تـقـــف وراء هـــــلــع أجـــــــيال الغــــــد..
النزاعات تولد التطرف والسلوك العدواني
تحقيق / رجاء الخلقي – إشراق دلال
النزاعات تولد التطرف والسلوك العدواني
تحقيق / رجاء الخلقي – إشراق دلال
> الطفولة والحرب شيئان متناقضان ومتنافران خاصةٍ وأن الحروب تزرع حالة خوف وهلع دائمتين في كل نواحي الحياة والحرب تعني تهديد النسيج الانساني بما فيه الطفولة وإقحام الأطفال رغماٍ عنهم في الكراهية تكون نتيجته الخوف والأعراض الناتجة عنه.
يعاني اليمن من أزمة حقيقية طالت كل أفراد الشعب اليمني ..ما جعل الكثيرين ينزحون من مناطق سكنهم وبيوتهم إلى الأرياف وحتى إلى خارج اليمن هروباٍ من تأثيرات هذه الأزمة المفتعلة. وخوفاٍ من أن تطالهم نيران زوبعات البعض.. فإذا كان هذا هو حال بعض الأسر اليمنية من تشرد وخوف وفقد للأموال والأعمال فما الذي سيكون عليه حال أطفالنا جيل الغد وأبناء المستقبل¿¿ الاجابة في السياق الآتي:
يرى الطفل صهيب صبرة -12عاماٍ أن ما يحدث في بلادنا من أعمال تخريبية تقوم بها عناصر مسلحة خارجة على النظام والقانون. في أحد الليالي كان إطلاق النار مستمراٍ دون توقف فأحسست بأني سأموت في ذلك الوقت .. وكنت عندما اتحرك أي حركة داخل المنزل ( استشهد بالله )..
وفي اليوم التالي أنا وأهلي هجرنا منزلنا وتركناه .. أتمنى أن يعود الأمان لليمن وتختفي الأسلحة التي تدمر المنازل وتقتل البشر .. وينال المخربون وذئاب الإجرام جزاءهم..
وتوافقه الرأي الطفلة زهير – 6 سنوات وتسكن في حي الحصبة وتقول حين اشتعلت الحرب شعرت بخوف شديد .. الخوف من الموت .. وهذا من عمل الشيطان ..عندما أنام أحلم بالحرب والنيران التي اشتعلت في المنازل المجاورة .. أصبحت أخاف أن أنام من الكوابيس التي تطاردني كل ليلة ..أتمنى أن ينتهي هذا الكابوس.
أما الطفلة نسرين – 10 سنوات فأدهشتنا بقولها:ليس ذنب الأطفال والصغار والمواطنين الأبرياء ما حدث من حرب .. فاليمن بلد الديمقراطية ولابد أن نتقبل رأي الأغلبية .. وتؤكد لدى اشتعال الحرب وسماعي دوي الانفجارات والرصاص الكثيف كنت خائفة جداٍ ولا أعرف ماذا سيحل بي أحسست بأني جبل سيتهدم من شدة الخوف اشعر بالحزن الشديد على منطقتي التي دْمرت ..وعلى المواطنين الذين استشهدوا دون ذنب وعلى كل الشرفاء الذين ضحوا بدمائهم لأجل اليمن..اسأل الله أن يرحم شهداءنا وأن يحفظ كل من يدافع عن وطني الغالي.. »يمن الايمان والحكمة«.
وتستمر المآسي ويدب الخوف في نفوس الأطفال فهذا الطفل يوسف الخلقي الذي لم يتجاوز السبع سنوات يشكو وطأة الحرب والخراب والدمار ويقول: ارتعبت وخفت لسماعي أصوات الانفجارات والرصاص ولم استطع النوم وكنت دائماٍ بجانب أمي ولا أتركها صباحاٍ ولا مساءٍ لدرجة أني كنت أنهض من نومي مفزوعاٍ فكنت اسأل لماذا الحرب ¿¿ وتقول أمي ليست حربا وإنما عرس كانت تحاول تهدئتي لكي لا اخاف يخيفني انطفاء الكهرباء لدرجة بكائي ولا استطيع مشاهده مسلسلات الأطفال … لقد مرضت عند نزوحنا الى البلاد من شده البرد لاني كنت اجلس فترة طويلة خارج البيت بسبب انقطاع الكهرباء.
