الوطن وغطرسة المشترك
< في الوقت الذي يأسف الجميع لكل تلك الاهداف الانقلابية التي أضحت مكشوفة والتي استنفدت احزاب المشترك في سبيلها حتى الآن مختلف المؤامرات والاعمال التخريبية يحتار أي متابع للشأن السياسي في بلادنا أمام هذا التهور والاسلوب الذي جعل هذه الأحزاب تراوح مكانها في مربع التآمر والانتحار والعنف وبتلك الطريقة الفجة التي أفقدتها صوابية العمل السياسي في طموحها غير المشروع نحو الاستيلاء على السلطة.
وحينما نتعمق اكثر في تفاصيل المشهد السياسي وما وصل اليه الحال فإن الموضوعية تقتضي ألا نتغافل عن طرح التساؤلات التي تفرض نفسها إزاء سلوك قيادات هذه الاحزاب.. وهي ما الذي دفع باحزاب المشترك التنكر لمطالب سياسية استجيب لها في بداية الأزمة¿! وما الذي جعلها تصادر أي نية تصب في مصلحة الانتقال السلمي للسلطة¿! وقبل هذا وذاك ما الذي اجبرها على التنكر للقيم الديمقراطية والدستورية واخلاقيات العمل السياسي وحولها إلى خصم مع الشعب في الوقت الذي تتعاطى بعقلية الثأر مع السلطة¿!
إن طبيعة التفكير يترجمه التصرف ونوعية الفعل كفيلة بأن تقودنا إلى فهم حقيقة الدوافع الانتهازية والمساومات التي اعتادت عليها قيادات هذه الأحزاب في سبيل تحقيق أي غنيمة سياسية غير مبالية بتلك العواقب الوخيمة التي يمكن ان تلحق بسمعة احزابها حتى ولو كلفها الامر ان تقودها نحو المجهول كما هو الحال في كل تصرفاتها ومواقفها العدوانية على الوطن والنيل من منجزاته وامنه واستقراره.
لقد اثبتت على الواقع ان نهمها للسلطة قد جعلها تفرط في كل الاعتبارات الوطنية وحشد المجرمين والقتلة والارهابيين والتحالف مع رموز الفساد والنافذين والمتآمرين في الداخل والخارج لتحويل الوطن إلى ساحة فوضى وعنف وتفجير الاوضاع هنا وهناك كما هو حاصل في أبين وأرحب وهي غطرسة لن تقودها إلى السلطة بل إلى المهالك فازدياد مساحة الكره الشعبي بفعل استهدافها للمصالح العامة وممارسات التضييق على حياة الناس من مختلف الجوانب لن يمنح هؤلاء المتطفلين على السلطة ومليشياتهم فرصة التغاضي والصمت من قبل الشعب لممارسة المزيد من العبث بمقدرات الوطن والسكوت على بواطلهم والاعمال الاجرامية والدموية لهذه الاذناب المتعطشة إلى السلطة حيث أثبت بوعيه وصموده خلال الاشهر الماضية من الازمة قدرته على تبديد وافشال مخططات العنف والتصادم والانزلاق بالبلاد إلى مشارف الانهيار وان خيارات العنف وخارطة التداعيات التي انتهجتها احزاب المشترك لاغتصاب السلطة لن تقابل من قبل الشعب إلا بالمزيد من الصمود والتمسك بالخيارات الديمقراطية والدستورية والاحتكام لصناديق الاقتراع الانتخابية الوسيلة الوحيدة لترجمة الارادات الوطنية لآليات التداول السلمي للسلطة..>
الوطن وغطرسة المشترك
التصنيفات: الصفحة الأخيرة