مطلب “غريب” في توقيت “عصيب”
تنسيق الأمانة يناشد اتحاد الكرة إعفاء وحدة صنعاء من الهبوط
هبوط الفريق الوحداوي سببه “إداري” وتبنى إبقائه إختراق “صارخ” للائحة
تب/ علي الريمي
> ودع الفريق الكروي الاول بنادي وحدة صنعاء دوري النخبة إلى الدرجة الثانية وهو الذي كان قد عاد إلى دوري الدرجة الاولى في الموسم قبل الماضي لكن الفريق الوحداوي الملقب بزعيم العاصمة سرعان ما غادر دوري الأضواء والشهرة عائداٍ إلى دوري المظاليم على إثر تذيله للمركز الأخير على جدول الترتيب العام لفرق دوري الدرجة الاولى للموسم الكروي المنتهي ٠١٠٢م/١١٠٢م علماٍ أنها المرة الثالثة للأزرق الصنعاني التي يسقط فيها من دوري الكبار إلى غياهب دوري المظاليم في الدرجة الثانية¿¿ وقد حدث ما حدث للوحدة الصنعاني في المواسم الستة الأخيرة وهو النادي العريق صاحب الصولات والجولات والمرصع بالعديد من الالقاب والبطولات خصوصاٍ في ظل دولة الوحدة إذ حصد وحدة صنعاء اربع بطولات دوري منها ثلاث مرات متتالية وكان الفريق حتى نهاية التسعينات من أصحاب الحضور الدائم للمراكز المتقدمة إلا أنه بدأ مسلسل التراجع المخيف في آخر ستة مواسم كروية نتيجة لأسباب وعوامل عديدة وقفت وراء ذلك التقهقر الغريب بالنادي العريق كان على رأس تلك الاسباب الخلل الإداري المريع الذي أصاب الكيان الوحداوي الكبير في مقتل والذي نتج عنه إلى جانب تدهور نتائج الفريق الكروي إنهيار شبه كامل لباقي الالعاب الرياضية بالنادي فاختفت ألعاب كثيرة كان لها حضورها الفاعل في المنافسة على البطولات المحلية الخاصة بمسابقات مثل تنس الطاولة الكاراتيه الجودو التايكواندو المصارعة الشطرنج وغيرها!
الاختلالات التي أصابت مفاصل العمل الإداري لمختلف الادارات المتعاقبة على قيادة نادي الوحدة خلال السنوات الست الاخيرة كانت نتيجة لإبتعاد »كبار الوحدة« وتواري أبرز الداعمين لميزانية النادي الكبير فكانت معظم العناصر في الادارات التي جاءت خلال الفترة المذكورة تفتقر إلى الولاء والإخلاص فطغى العمل العشوائي والبحث عن تحقيق المصالح »الخاصة« لاولئك الاداريين وهو ما ألحق بالنادي وألعابه الضرر القاتل ولعل ما حدث للفريق الكروي خلال الفترة المذكورة اكبر دليل على ما آل اليه الكيان الوحداوي عموماٍ كان آخره سقوط فريق كرة القدم الاول إلى مصاف دوري الدرجة الثانية ـ هذا الموسم ـ والذي جاء كنتاج طبيعي للمستويات والنتائج الهزيلة التي قدمها طوال الموسم الكروي المنتهي ـ مؤخراٍ ـ في ٩٢يوليو الماضي! فقد ظل زعيم العاصمة منذ بداية الدوري يقبع في المركز الأخير في جدول ترتيب الفرق فكان الحصاد المرير إلى دوري المظاليم هو النتاج الطبيعي لما قدمه الفريق الوحداوي!
