أجواء إيمانية وروحانية في رحاب الجامع البير
استطلاع/ محمد أحمد الصباحي:
استطلاع/ محمد أحمد الصباحي:
> يعتبر الجامع الكبير بمدينة صنعاء القديمة أحد المساجد التي لها مكانة خاصة لكل مواطن يمني وبشكل أكثر خصوصية لكل أهالي وساكني »صنعاء القديمة«.
التاريخ يقول
الجامع الكبير تاريخ طويل وعطاء متجدد في شتى شئوون المسلمين يمثل أحد معالم اليمن التاريخية والحضارية وقد استحدثت عمارته في السنة الأولى من الهجرة النبوية الشريفة في المدينة المنورة. وقد أجمعت الروايات التاريخية على أن تأسيس الجامع الكبير قد حدث في السنة السادسة للهجرة.
ويطول التناول التاريخي عن المسجد الكبير كثيراٍ لكنني أحببت أن أتناول بعض ما شاهدته من أحداث وطرائف ومواقف أحببت تسجيلها وطرحها من خلال جولة قمت بها في أول يوم من شهر رمضان المبارك هذا العام.
فما أن يحل رمضان »ضيفاٍ« على أهل صنعاء القديمة وأحيائها وحاراتها وأزقتها حتى تجد أن كل الرحال تشد إلى »الجامع الكبير« في كل صلاة تقام.
جو روحاني
ما أن وطأت قدماي أرضية الجامع الكبير حتى امتلأت أذاني بأصوات »كدبيب النحل« ما بين قارئ لكتاب الله وقائم وراكع وساجد وذاكر لله ومسبح وما بين مستمع لحلقة تعليم.
ركن للاكتحال!!
وقد شدني أحد أركان الجامع الكبير حيث لاحظت وجود حشد من المصلين مجتمعين عند ذاك الركن فساقتني قدماي بداعي »الفضول« والمعرفة اقتربت فوجدت أحد الأشخاص بيده »ميل« يستخدم في كحل العين وأمامه »كحل« بلونين الأسود والأحمر أو ما يسمى »العثمد« فكان هذا الشخص يقوم بوضع »كحل« في عيني من يرغب فلاحظت أكثر من »اكتحل« يمسك على عينيه وهو يتألم..!!
دنوت من الشخص الذي أسميته »المكحل« أو »المكحلاتي« واستفسرت عن هذا الشيء¿ وفوائده¿ وكيف يصنع¿ فأشار الوالد صالح العميسي أنه يمارس هذه المهنة منذ ما يقارب العشرين عاماٍ ومكانه في الجامع الكبير وهي عادة في رمضان الكريم »أحضر كل يوم في الشهر والأيام العادية أحضر يوم الجمعة من الساعة ٩ صباحاٍ حتى صلاة الجمعة.
كحل العثمد
وأفاد بأن »الكحل« سنة من سنن الرسول صلى الله عليه وسلم وخاصة كحل »العثمد« ذا اللون الأحمر وبين أن »العثمد« يستخرج من بعض الحجارة التي بداخلها في »بطنها« حجرة حمراء من آنس تستخرج تلك الحجر وأقوم بوضعها في »مدق« ثم يتم خلطها بالأتي »مرجان أصلي ـ لولو أصلي ـ عودة ـ صبر ـ حبة تايوتا ـ برادة ذهب ـ مستكة سلطاني« وأوضح أن لكحل »العثمد« فوائد جمه من أهمها أنه يعالج مشكلة انعدام الرؤية السليمة ـ والتشوش وغشاوة العين ـ يقوي النظر ـ والحساسية ـ كما ينظف ويطهر العين وله الكثير من الفوائد. وأكد العميسي أن اكثر من استخدموا »كحل العثمد« وجدوا نتيجة إيجابية أفضل من الكثير من العلاجات.
أكملت جولتي في »صوح« الجامع الكبير برفقة أحد الدارسين القدماء المكان يعج بالكثير من المصلين وكأننا في صلاة الجمعة أو عيد أحسست بالراحة والسعادة في جو إيماني وروحاني ورمضاني.
الزي الصنعاني!!