وقع سيئ
فيما تؤكد الاخصائية الاجتماعية منى سالم على أن الحروب في العالم لا تؤدي إلى خير بل هي خراب ودمار للمدن وقتل للأبرياء و سفك للدماء البريئة وكما أن لها وقعها السيئ على الأطفال حيث يحتفظون في ذاكرتهم كلما خِلِوúا بأنفسهم مما يولد لدى الكثير التطرف والعنف والسلوك العدواني غير السوي تجاه وطنهم و مجتمعهم مما يعود عليهم بالتصرف السيئ و اعتماد العنف الدائم في حياتهم نتيجة المشاهد التي تولدت لديهم أثناء هذه الحروب إضافة إلى الأمراض النفسية و العضوية كالصمم و البكم نتيجة هذه الحروب ومشاهدتها عن قرب و مالم يكن هناك علاج نفسي لهؤلاء الأطفال وإخراجهم من هذه الدائرة التي يعانون منها فلن يكون هناك جيل من الأطفال يتدرج إلى الشباب ليتجاوز هذه المرحلة الصعبة و ليكون عضوا فاعلا بناءٍ في مجتمعه يستحق التقدير و الاحترام وبالتالي يعيش كغيره حياة هادئة بعيدة عن التشنج والانفعال ليكِون له مستقبلا أسرة صحيحة خالية من ظروف ومشاهدات و اضطرابات الحروب التي مرت عليه ويطوي صفحة الماضي بصفحة جديدة ملؤها التفاؤل والسعادة والانفتاح على حياة أفضل لخدمة مجتمعه الذي هو بأمس الحاجة إليه.
تهدئة مباشرة
ويشدد اخصائي الصحة النفسية الدكتور سعيد الرياشي على أنه يجب على الأهل القيام بعملية تهدئة لأطفالهم رغم معاناتهم وخوفهم مما يجري حولهم حال تعرض الطفل لظروف مروعة ان يبدأوا مباشرة بإحاطتهم بالاطمئنان ولا يتركوهم عرضة لمواجهة هذه المشاهد دون دعم نفسي وذلك عن طريق الحديث المتواصل معهم وطمأنتهم بأن كل شي سيكون على ما يرام وانه لن يصيبهم شىء والتركيز على كلمات وعبارات الحب أو تشتيت أفكارهم عن التركيز في الحدث المروع خاصة في أوقات الغارات المخيفة في حال وقوعها على مقربة منهم فهذه اللحظة هي الأهم في حياه الطفل النفسية وكلما تركناه يواجهها وحده يزداد أثرها السلبي بداخله على المدى القريب والبعيد.
أصوات الموت
كما تنوه إخصائية الصحة النفسية الدكتورة فاتن عبده محمد – إلى أن للحرب تأثيراتها المحبطة على نفسية الأطفال من خلال الاضطرابات التي تسببها لديهم فعندما يسمع الطفل صوت الرصاص تؤدي بذلك معنى لديه بأنها أصوات الموت .. وهي كلمة تؤدي إلى الآلام وتؤثر سلبياٍ عليه .. كما أن حرمانه من الأشياء التي تعود عليها على سبيل المثال الألعاب التي يحبها .. كل هذا يظل في نفسيته مما يؤدي إلى اضطرابات نفسية .. لذا نطالب أهل السياسة أن يتقوا الله في النساء والأطفال لأن الحروب لا تنتج إلا دمار العباد والبلاد.
صلة غير مباشرة
وتؤكد الدكتورة نجاة صائم استاذ علم النفس الاجتماعي بجامعة صنعاء على أن صلة السياسة بالأطفال ليست مباشرة وإنما انعكاسات الحروب والاقتصاد هي التي توأثر في الأطفال لأنها ناتجة عن أزمة سياسية كالحرب فيسأل الطفل لماذا يقتل الناس بعضهم البعض ¿¿
لافتة إلى أن الحالة الاقتصادية أثرت على الأسرة مما جعل أجواء الأسرة مشحونة متوترة ما انعكس ذلك على الأطفال لمجرد صراخ آبائهم في وجوههم !! أما الأطفال من القريبون من مناطق الصراعات في أبين والحصبة وأرحب وغيرها فهم يتعرضون لصدمتين :الاولى اضطرابات نفسية لمجرد سماعهم لأصوات الأسلحة يحصل للطفل ذعر وخوف وبكاء وإغماء لا إرادي فالصدمة على حسب شدة الحرب وشخصيه الأطفال..
