداقية الإعلامية وغياب التوجه الإنساني النبيل..