أكثر ما شدني وزاد من حبي للموروث والتاريخ اليمني أن أرى أكثر المصلين من ساكني وأهالي صنعاء القديمة وخاصة ممن هم في عمر والدي وجدي متمسكين »بالزي الصنعاني« القديم والذي يمثل أحد روافد تراثنا وتاريخنا الأصيل الكثير منهم قد بلغ من العمر عتياٍ لكنك تراه »كالجوهرة« مهندما مرتبا نظيفا يعرف أنه يقابل مالك الملوك. وتجد أكثرهم لديه »ختمة« قرآن كريم خاص به ومكان خاص به قد فرش فوقه »اسفنجا خفيفا« حتى لا يؤثر عليه طول الجلسة ويقرأ القرآن في صورة فريدة من نوعها.
قبة الزيت…
تركت ذاك المنظر الروحاني وتوجهت إلى منتصف »صوح الجامع« لإصطدم ببناء في المنتصف وقد سألت أحدهم عن سبب وجود هذا البناء في المنتصف »بالذات« قال لي:»هذه كانت »الكعبة« التي بناها »أبرهه« الحبشي!! التفت إليه قائلاٍ: »تقصد القليس¿!!« وهذه ليست »القليس« رد كلامك »صح« توجهت إلى ذلك البناء لأجد »لوحة« كتب عليها الآتي »قبة الزيت« بناها الوالي سنان باشا عام ٨١٠١هـ تتكون من طابقين الأعلى مخزن لمصاحف القرآن الكريم والأسفل فيها زيوت الإنارة للجامع ولهذا سميت قبة »الزيت«!!
الجامع يشعرك بجو رمضان فيه الكثير من الروحانية ورغبة شديدة للقرآن والذكر والعلم والتعلم.
حلقة »المعلامة«
وعلى إحدى زوايا »قبة الزيت« كانت تعلو أصوات مجموعة من الأطفال »أولاد وبنات« مرددة »أِ إ أْ ـ بِ ب بْ« أعمارهم ما بين الرابعة والسادسة في حلقة لتعلم نطق الحروف الهجائية نطقاٍ سليماٍ« وبالقرب من تلك »الحلقة التعليمية« وجدت أحد المشايخ يستمع لأحد حفاظ القرآن الكريم بصبر وخشوع ورغبة في الاستماع والتعليم..
وفي الجانب الجنوبي للجامع الكبير لفتت نظري »لوحة حجرية« كتب بداخلها بالخط الكوفي ويبدو أنها قد كتبت منذ ٠٠٦هـ كما أوضح لنا أحد العارفين بقراءتها وهي تؤرخ لحدث ما.
حلقة للذكر
لاحظت وجود حلقة كبيرة يقودها أحد المشائخ يذكرون الله ويتدارسون بعض الأذكار بصوت مرتفع تشعر بالراحة والهدوء والسكينة بغض النظر عن صحة ما يقومون به من تشخيص دعاء معين لأشخاص معينين أو رفعهم أصواتهم في الذكر جماعياٍ!!
عندما تدخل الجامع الكبير بصنعاء القديمة يحلو لك البقاء فيه فلا ترغب بمغادرته تظل روحك معلقة به وخاصة في رمضان ترى التعلق واضحاٍ جلياٍ في أعين ساكني صنعاء من شيوخ وشباب وحتى الأطفال!!
فوضى!
لكن ما لاحظته بين كل هذه الجوانب الروحانية والأنشطة حالة »الفوضى« داخل الجامع في حيث عدم اكتمال »الترميمات« التي رغم وجودها إلا أنها »بطيئة« حسب قول أحد ساكني صنعاء والمصلين الدائمين في الجامع. وكذلك ارتفاع الأصوات بشكل متكرر دون سبب وتلك عادة سيئة وكذلك نقص في عملية »التنظيف« الكثيرون قد تناولوا الجامع الكبير في صنعاء من عدة جوانب وزوايا وقد حاولت أن أبين تلك العلاقة الهامة والأزلية ما بين ساكني صنعاء القديمة وقدسية هذا المعلم الإسلامي وخاصة في شهر رمضان المبارك فالكثير منهم من قال لن نفرق ما بين شهر الصيام والجامع الكبير فكل منهما يحتوي الآخر ولا يمكن أن تزول تلك العلاقة بينهما حتى قيام الساعة..<
التاريخ يقول
الجامع الكبير تاريخ طويل وعطاء متجدد في شتى شئوون المسلمين يمثل أحد معالم اليمن التاريخية والحضارية وقد استحدثت عمارته في السنة الأولى من الهجرة النبوية الشريفة في المدينة المنورة. وقد أجمعت الروايات التاريخية على أن تأسيس الجامع الكبير قد حدث في السنة السادسة للهجرة.