الثانية الظروف المحيطة به وخاصةٍ اذا فقد أهله فالاضطرابات تظهر في الكوابيس أثناء النوم وعدم النوم بشكل جيد والتلعثم في الكلام مشددة على أن الحروب والنزاعات المسلحة هي السبب في تراجع التحصيل العلمي وتدهور القدرات العقلية لدى الطفل..
فيما يشير تقرير ( جراسيا ماتشل ) المدافعة عن حقوق الأطفال بعنوان: “تأثير الحرب على الأطفال وقدمته للأمم المتحدة أن الصراع المسلح يقتل ويسبب اعاقات جسدية للأطفال أكثر من الجنود”. كما أن إصابات المدنيين في زمن الحرب ارتفعت من 5٪ عند بداية القرن العشرين إلى15٪ أثناء الحرب العالمية الأولى إلى 65٪عند نهاية الحرب العالمية الثانية إلى ماهو أكثر من 90٪ في حروب التسعينات فخلال العقد الماضي قتل نحو مليوني طفل في الصراع المسلح وثلاثة أضعاف ذلك أصيبوا بجراح خطيرة أو أصيبوا بإعاقة دائمة واخرون يصعب حصرهم أجبروا على مشاهدة أعمال عنف مرعبة أو حتى المشاركة فيها وكثير من الأطفال حرموا من الحاجات المادية والوجدانية لاسيما الجوانب التي تعطي معنىٍ للحياة الاجتماعية والثقافية.
ويضيف التقرير: تختلف ردود الفعل تجاه صدمات الحرب الحادة وفق عمر الطفل وجنسه وطبيعة الصدمة والخسارة مباشرة كانت أو غير مباشرة ووفقاٍ لتوفر خدمات مؤازرة الأسرة والمجتمع. والصفات العامة للصدمة هي الصفات نفسها التي تندرج تحت فئة الاضطراب الناشئ عن ضغط ما بعد الصدمة وحددت الجمعية الأمريكية للطب النفسي ثلاثة أنواع من أعراض الصدمات وهي الاقتحام و التجنب و الهيجان وقد تكررت ذكريات الصدمة عند الأشخاص المعانين من أعراضها على غير توقع كلقطات تعرف ب “الالماعات الخلفية” متدخلة في حياتهم وتكون الذكريات الفجائية النشطة عادة مصحوبة بانفعالات عاطفية مؤلمة وأعراض التجنب تؤثر في العلاقات مع الآخرين كالعائلة والأصدقاء والزملاء ويشعر الشخص أنه لا يقوى على الحركة ويشعر بتضاؤل وجداني وباستطاعته أداء الأعمال الروتينية فقط. وقد يقود الإخفاق في علاج المشاعر المؤلمة عند الشخص إلى الاكتئاب وأحياناٍ للشعور بالذنب لأنه كان قد نجا من الكارثة بينما لم ينجْ منها الاخرون.
ويحدث الهيجان عندما يصبح الأشخاص فجأة سريعي الغضب أو سريعي الانفعال حتى عندما لا يكون هناك ما يستفزهم وقد يصاب الأشخاص باضطراب التركيز أو تذكر معلومات آنية وقد يعانون من عدم النوم بسبب تكرار الكوابيس. وبسبب الشعور بالخطر الوشيك كردود فعل قلقة بشكل مبالغ فيه ويظهر كثير من الناس الذين يعانون من أعراض الصدمات سيطرة قليلة على دوافعهم وأحياناٍ يحاولون التخلص من التجارب المؤلمة بالاعتماد على الكحول والمخدرات وغالباٍ ما يكونون تحت خطر الانتحار.