طاقم إداري »قياسي« يتبخر
من المؤكد أن ذلك الحضور الهزيل في المستوى والنتائج التي سجلهما الفريق الوحداوي طوال الدوري والذي رافق الوحداوية منذ بداية الدوري في نوفمبر ٠١٠٢م واستمر حتى نهاية المسابقة في ٩٢يوليو ١١٠٢م دون أي تحسن يذكر لقد كان مؤشراٍ على المصير الذي كان ينتظر الفريق في ختام مشواره بالدوري وهو الهبوط ـ مجدداٍ ـ إلى مصاف فرق الدرجة الثانية لأن الادارة لم تعد لاعبيها كما ينبغي بعد الصعود والعودة لدوري الكبار لأن دوري النخبة يختلف كلياٍ عن اللعب في دوري المظاليم وفشلت كل المحاولات الترقيعية لمن تبقى في النادي من إداريين لم يتجاوز عددهم الرقم »٣« على الرغم من أن قوام أعضاء الادارة المعينة للنادي بلغ »٧٢« فرداٍ بالتمام والكمال.
وهو رقم »قياسي« لإدارة نادي لم يحدث أن تواجد مثل كل ذلك العدد الكبير من الإداريين في أي نادي آخر أو اتحاد في بلادنا!! لكن وآه من لكن.. فقد ذهب كل ذلك الجيش الجرار »مع الريح« حتى أن النادي أو الفريق الكروي علي وجه التحديد اكمل مشواره في الدوري بتواجد إداريين فقط هما: أحمد الشرفي وأحمد البْن ظلا قريبان من لاعبي الفريق ومعهم رئيس النادي/ أمين جمعان المنشغل بمهام منصبه كنائب لأمين العاصمة وامين عام المجلس المحلي بالامانة لكنه حاول بكل جهد ممكن أن يوفر إحتياجات الفريق لكي يتمكن من إكمال مشواره في الدوري إلا أن ذلك لم يكن كافياٍ ليحافظ لاعبو الفريق الوحداوي على البقاء في دوري النخبة بعد أن عجز الفريق عن حصد النقاط المطلوبة ليتجنب شبح السقوط إلى دوري المظاليم.
الفريق الأضعف.. في كل شيء!!
من »٠٢« مباراة لعبها الفريق لم يفز سوى في ثلاث مباريات فقط وتعادل في إثنتين كأقل فرق المسابقة تسجيلاٍ للانتصارات وحتى التعادلات!! ولان الفريق الوحداوي كان الأضعف ـ على الاطلاق ـ بين فرق الدوري الـ»٤١« ثم الـ»١١« فريقاٍ المتبقين بعد قرارات الاتحاد العام لكرة القدم الجريئة و»غير المسبوقة« بتهبيط فريقي: حسان أبين الرشيد تعز إلى دوري الدرجة الثانية بحجة تخلفهما عن اللعب لمباراتين متتاليتين ثم تبعهما الصقر التعزي الذي تم تهبيطه ـ أيضاٍ ـ لنفس الاسباب التي تم بموجبها تهبيط »الرشيد وحسان«!
الوحدة لم يجمع سوى »١١« نقطة جعلته في المركز الاخير في جدول الترتيب إذ لم يتمكن الأزرق الصنعاني من مغادرة هذا الموقع »الاخير« طوال مراحل المسابقة سواء قبل قرار تهبيط الفرق الثلاث ـ الصقر حسان الرشيد ـ وحتى بعد ذلك. وتأكيداٍ على أن الفريق الوحداوي كان الحلقة الأضعف بين كل الفرق الـ»٤١« فحصد لقب الفريق الأضعف هجوماٍ إذ سجل مهاجموه »٠١« اهداف فقط وكذلك نال لقب الفريق الاضعف دفاعاٍ بعد أن تلقى مرماه »٧٢« هدفاٍ العدد الذي لم يتلقاه مرمى أي فريق في الدوري! وامام هذه المعطيات فلا خلاف أو جدال على إستحقاق الفريق الوحداوي الهبوط إلى دوري الدرجة الثانية بل ويمكن القول أنه الوحيد الذي هبط.. عن جدارة وأن نزوله من دوري الدرجة الاولى »شرعي« ٠٠١٪!! بمعنى أنه هو الذي »جابه لنفسه« كما يقول المثل المصري المعروف!! بالنظر إلى أن الثلاثة الذين سبقوه إلى المظاليم كانوا قد هبطوا بقرارات عقابية أي أنهم لم ينزلوا للدرجة الثانية نتيجة لعدم تحقيقهم للنقاط أو النتائج المطلوبة ليتفادوا شبح اللعب في دوري »الحرافيش«! ومازال الأمل قائماٍ وبنسبة كبيرة لحسان والرشيد للبقاء في الأضواء وربما الصقر ـ أيضاٍ ـ بالنظر إلى الحيثيات التي حالت دون حضور كل فريق للمباريات التي كان مقرراٍ أن يلعبوها في المراحل الستة الأخيرة من عمر الدوري!
