شياطين رفـض الحــوار
أنور نعمان راجح
> يكاد يْجمع الناس على أن الحوار أو التفاهم أو التفاوض هو السبيل الوحيد لحل المشكلة القائمة في اليمن وحتى أشد الناس تعصباٍ حين يجلس إلى نفسه يكون جوابه أن الحوار هو الحل وأحسب أن الشيطان من الجن لايختلف مع فكرة الحوار وهو يرى ما آلت إليه الأزمة ومانتج عنها وما أفرزته من تعقيدات وبما فتحته من أبواب للشر والمخاطر.شياطين الأنس فقط هي التي مازالت ترفض الحوار وتوسوس لأنصارها بإمكانية حلول أخرى باهظة التكاليف والثمن وتْزين لهم تلك الحلول وتفرش لهم طرقها بالورود في حين هي مزروعة بالقنابل والألغام والعبوات الناسفة. ومن المؤسف حقاٍ أن تكون شياطين الأنس هذه من أولئك الأدعياء الذين طالما ارتدوا لباس الدين والورع والتقوى ومن الذين تستروا بلباس التغيير والدولة المدنية بعد حياة حافلة بالفساد والنهب والسطو والتجارة غير المشروعة.
هؤلاء فقط هم الذين يغلقون أبواب الحوار ويدفعون بالوضع نحو الانفجار وقد تفجر في أماكن عديدة لكنهم يسعون نحو الانفجار الشامل أملاٍ بأن ْتحسم المعركة لصالحهم في فترة وجيزة وهذا هو الجنون بحد ذاته والمستحيل باوضح صورة وعلى هؤلاء إعادة الحساب مرات عديدة لتتضح الصورة جيداٍ بأن الحرب أولها هزل وآخرها جد ورعب وأن عربة الصراع تسير بلا »فرامل« ولذلك سوف يعجزون عن إيقافها ووقف نتائجها المدمرة وسوف يدركون بأن المعركة ليست سهلة وأن الذين يراهنون عليهم في إدارتها لن يستمروا معهم والكثير منهم سوف يخلع لباس »الفرقة« الجديد ويهرب بحياته لأن تحت هذا اللباس لباس أخر استعداداٍ للهروب وليعلموا جيداٍ بأن الاصرار على القراءة الخاطئة والحسابات التي تديرها الأمنيات لا تحسم معركة بهذا الحجم وهذا التعقيد الذي تبدو عليه.
يظنون وكل هذا الظن إثم بأن الناس سينقادون خلفهم كالنعاج وسيستسلمون بسهولة… سوف يدافع الناس عن مستقبلهم ومستقبل أبنائهم وسوف يستميتون في الدفاع عن أهدافهم في الحياة الآمنة المستقرة وعن مصالحهم في كل الأحوال.. أعتقد أن التعقل الذي تبديه السلطة وأنصارها دفع بأولئك للاعتقاد بأنها ضعيفة ناسين أو متناسين بأن منطق العقل الذي يحكم السلطة هو منطق الواقع والسياسة الصحيحة والسليمة والخوف ليس من هذا ولكن الخوف كل الخوف هو أنه في لحظة لن تكون الحرب بين السلطة وأولئك المجانين لكنها سوف تأخذ أبعاداٍ لم تكن في الحسبان وسوف تكثر أطراف الحرب وتتوسع مساحتها ولا عاصم يومها من النيران ولن تصل الأوضاع إلى ما يريده الشياطين المجانين الذين يغلقون أبواب الحوار اليوم ولم تزل فرصة اللقاء ممكنة ثمة تقارير وصلت إلى نتيجة مفادها أن الاضاع في اليمن في ظل وجود هؤلاء الشياطين تنذر بكارثة غير مسبوقة وأن الأمور تتجه نحو الصراع طالما انسدت آفاق الحوار والحلول وطالما تمسك بعض أطراف الأزمة بمواقفهم وأصروا على مطلب واحد غير معترف به في لغة السياسة والحوار تحدثت تلك التقارير عن قناعة أصحابها بأن لا حل في اليمن سوى أن يطيح أحد الاطراف بخصومه لكننا نقول بأن الأمل سيبقى وعلى الجميع أن يفكر بنتائج الحرب وما بعدها وكيف ستكون ومتى ستستقر الأوضاع للمنتصر ولا منتصر في هذه الحرب القذرة¿!
على الجميع أن يدركوا بأن الجريمة ستكون كبرى على الطرف الذي سيوصل الأوضاع إلى ذلك الحال لا قدر الله..<
شياطين رفـض الحــوار
التصنيفات: منوعــات