ويطول التناول التاريخي عن المسجد الكبير كثيراٍ لكنني أحببت أن أتناول بعض ما شاهدته من أحداث وطرائف ومواقف أحببت تسجيلها وطرحها من خلال جولة قمت بها في أول يوم من شهر رمضان المبارك هذا العام.
فما أن يحل رمضان »ضيفاٍ« على أهل صنعاء القديمة وأحيائها وحاراتها وأزقتها حتى تجد أن كل الرحال تشد إلى »الجامع الكبير« في كل صلاة تقام.
جو روحاني
ما أن وطأت قدماي أرضية الجامع الكبير حتى امتلأت أذاني بأصوات »كدبيب النحل« ما بين قارئ لكتاب الله وقائم وراكع وساجد وذاكر لله ومسبح وما بين مستمع لحلقة تعليم.
ركن للاكتحال!!
وقد شدني أحد أركان الجامع الكبير حيث لاحظت وجود حشد من المصلين مجتمعين عند ذاك الركن فساقتني قدماي بداعي »الفضول« والمعرفة اقتربت فوجدت أحد الأشخاص بيده »ميل« يستخدم في كحل العين وأمامه »كحل« بلونين الأسود والأحمر أو ما يسمى »العثمد« فكان هذا الشخص يقوم بوضع »كحل« في عيني من يرغب فلاحظت أكثر من »اكتحل« يمسك على عينيه وهو يتألم..!!
دنوت من الشخص الذي أسميته »المكحل« أو »المكحلاتي« واستفسرت عن هذا الشيء¿ وفوائده¿ وكيف يصنع¿ فأشار الوالد صالح العميسي أنه يمارس هذه المهنة منذ ما يقارب العشرين عاماٍ ومكانه في الجامع الكبير وهي عادة في رمضان الكريم »أحضر كل يوم في الشهر والأيام العادية أحضر يوم الجمعة من الساعة ٩ صباحاٍ حتى صلاة الجمعة.
كحل العثمد
وأفاد بأن »الكحل« سنة من سنن الرسول صلى الله عليه وسلم وخاصة كحل »العثمد« ذا اللون الأحمر وبين أن »العثمد« يستخرج من بعض الحجارة التي بداخلها في »بطنها« حجرة حمراء من آنس تستخرج تلك الحجر وأقوم بوضعها في »مدق« ثم يتم خلطها بالأتي »مرجان أصلي ـ لولو أصلي ـ عودة ـ صبر ـ حبة تايوتا ـ برادة ذهب ـ مستكة سلطاني« وأوضح أن لكحل »العثمد« فوائد جمه من أهمها أنه يعالج مشكلة انعدام الرؤية السليمة ـ والتشوش وغشاوة العين ـ يقوي النظر ـ والحساسية ـ كما ينظف ويطهر العين وله الكثير من الفوائد. وأكد العميسي أن اكثر من استخدموا »كحل العثمد« وجدوا نتيجة إيجابية أفضل من الكثير من العلاجات.
أكملت جولتي في »صوح« الجامع الكبير برفقة أحد الدارسين القدماء المكان يعج بالكثير من المصلين وكأننا في صلاة الجمعة أو عيد أحسست بالراحة والسعادة في جو إيماني وروحاني ورمضاني.
الزي الصنعاني!!