الهبوط بشرف.. خير من البقاء.. »بقرار«!¿
بعد أن تأكد مصير فريق وحدة صنعاء ومنذ مراحل مبكرة جداٍ من الدوري للنتائج المتواضعة جداٍ التي حققها وجعلته كأول الفرق الهابطة ـ مبكراٍ ـ إلى دوري الدرجة الثانية وهو ما حدث بالفعل للحصاد للهزيل الذي جناه الأزرق الصنعاني فقد كان بالامكان.. أفضل مما كان! ونعني ـ بهذا ـ أن الوحدة وبعد أن كان من ضمن الفرق التي كانت قد رفضت مواصلة اكمال الدوري نظراٍ لكثرة التوقفات وتعدد الاستئناف للمسابقة فقد كان بامكان إدارة الوحدة أن تتمسك بموقفها الرافض مواصلة الدوري مع بقية الاندية السبعة الأخرى الممانعة للاستمرار في اكمال مبارياتها في الدوري إلا أن الوحداويين وقعوا في فخ الموافقة على اللعب لما تبقى من الدوري وهي اندية الصقر الرشيد الاهلي من تعز والاهلي وشعب صنعاء واهلي صنعاء واتحاد إب ولو أن الوحدة استمر في التمسك بالرفض إلى جانب نادي الصقر الذي كان الوحيد الذي اصر على عدم اكمال الدوري لربما كان أشرف لوحدة صنعاء أن يهبط سوهو الهابط اصلاٍ« لسوء نتائجه! بقرار من الاتحاد ليكون هبوطه »عقابياٍ« أفضل له من أن يهبط لتذيله مؤخرة ترتيب الفرق ولو كان الوحدة قد سلك نفس الطريق الذي سار عليه الصقر في رفض اللعب بقية الدوري لكان في موقف أفضل بكثير مما هو عليه الآن.! بمعنى أن الهبوط بقرار من الاتحاد كان أقل سوءاٍ من السقوط للدرجة الثانية من كون الفريق الأضعف في الدوري وهو أمر طبيعي لبقاء الفريق الوحداوي في المركز الاخير منذ البداية واجمالاٍ.. كان الهبوط » بشرف« افضل بكثير من »تسول« قرار مخالف للائحة ليبقى في دوري الدرجة الاولى بمبررات غير منطقية ولا تستند إلى أي اسباب مقنعة أو مقبولة.
مجلس التنسيق لاندية الامانة يطالب بالغاء هبوط الوحدة
لم أجد أي سبب مقبول أو منطقي لذلك الطلب الذي جاء على لسان الاخ محمد رزق الصرمي نائب رئيس مجلس تنسيق اندية العاصمة في التصريح الذي ادلى به للزميلة »الرياضة« في عددها الصادر بتاريخ ٠٣/شعبان الموافق 23/يوليو ١١٠٢م والذي قال فيه الصرمي أن أندية صنعاء قد تقدمت بمذكرة »رسمية« إلى الاتحاد العام لكرة القدم عبر رئيس الاتحاد أحمد صالح العيسي طالبت فيه بعدم تهبيط فريق وحدة صنعاء إلى الدرجة الثانية!! ويضيف الصرمي في تصريحه المذكور: أن اندية الامانة قامت بعد الاجتماع الذي عقدته مع مجلس تنسيق اندية أمانة العاصمة بالتوقيع على عدم تهبيط فريق وحدة صنعاء!
