كيف سيحتفل الوطن بالعيد الذهبي لثورته *
د. عبد العزيز المقالح
< أتمنى بل أدعو الله سبحانه أن لا يأتي العيد الذهبي للثورة بعد عامين إلا وقد صلحت النفوس وتبددت الغيوم وانقطع دابر التشرذم الوطني والسياسي واتجه جميع أبناء هذا الشعب العظيم على اختلاف أهوائهم ومشاربهم واتجاهاتهم السياسية والفكرية إلى بناء وطنهم الجديد الوطن الذي اندلعت الثورة من أجل تحقيقه والذي من أجله سالت أنهار الدماء وقدم الشعب أغلى التضحيات لا أتوقع بل لا أريد أن يتخلى أصحاب الاتجاهات والرؤى الفكرية المبدئية عن اتجاهاتهم ولا المخالفون في الرأي عن مواقفهم النقدية واختلافاتهم الموضوعية فذلك يتعارض مع طبيعة الحياة وطبيعة المجتمعات الحية القائمة على الرأي والرأي الآخر «التعددية» بيد أن بإمكان أصحاب هذه الاتجاهات والمواقف المتعارضة أن يحددوا مساحة الاختلاف وأن يتفقوا على قواسم مشتركة من شأنها تحويل الخلافات والمكايدات والمناطحات الحادة إلى مواقف جادة ويحولوا الخطاب الناري إلى حوار إيجابي يضيء الطريق ويضع المصلحة الوطنية فوق كل الاعتبارات الشخصية والمصالح الضيقة سعياٍ لإنجاز المشروع الوطني للتطور والإصلاح والتغيير والخروج بالبلاد من دائرة المماحكات وما يترتب عليها من صراعات جانبية لا يفيد منها إلا أعداء الوطن ودعاة التخلف.
ومما لايعد موضع شك أن الوطن يتسع لكل أبنائه وأن المهام أمام الجميع كبيرة وكثيرة ويمكن البدء من خلال مراجعة أهداف الثورة وإحداث قراءة موضوعية لما تحقق منها ومالم يتحقق حتى لايهل علينا العيد الذهبي العيد الخمسيني ونحن نراوح في مكاننا ونخوض في الأبجديات ونجتر لغة الثورة ولانمارس فعلها ولانِعِبْر إلى قلب المشكلات والمستجدات والأسئلة الملحة التي تضعنا الحياة والعصر في مواجهة تحدياتها وأن يكون الوفاء للشهداء هو المنطلق نحو استعادة روح الوحدة الوطنية التي تجلت كأعظم ما تكون في ثلاث مراحل ومحطات ناصعات: الأولى عند قيام الثورة «سبتمبر ـ أكتوبر» وما عبر عنه المواطنون في كل المحافظات من استجابة فورية للدفاع عن الثورة والتصدي الحاسم لأعدائها والمرحلة الثانية: تجسدت كأروع ما يكون في صورة الدفاع عن صنعاء وإسقاط الحصار. والمرحلة الثالثة: هي تلك التي رافقت قيام الوحدة وكيف أدرك أبناء هذا الوطن أنهم أسرة واحدة وأن عليهم أن يتناسوا خلافاتهم وحساسياتهم ليتمكنوا جميعاٍ من بناء الوطن الواحد المنشود. ولكم قيل وتكرر القول بأن كل طرف من الأطراف المعنية بهذا الوطن لايمتلك سوى بعض الحقيقة وأن الحقيقة كاملة لاتكون إلا بالجميع ومن خلال دور الجميع ومشاركتهم أما القول بأن طرفاٍ واحداٍ يمتلك الحقيقة فهو إجحاف في حق الوطن وفي حق الحقيقة نفسها وليس المطلوب أن يتخلى كل طرف عن الجزء من الحقيقة الذي يعتقد أنه يمتلكه وإنما على الجميع أن يحترموا هذا الجزء من الحقيقة عند كل طرف وأن يتعاونوا على طرح ما يمتلكونه جميعاٍ من أجزاء الحقيقة على طاولة الحوار الوطني الجاد والهادف إلى وضع حد لمعاناة البلاد وأبنائها ليتساءلوا: لماذا ما يزال أشقاؤنا وأصدقاؤنا ينظرون إلينا كبؤرة من بؤر التخلف وأننا في نظرهم أحوج ما نكون إلى التأهيل والارتقاء. وتبقى ملاحظة صغيرة لامناص من الإشارة إليها وهي أنه لايصح بل لايجوز أن نطرح مشكلاتنا على الآخرين أشقاء كانوا أم أصدقاء فلن يحل هذه المشكلات المحدقة باليمن سوى أبناء اليمن أنفسهم فهم أدرى كيف نشأت وكيف يمكن تجاوزها بالحكمة والمرونة وبالحرص على مستقبل الوطن الذي هو أمانة في أعناق الجميع ثم لأنه مهما كان حْسن النية وصدق المشاعر متوفراٍ لدى الأشقاء والأصدقاء فإنهم يفضلون أن نحل مشكلاتنا الداخلية بأنفسنا وبعيداٍ عن أي طرف خارجي حتى لاتتعقد الأمور أكثر فضلاٍ عن أن هؤلاء الآخرين أشقاء كانوا أو أصدقاء يعانون من مشكلات مماثلة تنوء بحملها الجبال..>
د. عبد العزيز المقالح
< أتمنى بل أدعو الله سبحانه أن لا يأتي العيد الذهبي للثورة بعد عامين إلا وقد صلحت النفوس وتبددت الغيوم وانقطع دابر التشرذم الوطني والسياسي واتجه جميع أبناء هذا الشعب العظيم على اختلاف أهوائهم ومشاربهم واتجاهاتهم السياسية والفكرية إلى بناء وطنهم الجديد الوطن الذي اندلعت الثورة من أجل تحقيقه والذي من أجله سالت أنهار الدماء وقدم الشعب أغلى التضحيات لا أتوقع بل لا أريد أن يتخلى أصحاب الاتجاهات والرؤى الفكرية المبدئية عن اتجاهاتهم ولا المخالفون في الرأي عن مواقفهم النقدية واختلافاتهم الموضوعية فذلك يتعارض مع طبيعة الحياة وطبيعة المجتمعات الحية القائمة على الرأي والرأي الآخر «التعددية» بيد أن بإمكان أصحاب هذه الاتجاهات والمواقف المتعارضة أن يحددوا مساحة الاختلاف وأن يتفقوا على قواسم مشتركة من شأنها تحويل الخلافات والمكايدات والمناطحات الحادة إلى مواقف جادة ويحولوا الخطاب الناري إلى حوار إيجابي يضيء الطريق ويضع المصلحة الوطنية فوق كل الاعتبارات الشخصية والمصالح الضيقة سعياٍ لإنجاز المشروع الوطني للتطور والإصلاح والتغيير والخروج بالبلاد من دائرة المماحكات وما يترتب عليها من صراعات جانبية لا يفيد منها إلا أعداء الوطن ودعاة التخلف.