نقطة ضوء
خلصنا من هذا التحقيق إلى أن الحل الجذري يبقى بإيقاف مسلسل النزاعات والحروب وانعكاساتها على الأطفال وباقي أفراد المجتمع والعمل على توفير المناخات السياسية الملائمة التي تعالج الأسباب المؤدية إليها بإيجاد الحلول العادلة والعمل على بناء الدولة و الإنسان وأعتماد سياسة وطنية إنمائية شاملة وردم الهوة بين كافة أطياف المجتمع وقيام منظمات المجتمع المدني بدورها كونها شريكاٍ مع الحكومة في وضع البرامج والتخطيط والتنفيذ والعمل على تعزيز الوعي بإنسانية الإنسان بمعزل عن الخيارات السياسية والثقافية وفي المقدمة الأطفال الذين نقرأ مستقبلنا من خلال واقعهم.<
يعاني اليمن من أزمة حقيقية طالت كل أفراد الشعب اليمني ..ما جعل الكثيرين ينزحون من مناطق سكنهم وبيوتهم إلى الأرياف وحتى إلى خارج اليمن هروباٍ من تأثيرات هذه الأزمة المفتعلة. وخوفاٍ من أن تطالهم نيران زوبعات البعض.. فإذا كان هذا هو حال بعض الأسر اليمنية من تشرد وخوف وفقد للأموال والأعمال فما الذي سيكون عليه حال أطفالنا جيل الغد وأبناء المستقبل¿¿ الاجابة في السياق الآتي:
يرى الطفل صهيب صبرة -12عاماٍ أن ما يحدث في بلادنا من أعمال تخريبية تقوم بها عناصر مسلحة خارجة على النظام والقانون. في أحد الليالي كان إطلاق النار مستمراٍ دون توقف فأحسست بأني سأموت في ذلك الوقت .. وكنت عندما اتحرك أي حركة داخل المنزل ( استشهد بالله )..
وفي اليوم التالي أنا وأهلي هجرنا منزلنا وتركناه .. أتمنى أن يعود الأمان لليمن وتختفي الأسلحة التي تدمر المنازل وتقتل البشر .. وينال المخربون وذئاب الإجرام جزاءهم..
وتوافقه الرأي الطفلة زهير – 6 سنوات وتسكن في حي الحصبة وتقول حين اشتعلت الحرب شعرت بخوف شديد .. الخوف من الموت .. وهذا من عمل الشيطان ..عندما أنام أحلم بالحرب والنيران التي اشتعلت في المنازل المجاورة .. أصبحت أخاف أن أنام من الكوابيس التي تطاردني كل ليلة ..أتمنى أن ينتهي هذا الكابوس.
أما الطفلة نسرين – 10 سنوات فأدهشتنا بقولها:ليس ذنب الأطفال والصغار والمواطنين الأبرياء ما حدث من حرب .. فاليمن بلد الديمقراطية ولابد أن نتقبل رأي الأغلبية .. وتؤكد لدى اشتعال الحرب وسماعي دوي الانفجارات والرصاص الكثيف كنت خائفة جداٍ ولا أعرف ماذا سيحل بي أحسست بأني جبل سيتهدم من شدة الخوف اشعر بالحزن الشديد على منطقتي التي دْمرت ..وعلى المواطنين الذين استشهدوا دون ذنب وعلى كل الشرفاء الذين ضحوا بدمائهم لأجل اليمن..اسأل الله أن يرحم شهداءنا وأن يحفظ كل من يدافع عن وطني الغالي.. »يمن الايمان والحكمة«.
وتستمر المآسي ويدب الخوف في نفوس الأطفال فهذا الطفل يوسف الخلقي الذي لم يتجاوز السبع سنوات يشكو وطأة الحرب والخراب والدمار ويقول: ارتعبت وخفت لسماعي أصوات الانفجارات والرصاص ولم استطع النوم وكنت دائماٍ بجانب أمي ولا أتركها صباحاٍ ولا مساءٍ لدرجة أني كنت أنهض من نومي مفزوعاٍ فكنت اسأل لماذا الحرب ¿¿ وتقول أمي ليست حربا وإنما عرس كانت تحاول تهدئتي لكي لا اخاف يخيفني انطفاء الكهرباء لدرجة بكائي ولا استطيع مشاهده مسلسلات الأطفال … لقد مرضت عند نزوحنا الى البلاد من شده البرد لاني كنت اجلس فترة طويلة خارج البيت بسبب انقطاع الكهرباء.