ويمضي الصرمي في معرض توضيحه أو تبريره للاسباب التي جعلت المجلس يتقدم بذلك الطلب بالقول: »لكون الوحدة شارك في الدوري »يقصد اكمل الدوري« حتى نهايته.. دون إنقطاع وذلك حرصاٍ منه »الوحدة« على الظروف الحساسة التي تمر بها بلادنا في ظل الاوضاع الراهنة.. وكونه »يواصل الصرمي« الفريق الذي لم يتم تهبيطه بقرار ولم يعرقل مسيرة الدوري وشارك في الدوري رغم ظروفه الصعبة »أي وحدة صنعاء«!! إنتهى كلام نائب رئيس مجلس تنسيق اندية الامانة.
طلب عجيب!!
حقيقة ان ما جاء على لسان الصرمي ليس له أي معايير واقعية بل أن من المستحيل أن يقبل به أي متابع عادي ناهيك عن أهل الشأن وطلب مجلس أندية الامانة التنسيقي الداعي بعدم تهبيط نادي الوحدة إلى الدرجة الثانية لا يستند إلى أي منطق!! اما فقط لكون الفريق الوحداوي قد قبل مواصلة اللعب في ما تبقى من الدوري فإن هذا المبرر ليس كافياٍ لكي يتم إلغاء هبوطه المستحق للدرجة الثانية فالوحدة مثله مثل أي فريق آخر.. هو ملزم بأن يخوض كل المباريات المحددة له في جدول الدوري وبالتالي فإن مشاركته في جميع المباريات مهما كانت ظروفه تعتبر إلزامية ولا يمكن اعفاء الوحدة أو غيره من الهبوط!! فقط لأنه واصل خوض الدوري حتى نهايته ومثل هذا المبرر لاعفاء الوحدة الهابط باستحقاق لكونه احتل المركز الاخير في جدول الدوري ليس له أي قوة دفع لكي يلغى الاتحاد العام للعبة هبوط الفريق الوحداوي أو غيره فالفريق عجز عن تفادي ذلك لتعثره في تحقيق النتائج المطلوبة ليتجنب الهبوط نظراٍ للفشل الذريع الذي رافقه طوال المسابقة ما لم يحقق الفوز إلا في ثلاث مباريات وتعادل في مباراتين وتجرع الهزيمة في »٥١« مباراة بالتمام والكمال وبالطبع فقد كان الهبوط ـ متوقعاٍ ـ لأن الفريق الوحداوي ولاعبيه ظلوا يصارعون »وحيدين« للنجاة من شبح السقوط لكنهم فشلوا بسبب ذلك الخلل الإداري المخيف داخل ناديهم! وعلى ذلك وغيره فإن من يتبنى الطلب باعفاء وحدة صنعاء »لوحده« فقط من الهبوط إنما يحاول تجاوز ما ورد في اللائحة العامة للمسابقات المعتمدة من قبل كل الاندية المنضوية في عضوية الاتحاد العام لكرة القدم! وبالتالي فمن غير الوارد ـ مطلقاٍ ـ أن يقدم الاتحاد على تلبية مثل هذا الطلب المخالف تماماٍ للائحة! بل أن موافقة الاتحاد على إبقاء الفريق الوحداوي في الدرجة الاولى سيكون إختراقاٍ صارخاٍ لبنود لائحة الموسم الكروي وستفتح مثل هذه الموافقة »على ابقاء الوحدة« ابواب جهنم على الاتحاد العام لكرة القدم الذي كان قد طبق اللائحة بحذافيرها عندما اتخذ قراراته الجريئة جداٍ وغير المسبوقة حين أقر تهبيط الاندية الثلاثة الرشيد حسان ثم الصقر وقد لاقت قراراته القبول » شبه التام« من أغلب المهتمين بالشأن الكروي بل وحتى من إداريي من تلك الاندية.
