على أي حال عدت يا سبتمبر
نــور باعباد
> هكذا دوت انفجارات متعددة في الـ 11 من سبتمبر 2001م عرفت بأحداث سبتمبر هزت كيان الولايات المتحدة الأميركية وجاءت على نيويورك- برجي مركز التجارة وواشنطن – البنتاجون مبنى وزارة الدفاع الأميركية وراح جراء ذلك آلاف الناس الذاهبين لأعمالهم وجامعاتهم لم يهز العالم هجمات سابقة شهدتها عواصم وبلدان عدة في الرياض ونيجيريا ومصر وأسبانيا وبريطانيا إلى أندونيسيا وتفجيرات في اليمن منها السفينة الفرنسية واختطاف واغتيال عدد من السياح الزائرين قدر اهتزازه لما جرى في أميركا وهي تترأس النظام العالمي الجديد بعد انهيار المعسكر الاشتراكي.
تبدأ جذور هذه الأوضاع منذ الثمانينيات بتشجيع الغرب ومنهم اميركا لإرسال الشباب المسلمين العرب وغير العرب إلى أفغانستان لمقاومة ما يسمى بالثورة الأفغانية والنظام الجديد المدعوم من المنظومة الاشتراكية وبرغم أن هناك تهدئة حينها بين القطبين الكبيرين – الاتحاد السوفييتي والولايات المتحدة الأميركية – ولقاءات واتفاقات بين قيادتيهما ولكن لهب الصراع والحرب الباردة كان قويا ومنعكسا على هذا البلد الفقير.
شكل هذا وصمة عار للأنظمة العربية في عدم قدرتها على التعامل مع أبنائها الشباب وفتح الباب واسعا ليذهبوا إلى أفغانستان للدفاع عنها من السوفييت الداعم الأول لحرب العرب ضد إسرائيل- المد الشيوعي- وبرغم ما حصل من انهيار للمعسكر الاشتراكي لكن هذا الدفاع المزعوم وجد له مبررا في البقاء في أفغانستان في تأسيس تنظيم القاعدة وطالبان وصراعات داخلية بين السنة والشيعة حتى قررت الولايات المتحدة وعدد من الدول الغربية بعد 11 سبتمبر ان تجتاح أفغانستان وتنشئ معسكر جوانتنامو للاعتقال والتحقيق مع المشتبه بهم من أفراد القاعدة وكل من له صلة غذت الدول العربية والإسلامية و أمريكا والغرب عموما التطرف وتركت الشباب يصيغون ويكيفون المفاهيم الإسلامية وفق ثقافتهم المحدودة وعودهم الطري ودعمت حملات المقاومة الأفغانية والإسلامية ولينشغلوا في هذه الحرب والى ان يعودوا -يحلها الحلال – وعندما عادوا لم تكن البيئة الوطنية مهيأة لاستقبالهم فقد كان تطرفهم سابقهم إلى مجتمعاتهم وكانت المرأة والثقافة أكبر ضحاياهم في أفغانستان وبلدان الإسلاميين المتطرفين ولم يكن الحوار معهم كعائدين في حجم المشكلة ماديا ومعنويا لإدماجهم وخاصة اننا في اليمن تأذينا وعانت الشعوب العربية والإسلامية من هذا التطرف بفقدان الأبناء وتباين الطباع والمواقف على صعيد الأسرة والمجتمع ولعل عودة المتطرفين منهم إلى صعدة كانت احد ممهدات الحرب فيها لاشك أحد عاقل لا يؤيد أو يقر بهذا العمل المتطرف بالمطلق وخلال 10 سنوات من هذا الحدث لاشك تضاعفت النتائج السلبية للنظام العالمي الجديد و أضافت أعباء على الشعوب منها العيش في مستوى خط الفقر وإستراتيجية البقاء سواء البلدان التي تعاني حروبا أو انتهى وضعها المدني ولعل التنبه للحد من ذلك يبدأ بالتخطيط وتوجيه الموارد الوطنية نحو التنمية والتنشئة الاجتماعية للأبناء انطلاقا من حقوق الطفل والإنسان في الصحة والتعليم والخدمات الأساسية وتنمية قيمة الكرامة عندهم بالابتعاد عن العنف وانتهاج الحوار مع الطفل واليافع والشاب في إطار الأسرة والرد على أسئلتهم حتى لا ينزووا وينضووا في تشكلات متطرفة وعلى الغرب أن يحترم الشعوب المسلمة انطلاقا من التعرف والتعريف بالتاريخ الإسلامي وقبول مواطنيه المسلمين وخاصة انهم من أجيال متلاحقة بصرف النظر عن الدين والثقافة والعرق واللون كما أن على المسلمين انú يندمجوا في المجتمعات الغربية ويدافعوا ويحترموا ثقافتها ونظامها..<
على أي حال عدت يا سبتمبر
التصنيفات: منوعــات