وقع سيئ
فيما تؤكد الاخصائية الاجتماعية منى سالم على أن الحروب في العالم لا تؤدي إلى خير بل هي خراب ودمار للمدن وقتل للأبرياء و سفك للدماء البريئة وكما أن لها وقعها السيئ على الأطفال حيث يحتفظون في ذاكرتهم كلما خِلِوúا بأنفسهم مما يولد لدى الكثير التطرف والعنف والسلوك العدواني غير السوي تجاه وطنهم و مجتمعهم مما يعود عليهم بالتصرف السيئ و اعتماد العنف الدائم في حياتهم نتيجة المشاهد التي تولدت لديهم أثناء هذه الحروب إضافة إلى الأمراض النفسية و العضوية كالصمم و البكم نتيجة هذه الحروب ومشاهدتها عن قرب و مالم يكن هناك علاج نفسي لهؤلاء الأطفال وإخراجهم من هذه الدائرة التي يعانون منها فلن يكون هناك جيل من الأطفال يتدرج إلى الشباب ليتجاوز هذه المرحلة الصعبة و ليكون عضوا فاعلا بناءٍ في مجتمعه يستحق التقدير و الاحترام وبالتالي يعيش كغيره حياة هادئة بعيدة عن التشنج والانفعال ليكِون له مستقبلا أسرة صحيحة خالية من ظروف ومشاهدات و اضطرابات الحروب التي مرت عليه ويطوي صفحة الماضي بصفحة جديدة ملؤها التفاؤل والسعادة والانفتاح على حياة أفضل لخدمة مجتمعه الذي هو بأمس الحاجة إليه.
تهدئة مباشرة
ويشدد اخصائي الصحة النفسية الدكتور سعيد الرياشي على أنه يجب على الأهل القيام بعملية تهدئة لأطفالهم رغم معاناتهم وخوفهم مما يجري حولهم حال تعرض الطفل لظروف مروعة ان يبدأوا مباشرة بإحاطتهم بالاطمئنان ولا يتركوهم عرضة لمواجهة هذه المشاهد دون دعم نفسي وذلك عن طريق الحديث المتواصل معهم وطمأنتهم بأن كل شي سيكون على ما يرام وانه لن يصيبهم شىء والتركيز على كلمات وعبارات الحب أو تشتيت أفكارهم عن التركيز في الحدث المروع خاصة في أوقات الغارات المخيفة في حال وقوعها على مقربة منهم فهذه اللحظة هي الأهم في حياه الطفل النفسية وكلما تركناه يواجهها وحده يزداد أثرها السلبي بداخله على المدى القريب والبعيد.
أصوات الموت
كما تنوه إخصائية الصحة النفسية الدكتورة فاتن عبده محمد – إلى أن للحرب تأثيراتها المحبطة على نفسية الأطفال من خلال الاضطرابات التي تسببها لديهم فعندما يسمع الطفل صوت الرصاص تؤدي بذلك معنى لديه بأنها أصوات الموت .. وهي كلمة تؤدي إلى الآلام وتؤثر سلبياٍ عليه .. كما أن حرمانه من الأشياء التي تعود عليها على سبيل المثال الألعاب التي يحبها .. كل هذا يظل في نفسيته مما يؤدي إلى اضطرابات نفسية .. لذا نطالب أهل السياسة أن يتقوا الله في النساء والأطفال لأن الحروب لا تنتج إلا دمار العباد والبلاد.
صلة غير مباشرة
وتؤكد الدكتورة نجاة صائم استاذ علم النفس الاجتماعي بجامعة صنعاء على أن صلة السياسة بالأطفال ليست مباشرة وإنما انعكاسات الحروب والاقتصاد هي التي توأثر في الأطفال لأنها ناتجة عن أزمة سياسية كالحرب فيسأل الطفل لماذا يقتل الناس بعضهم البعض ¿¿
لافتة إلى أن الحالة الاقتصادية أثرت على الأسرة مما جعل أجواء الأسرة مشحونة متوترة ما انعكس ذلك على الأطفال لمجرد صراخ آبائهم في وجوههم !! أما الأطفال من القريبون من مناطق الصراعات في أبين والحصبة وأرحب وغيرها فهم يتعرضون لصدمتين :الاولى اضطرابات نفسية لمجرد سماعهم لأصوات الأسلحة يحصل للطفل ذعر وخوف وبكاء وإغماء لا إرادي فالصدمة على حسب شدة الحرب وشخصيه الأطفال..