لماذا وحدة صنعاء.. فقط¿¿
بالعودة إلى ما جاء في نص التصريح الذي ادلى به الاخ محمد الصرمي المشار اليه لم افهم الجملة التي أوردها بقوله:»وأن اندية الامانة قامت بعد الاجتماع الذي عقدته مع مجلس تنسيق اندية امانة العاصمة بالتوقيع على عدم تهبيط فريق وحدة صنعاء كونه…..الخ«! فالعبارة ملبدة بالغموض الشديد فمن هي »اندية الامانة.. التي قامت بعد الاجتماع مع مجلس تنسيق اندية امانة العاصمة«¿¿ وبافتراض أن المجلس تنضوي في عضويته كل اندية العاصمة فهل كان قرار المجلس توجيه المذكرة للاتحاد العام لكرة القدم.. بالاجماع أي بموافقة ممثلي الاندية السبعة أم أن الأمر اقتصر على مندوبي الاندية الاربعة في الدرجة الاولى¿ علماٍ أن نادي العروبة لم يكن من الاندية التي وقعت على قرار الرفض باستكمال الدوري إذ كان من ضمن الموقعين على ذلك القرار الموجه للاتحاد من الاندية الثمانية »الرافضة« ثلاثة من اندية العاصمة هي »اهلي صنعاء شعب صنعاء وحدة صنعاء«! وهو ما يؤكد غياب العروبة عن مساندة توجه الرافضين حينها مواصلة الدوري فهل كان نادي العروبة من ضمن الموافقين على المذكرة المرسلة من مجلس التنسيق لاتحاد الكرة بشأن مطالبة أندية الامانة باعفاء وحدة صنعاء من الهبوط هذا الموسم!! وإذا كانت المذكرة تلك قد حظيت بموافقة كل اعضاء مجلس تنسيق اندية الامانة في الطلب من الاتحاد بعدم تهبيط وحدة صنعاء¿ فلماذا اقتصر الطلب »العاصمي« على اعفاء الوحدة من الهبوط فقط¿ ولماذا تجاهل المجلس أن يطالب الاتحاد بالغاء الهبوط »كلياٍ« أي بقاء الثلاثة الاندية »الصقر حسان الرشيد« ومعهم وحدة صنعاء في الدرجة الاولى للموسم المقبل نظراٍ لما مر به فريقا حسان والرشيد من صعوبات وعوائق تسببت في تعذر مواصلة الفريقين »الرشيد وحسان« لمبارياتهما حتى تلك التي كانت مقررة في ابين أو تعز!! ولا نعتقد أن تنسيقي الامانة قد فات عليه كل ما مر بالرشيد وحسان من ظروف »قاهرة« مادية أو حتى أمنية حالت دون أن يتمكنا من مواصلة مشوارهما في الدوري!! وكان على المجلس التنسيقي »أدبياٍ« السعي لرفع الضيم »الظلم« الذي لحق بالناديين المغلوبين على أمريهما »حسان أبين ورشيد تعز« لأن ما تعرضا له من ظروف كانت أشد وطأة من تلك التي عانى منها وحدة صنعاء أما عن تغاضي المجلس عن ما حدث لصقر الحالمة.. فالمؤكد أن للأخير »مخالبه« القادرة على المقارعة.. لكي يستعيد الصقور.. ما يعتقدونه بـ»الحق« الذي أنتزع منهم أو عليهم.. دون وجه »حق« بما لديهم من الأدوات أو الأوراق الكفيلة باسترداد ما يعتبرون أنه قد أخذ »عنوة«!!..<