أكثر ما شدني وزاد من حبي للموروث والتاريخ اليمني أن أرى أكثر المصلين من ساكني وأهالي صنعاء القديمة وخاصة ممن هم في عمر والدي وجدي متمسكين »بالزي الصنعاني« القديم والذي يمثل أحد روافد تراثنا وتاريخنا الأصيل الكثير منهم قد بلغ من العمر عتياٍ لكنك تراه »كالجوهرة« مهندما مرتبا نظيفا يعرف أنه يقابل مالك الملوك. وتجد أكثرهم لديه »ختمة« قرآن كريم خاص به ومكان خاص به قد فرش فوقه »اسفنجا خفيفا« حتى لا يؤثر عليه طول الجلسة ويقرأ القرآن في صورة فريدة من نوعها.
قبة الزيت…
تركت ذاك المنظر الروحاني وتوجهت إلى منتصف »صوح الجامع« لإصطدم ببناء في المنتصف وقد سألت أحدهم عن سبب وجود هذا البناء في المنتصف »بالذات« قال لي:»هذه كانت »الكعبة« التي بناها »أبرهه« الحبشي!! التفت إليه قائلاٍ: »تقصد القليس¿!!« وهذه ليست »القليس« رد كلامك »صح« توجهت إلى ذلك البناء لأجد »لوحة« كتب عليها الآتي »قبة الزيت« بناها الوالي سنان باشا عام ٨١٠١هـ تتكون من طابقين الأعلى مخزن لمصاحف القرآن الكريم والأسفل فيها زيوت الإنارة للجامع ولهذا سميت قبة »الزيت«!!
الجامع يشعرك بجو رمضان فيه الكثير من الروحانية ورغبة شديدة للقرآن والذكر والعلم والتعلم.
حلقة »المعلامة«
وعلى إحدى زوايا »قبة الزيت« كانت تعلو أصوات مجموعة من الأطفال »أولاد وبنات« مرددة »أِ إ أْ ـ بِ ب بْ« أعمارهم ما بين الرابعة والسادسة في حلقة لتعلم نطق الحروف الهجائية نطقاٍ سليماٍ« وبالقرب من تلك »الحلقة التعليمية« وجدت أحد المشايخ يستمع لأحد حفاظ القرآن الكريم بصبر وخشوع ورغبة في الاستماع والتعليم..
وفي الجانب الجنوبي للجامع الكبير لفتت نظري »لوحة حجرية« كتب بداخلها بالخط الكوفي ويبدو أنها قد كتبت منذ ٠٠٦هـ كما أوضح لنا أحد العارفين بقراءتها وهي تؤرخ لحدث ما.
حلقة للذكر
لاحظت وجود حلقة كبيرة يقودها أحد المشائخ يذكرون الله ويتدارسون بعض الأذكار بصوت مرتفع تشعر بالراحة والهدوء والسكينة بغض النظر عن صحة ما يقومون به من تشخيص دعاء معين لأشخاص معينين أو رفعهم أصواتهم في الذكر جماعياٍ!!
عندما تدخل الجامع الكبير بصنعاء القديمة يحلو لك البقاء فيه فلا ترغب بمغادرته تظل روحك معلقة به وخاصة في رمضان ترى التعلق واضحاٍ جلياٍ في أعين ساكني صنعاء من شيوخ وشباب وحتى الأطفال!!
فوضى!
لكن ما لاحظته بين كل هذه الجوانب الروحانية والأنشطة حالة »الفوضى« داخل الجامع في حيث عدم اكتمال »الترميمات« التي رغم وجودها إلا أنها »بطيئة« حسب قول أحد ساكني صنعاء والمصلين الدائمين في الجامع. وكذلك ارتفاع الأصوات بشكل متكرر دون سبب وتلك عادة سيئة وكذلك نقص في عملية »التنظيف« الكثيرون قد تناولوا الجامع الكبير في صنعاء من عدة جوانب وزوايا وقد حاولت أن أبين تلك العلاقة الهامة والأزلية ما بين ساكني صنعاء القديمة وقدسية هذا المعلم الإسلامي وخاصة في شهر رمضان المبارك فالكثير منهم من قال لن نفرق ما بين شهر الصيام والجامع الكبير فكل منهما يحتوي الآخر ولا يمكن أن تزول تلك العلاقة بينهما حتى قيام الساعة..<