الثانية الظروف المحيطة به وخاصةٍ اذا فقد أهله فالاضطرابات تظهر في الكوابيس أثناء النوم وعدم النوم بشكل جيد والتلعثم في الكلام مشددة على أن الحروب والنزاعات المسلحة هي السبب في تراجع التحصيل العلمي وتدهور القدرات العقلية لدى الطفل..
فيما يشير تقرير ( جراسيا ماتشل ) المدافعة عن حقوق الأطفال بعنوان: “تأثير الحرب على الأطفال وقدمته للأمم المتحدة أن الصراع المسلح يقتل ويسبب اعاقات جسدية للأطفال أكثر من الجنود”. كما أن إصابات المدنيين في زمن الحرب ارتفعت من 5٪ عند بداية القرن العشرين إلى15٪ أثناء الحرب العالمية الأولى إلى 65٪عند نهاية الحرب العالمية الثانية إلى ماهو أكثر من 90٪ في حروب التسعينات فخلال العقد الماضي قتل نحو مليوني طفل في الصراع المسلح وثلاثة أضعاف ذلك أصيبوا بجراح خطيرة أو أصيبوا بإعاقة دائمة واخرون يصعب حصرهم أجبروا على مشاهدة أعمال عنف مرعبة أو حتى المشاركة فيها وكثير من الأطفال حرموا من الحاجات المادية والوجدانية لاسيما الجوانب التي تعطي معنىٍ للحياة الاجتماعية والثقافية.
ويضيف التقرير: تختلف ردود الفعل تجاه صدمات الحرب الحادة وفق عمر الطفل وجنسه وطبيعة الصدمة والخسارة مباشرة كانت أو غير مباشرة ووفقاٍ لتوفر خدمات مؤازرة الأسرة والمجتمع. والصفات العامة للصدمة هي الصفات نفسها التي تندرج تحت فئة الاضطراب الناشئ عن ضغط ما بعد الصدمة وحددت الجمعية الأمريكية للطب النفسي ثلاثة أنواع من أعراض الصدمات وهي الاقتحام و التجنب و الهيجان وقد تكررت ذكريات الصدمة عند الأشخاص المعانين من أعراضها على غير توقع كلقطات تعرف ب “الالماعات الخلفية” متدخلة في حياتهم وتكون الذكريات الفجائية النشطة عادة مصحوبة بانفعالات عاطفية مؤلمة وأعراض التجنب تؤثر في العلاقات مع الآخرين كالعائلة والأصدقاء والزملاء ويشعر الشخص أنه لا يقوى على الحركة ويشعر بتضاؤل وجداني وباستطاعته أداء الأعمال الروتينية فقط. وقد يقود الإخفاق في علاج المشاعر المؤلمة عند الشخص إلى الاكتئاب وأحياناٍ للشعور بالذنب لأنه كان قد نجا من الكارثة بينما لم ينجْ منها الاخرون.
ويحدث الهيجان عندما يصبح الأشخاص فجأة سريعي الغضب أو سريعي الانفعال حتى عندما لا يكون هناك ما يستفزهم وقد يصاب الأشخاص باضطراب التركيز أو تذكر معلومات آنية وقد يعانون من عدم النوم بسبب تكرار الكوابيس. وبسبب الشعور بالخطر الوشيك كردود فعل قلقة بشكل مبالغ فيه ويظهر كثير من الناس الذين يعانون من أعراض الصدمات سيطرة قليلة على دوافعهم وأحياناٍ يحاولون التخلص من التجارب المؤلمة بالاعتماد على الكحول والمخدرات وغالباٍ ما يكونون تحت خطر الانتحار.
نقطة ضوء
خلصنا من هذا التحقيق إلى أن الحل الجذري يبقى بإيقاف مسلسل النزاعات والحروب وانعكاساتها على الأطفال وباقي أفراد المجتمع والعمل على توفير المناخات السياسية الملائمة التي تعالج الأسباب المؤدية إليها بإيجاد الحلول العادلة والعمل على بناء الدولة و الإنسان وأعتماد سياسة وطنية إنمائية شاملة وردم الهوة بين كافة أطياف المجتمع وقيام منظمات المجتمع المدني بدورها كونها شريكاٍ مع الحكومة في وضع البرامج والتخطيط والتنفيذ والعمل على تعزيز الوعي بإنسانية الإنسان بمعزل عن الخيارات السياسية والثقافية وفي المقدمة الأطفال الذين نقرأ مستقبلنا من خلال واقعهم.<