> ودع الفريق الكروي الاول بنادي وحدة صنعاء دوري النخبة إلى الدرجة الثانية وهو الذي كان قد عاد إلى دوري الدرجة الاولى في الموسم قبل الماضي لكن الفريق الوحداوي الملقب بزعيم العاصمة سرعان ما غادر دوري الأضواء والشهرة عائداٍ إلى دوري المظاليم على إثر تذيله للمركز الأخير على جدول الترتيب العام لفرق دوري الدرجة الاولى للموسم الكروي المنتهي ٠١٠٢م/١١٠٢م علماٍ أنها المرة الثالثة للأزرق الصنعاني التي يسقط فيها من دوري الكبار إلى غياهب دوري المظاليم في الدرجة الثانية¿¿ وقد حدث ما حدث للوحدة الصنعاني في المواسم الستة الأخيرة وهو النادي العريق صاحب الصولات والجولات والمرصع بالعديد من الالقاب والبطولات خصوصاٍ في ظل دولة الوحدة إذ حصد وحدة صنعاء اربع بطولات دوري منها ثلاث مرات متتالية وكان الفريق حتى نهاية التسعينات من أصحاب الحضور الدائم للمراكز المتقدمة إلا أنه بدأ مسلسل التراجع المخيف في آخر ستة مواسم كروية نتيجة لأسباب وعوامل عديدة وقفت وراء ذلك التقهقر الغريب بالنادي العريق كان على رأس تلك الاسباب الخلل الإداري المريع الذي أصاب الكيان الوحداوي الكبير في مقتل والذي نتج عنه إلى جانب تدهور نتائج الفريق الكروي إنهيار شبه كامل لباقي الالعاب الرياضية بالنادي فاختفت ألعاب كثيرة كان لها حضورها الفاعل في المنافسة على البطولات المحلية الخاصة بمسابقات مثل تنس الطاولة الكاراتيه الجودو التايكواندو المصارعة الشطرنج وغيرها!
الاختلالات التي أصابت مفاصل العمل الإداري لمختلف الادارات المتعاقبة على قيادة نادي الوحدة خلال السنوات الست الاخيرة كانت نتيجة لإبتعاد »كبار الوحدة« وتواري أبرز الداعمين لميزانية النادي الكبير فكانت معظم العناصر في الادارات التي جاءت خلال الفترة المذكورة تفتقر إلى الولاء والإخلاص فطغى العمل العشوائي والبحث عن تحقيق المصالح »الخاصة« لاولئك الاداريين وهو ما ألحق بالنادي وألعابه الضرر القاتل ولعل ما حدث للفريق الكروي خلال الفترة المذكورة اكبر دليل على ما آل اليه الكيان الوحداوي عموماٍ كان آخره سقوط فريق كرة القدم الاول إلى مصاف دوري الدرجة الثانية ـ هذا الموسم ـ والذي جاء كنتاج طبيعي للمستويات والنتائج الهزيلة التي قدمها طوال الموسم الكروي المنتهي ـ مؤخراٍ ـ في ٩٢يوليو الماضي! فقد ظل زعيم العاصمة منذ بداية الدوري يقبع في المركز الأخير في جدول ترتيب الفرق فكان الحصاد المرير إلى دوري المظاليم هو النتاج الطبيعي لما قدمه الفريق الوحداوي!
طاقم إداري »قياسي« يتبخر
من المؤكد أن ذلك الحضور الهزيل في المستوى والنتائج التي سجلهما الفريق الوحداوي طوال الدوري والذي رافق الوحداوية منذ بداية الدوري في نوفمبر ٠١٠٢م واستمر حتى نهاية المسابقة في ٩٢يوليو ١١٠٢م دون أي تحسن يذكر لقد كان مؤشراٍ على المصير الذي كان ينتظر الفريق في ختام مشواره بالدوري وهو الهبوط ـ مجدداٍ ـ إلى مصاف فرق الدرجة الثانية لأن الادارة لم تعد لاعبيها كما ينبغي بعد الصعود والعودة لدوري الكبار لأن دوري النخبة يختلف كلياٍ عن اللعب في دوري المظاليم وفشلت كل المحاولات الترقيعية لمن تبقى في النادي من إداريين لم يتجاوز عددهم الرقم »٣« على الرغم من أن قوام أعضاء الادارة المعينة للنادي بلغ »٧٢« فرداٍ بالتمام والكمال.