ومما لايعد موضع شك أن الوطن يتسع لكل أبنائه وأن المهام أمام الجميع كبيرة وكثيرة ويمكن البدء من خلال مراجعة أهداف الثورة وإحداث قراءة موضوعية لما تحقق منها ومالم يتحقق حتى لايهل علينا العيد الذهبي العيد الخمسيني ونحن نراوح في مكاننا ونخوض في الأبجديات ونجتر لغة الثورة ولانمارس فعلها ولانِعِبْر إلى قلب المشكلات والمستجدات والأسئلة الملحة التي تضعنا الحياة والعصر في مواجهة تحدياتها وأن يكون الوفاء للشهداء هو المنطلق نحو استعادة روح الوحدة الوطنية التي تجلت كأعظم ما تكون في ثلاث مراحل ومحطات ناصعات: الأولى عند قيام الثورة «سبتمبر ـ أكتوبر» وما عبر عنه المواطنون في كل المحافظات من استجابة فورية للدفاع عن الثورة والتصدي الحاسم لأعدائها والمرحلة الثانية: تجسدت كأروع ما يكون في صورة الدفاع عن صنعاء وإسقاط الحصار. والمرحلة الثالثة: هي تلك التي رافقت قيام الوحدة وكيف أدرك أبناء هذا الوطن أنهم أسرة واحدة وأن عليهم أن يتناسوا خلافاتهم وحساسياتهم ليتمكنوا جميعاٍ من بناء الوطن الواحد المنشود. ولكم قيل وتكرر القول بأن كل طرف من الأطراف المعنية بهذا الوطن لايمتلك سوى بعض الحقيقة وأن الحقيقة كاملة لاتكون إلا بالجميع ومن خلال دور الجميع ومشاركتهم أما القول بأن طرفاٍ واحداٍ يمتلك الحقيقة فهو إجحاف في حق الوطن وفي حق الحقيقة نفسها وليس المطلوب أن يتخلى كل طرف عن الجزء من الحقيقة الذي يعتقد أنه يمتلكه وإنما على الجميع أن يحترموا هذا الجزء من الحقيقة عند كل طرف وأن يتعاونوا على طرح ما يمتلكونه جميعاٍ من أجزاء الحقيقة على طاولة الحوار الوطني الجاد والهادف إلى وضع حد لمعاناة البلاد وأبنائها ليتساءلوا: لماذا ما يزال أشقاؤنا وأصدقاؤنا ينظرون إلينا كبؤرة من بؤر التخلف وأننا في نظرهم أحوج ما نكون إلى التأهيل والارتقاء. وتبقى ملاحظة صغيرة لامناص من الإشارة إليها وهي أنه لايصح بل لايجوز أن نطرح مشكلاتنا على الآخرين أشقاء كانوا أم أصدقاء فلن يحل هذه المشكلات المحدقة باليمن سوى أبناء اليمن أنفسهم فهم أدرى كيف نشأت وكيف يمكن تجاوزها بالحكمة والمرونة وبالحرص على مستقبل الوطن الذي هو أمانة في أعناق الجميع ثم لأنه مهما كان حْسن النية وصدق المشاعر متوفراٍ لدى الأشقاء والأصدقاء فإنهم يفضلون أن نحل مشكلاتنا الداخلية بأنفسنا وبعيداٍ عن أي طرف خارجي حتى لاتتعقد الأمور أكثر فضلاٍ عن أن هؤلاء الآخرين أشقاء كانوا أو أصدقاء يعانون من مشكلات مماثلة تنوء بحملها الجبال..>
* الموضوع نشر في الزميلة «الثورة» يوم 2009/9/29م ورأت «الوحدة» اعادة نشره لأهمية القراءة الموضوعية التي تضمنتها رؤية الدكتور المقالح قبل عامين والتي تستحق اليوم استيعاب المحتوى واستساغة المضمون.