رمضان بلا هرباء!
محاسن الحواتي
> ألا يعلم هؤلاء الذين يقطعون الكهرباء ويعتدون على خدمة التيار الكهربائي بأنهم يرتكبون جرائم فادحة في حق الناس.. ألا يعلمون بأن أهدافهم مهما كانت فالوسيلة خاطئة وفيها من الإجرام والاعتداء ما لا يقره عْرف ولا شرع فهناك المئات يموتون من عدم وجود الكهرباء كمرضى الفشل الكلوي ومرضى السكر ومن هم في العناية المركزة وغيرهم.. الكهرباء أصبحت أهم شيء بعد الماء كونها تتعلق بجميع مناحي الحياة.. الجميع يعرف أن هذا عقاب لكن الكل يرفض أن يكون هو الجهة الفاعلة يتبرأون من جريمة الكهرباء! ترى من الفاعل ولماذا¿ أن انقطاع الكهرباء يعني انقطاع الماء ويعني توقف الحياة فلا رب البيت أنجز عمله ولا ربة البيت قامت بشيء وبقي الأسرة حالها لا يسر أحد.. هكذا خلق واقع من الإحباط والتذمر من قبل المجتمع وحالة من عدم الرضا من كل من له علاقة بالكهرباء.. هذه الحالة لن تقود إلى الهدوء النفسي أو المجتمعي أبداٍ.
إن انقطاع التيار الكهربائي في هذا الشهر الكريم له دلالة واحدة هي أن الفاعل لا صلة له بالدين أو الإيمان.. كثيرة هي المواقف التي تجعل بعض أفراد الشعب اليمني أقل إيماناٍ ورأفة بالآخرين تجعلهم غلاظ القلوب غير آبهين بشيء وبما أن الحكومة لم تعد قادرة على أداء دورها في الضبط ومحاسبة المجرمين بسبب الانفلات العام كان ينبغي على المجتمع بكل فئاته حماية الخدمات والمصالح الخدمية والقائمين على هذه الخدمات.. إن الوعي ينبغي أن يكون موجوداٍ وحاضراٍ بأن هذا الوطن ملك للجميع ومستقبله بهم فشراء »المولدات« ليس الحل واستيراد الموالدات من قبل بعض المسؤولين والتجار بالكم الهائل والعبيط لا يعني الاستغناء عن الكهرباء إطلاقاٍ وليس كل المواطنين قادرين على شراء »مولدات كهرباء«.. من أين يأتي الفقراء بقيمة »مولد كهرباء« يا جماعة¿!
إن الاستثمار في الأزمات عمل غير أخلاقي وغير إنساني وما يقوم به هؤلاء المستثمرون لا يعتبر شطارة بقدر ما هو عمل لا يرتقي للقيم الفاضلة – وليس من الدين في شيء.. أن تكسب وتفقر أبناء جلدتك.. أن تثرى وتقتل أبناء وطنك.. أن تعيش هانئاٍ وتتعس غيرك.. هذه الفلسفة العقيمة لا تخلق رجالاٍ عظماء أو أفذاء بل تنتج انتهازيين بلا ضمائر!!
المستثمرون لشهر الصوم رغم عدم وجود الكهرباء هم الذين يحصدون الحسنات ودعواهم مستجابة إن شاء الله ألا يخاف قاطعو الخدمات العامة من دعوات المستضعفين المحتاجين المرضى كبار السن وغيرهم وغيرهم¿
نسأل الله أن يبقى جميع الناس في هذا الشهر الكريم ويمتنع البعض عن إيذاء الكل وإهانة كرامتهم والنيل منهم لأن الله لن يسامح في حقوق العباد.. وكل عام والجميع بخير..<
رمضان بلا هرباء!
التصنيفات: منوعــات