التجـــار.. المستفيد الوحيد من الأزمة وعيدهم سعيد
< أيام قليلة ونستقبل أيام العيد السعيد الذي أصبح الناس فيه يستعدون لاستقباله والذي يمثل لهم هماٍ كبيراٍ يتطلب منهم أشياء كثيرة وإمكانيات كبيرة.
فالكثير منهم لا يستطيع أن يلبي تلك الاحتياجات نظراٍ لارتفاع الاسعار بسبب جشع التجار وما تمر به بلادنا من أزمة سياسية ألقت بظلالها على الوضع الاقتصادي.
«الوحدة» نزلت إلى الاسواق واستطلعت آراء الناس واستعدادهم لاستقبال احتياجات العيد وبحثت في موضوع الاسعار الخاصة بالملابس وارتفاعها واسباب ذلك وغيرها من القضايا المتعلقة.
استطلاع: خالد الصايدي
kka_222@hotmail.com
أثناء نزولنا الميداني رأينا أباٍ وبجانبه أربعة من اطفاله وهم يبحثون عن ملابس من الباعة الذين يفترشون الرصيف وينتقل من هذا البائع إلى بائع آخر سألناه عن رأيه في اسعار الملابس فأجاب: أسعار الملابس هذا العام مرتفعة وإذا أردت أن تشتري لابنك الصغير فما تحتاجه لا يقل عن 5000 ريال كحد أدنى والراتب لا يكفي فعلينا التزامات أخرى تتعلق بمصروفات العيد فالأفضل في هذه الحالة أن نبحث عن ملابس أقل ثمناٍ وذلك بشرائها من هؤلاء الباعة وأنا برأيي أنها لا تقل جودة عن الملابس التي تباع في المحلات والمراكز التجارية وتوافقه الرأي أم سليم التي انهت شراء ملابس لطفلتها تقول: هذه ابنتي الصغيرة ذات الـ4 أعوام تكلفة ملابس العيد بلغت 6000 ريال.. وتستغرب أم سليم عن ارتفاع اسعار الملابس وبهذا الشكل الجنوني.
الاسعار المرتفعة في السوق جعلت رب الاسرة عاجزاٍ عن توفير احتياجات ابنائه من الملابس وحاجيات العيد والتي ينتظرونها بفارغ الصبر طوال العام وأعتقد أن من سيفرح بهذا العيد ليس هؤلاء الأطفال وانما كبار التجار الذين استغلوا الأزمة السياسية والظروف الاقتصادية التي تمر بها بلادنا منذ ستة اشهر واستغلوا غياب الرقابة عليهم فأصبحوا يتحكمون في الاسعار كيفما شاءون.
كسوة مؤجلة
البعض من الناس قرروا التحايل على الغلاء بتأجيلها إلى ما بعد العيد حيث يقول الاخ يوسف: بسبب ارتفاع اسعار الملابس وكما هي العادة سنوياٍ بسبب جشع التجار فضلت ان اشتري حاجياتي من الملابس عقب العيد حينها تكون الاسعار منخفضة ولا يوجد هناك اقبال عليهم وهذه نقطة يستغلها التجار في رفع القيمة بسبب هذا الإقبال..
أما الاخ علي الكحلاني فقد فكر هو الآخر في طرق بديلة تتمثل في شراء ملابسه من محلات الحراج ويرى أنه ليس من الضروري ان نشتري كافة الاحتياجات من الملابس وانما بعض القطع القماشية المهمة كالثوب مثلاٍ..
ودعا جميع التجار إلى مراقبة الله عز وجل وخصوصاٍ في ايام وخواتم فضيلة واستشعار الدولة المسؤولية تجاه المواطنين وتخفيض الاسعار والابتعاد عن الجشع بتعزيز رقابتها على التجار الجشعين..
تخفيضات وهمية
إقبال كبير من الناس على الاسواق وتشهد حركة ذهاباٍ واياباٍ من الناس فبدأت الاسواق في الانتعاش تصاعدياٍ وهذه المحال التجارية وما يشكل بالنسبة لديهم من قبل الباعة المفترشين على الارض قامت بعض المحال التجارية بعرض تخفيضاتها والاعلان على أبوابها دخلنا تلك المحال واستطلعنا عن مصداقية تلك التخفيضات فكانت أولى الردود من قبل الاخ وليد الشاذلي الذي يقول: لا يوجد هناك تاجر خاسر فالبعض من هؤلاء الذين يدعون التخفيضات يلجأون إلى بيع القطعة القماشية بسعرها الأصلي بعد أن يوهم المشتري أن سعرها السابق كان بأكثر من هذا وانه بسبب التخفيضات أصبح سعرها هذا الثمن بعد التخفيض صديق بجانبه يقول: حتى هذه الملابس قديمة وقد ذهبت موضتها وملابس لا يوجد بها أدنى جودة وبعض الملابس يتم استيرادها بطرق مهربة وغير خاضعة للرقابة.
مبررات نفطية
انتقلنا إلى الجانب الآخر والمقابل حيث رد بعض هؤلاء التجار عن اسباب الارتفاع فأجابنا الاخ أحمد بائع أكوات في سوق جمال بالتحرير.. يقول: ملابسنا التي نستوردها من سوريا ليست اسعارها كما هي عليه في السنوات الماضية وانما بسبب ارتفاع أجور النقل وما تمر به سوريا من أزمة سياسية جعلنا نرفع اسعار الملابس الموجودة لدينا.
كما يبرر الاخ ناصر- بائع أحذية ان ارتفاع سعر الدولار والذي وصل إلى 235 ريالا للدولار قد أدى إلى ارتفاع سعر الاحتياجات الخاصة بالعيد وما مثله ارتفاع اسعار المشتقات النفطية ويقول: حتى نحن نشتريها بثمن مرتفع ولسنا نحن سبب ارتفاع الاسعار!!!
اما الاخ محيي الدين الضبيبي وهو صاحب محل متخصص في ملابس الاطفال والذي سألناه عن المبالغة في ارتفاع سعر ملابس الاطفال فأشار إلى ارتفع الاسعار في بلد المنشأ نتيجة ارتفاع الخامات التي تصنع منها ملابس الاطفال وارتفاع سعر الدولار مقابل الريال والرسوم الضريبية كل هذا ادى إلى ارتفاع اسعارها.. واشار إلى أن المشتري مخير بين شراء الملابس ذات الجودة العالية أو ان يشتري الملابس من الاسواق الشعبية المنخفضة القيمة!
خاتمة
العيد رحمة وتواصل بسمة وود ومحبة بين الناس فيه يرحم الغني الفقير ويعطف الكبير على الصغير..
وما أحرانا ونحن على أعتاب قدوم العيد السعيد أن يشعر التجار بمسؤولياتهم أمام الله بتقواه والخوف منه والحد من طمعهم وجشعهم ..
ليبقى العيد في الاساس هو اسعاد الناس و«عيدكم مبارك»..>
التجـــار.. المستفيد الوحيد من الأزمة وعيدهم سعيد
التصنيفات: تحقيقات