وهو رقم »قياسي« لإدارة نادي لم يحدث أن تواجد مثل كل ذلك العدد الكبير من الإداريين في أي نادي آخر أو اتحاد في بلادنا!! لكن وآه من لكن.. فقد ذهب كل ذلك الجيش الجرار »مع الريح« حتى أن النادي أو الفريق الكروي علي وجه التحديد اكمل مشواره في الدوري بتواجد إداريين فقط هما: أحمد الشرفي وأحمد البْن ظلا قريبان من لاعبي الفريق ومعهم رئيس النادي/ أمين جمعان المنشغل بمهام منصبه كنائب لأمين العاصمة وامين عام المجلس المحلي بالامانة لكنه حاول بكل جهد ممكن أن يوفر إحتياجات الفريق لكي يتمكن من إكمال مشواره في الدوري إلا أن ذلك لم يكن كافياٍ ليحافظ لاعبو الفريق الوحداوي على البقاء في دوري النخبة بعد أن عجز الفريق عن حصد النقاط المطلوبة ليتجنب شبح السقوط إلى دوري المظاليم.
الفريق الأضعف.. في كل شيء!!
من »٠٢« مباراة لعبها الفريق لم يفز سوى في ثلاث مباريات فقط وتعادل في إثنتين كأقل فرق المسابقة تسجيلاٍ للانتصارات وحتى التعادلات!! ولان الفريق الوحداوي كان الأضعف ـ على الاطلاق ـ بين فرق الدوري الـ»٤١« ثم الـ»١١« فريقاٍ المتبقين بعد قرارات الاتحاد العام لكرة القدم الجريئة و»غير المسبوقة« بتهبيط فريقي: حسان أبين الرشيد تعز إلى دوري الدرجة الثانية بحجة تخلفهما عن اللعب لمباراتين متتاليتين ثم تبعهما الصقر التعزي الذي تم تهبيطه ـ أيضاٍ ـ لنفس الاسباب التي تم بموجبها تهبيط »الرشيد وحسان«!
الوحدة لم يجمع سوى »١١« نقطة جعلته في المركز الاخير في جدول الترتيب إذ لم يتمكن الأزرق الصنعاني من مغادرة هذا الموقع »الاخير« طوال مراحل المسابقة سواء قبل قرار تهبيط الفرق الثلاث ـ الصقر حسان الرشيد ـ وحتى بعد ذلك. وتأكيداٍ على أن الفريق الوحداوي كان الحلقة الأضعف بين كل الفرق الـ»٤١« فحصد لقب الفريق الأضعف هجوماٍ إذ سجل مهاجموه »٠١« اهداف فقط وكذلك نال لقب الفريق الاضعف دفاعاٍ بعد أن تلقى مرماه »٧٢« هدفاٍ العدد الذي لم يتلقاه مرمى أي فريق في الدوري! وامام هذه المعطيات فلا خلاف أو جدال على إستحقاق الفريق الوحداوي الهبوط إلى دوري الدرجة الثانية بل ويمكن القول أنه الوحيد الذي هبط.. عن جدارة وأن نزوله من دوري الدرجة الاولى »شرعي« ٠٠١٪!! بمعنى أنه هو الذي »جابه لنفسه« كما يقول المثل المصري المعروف!! بالنظر إلى أن الثلاثة الذين سبقوه إلى المظاليم كانوا قد هبطوا بقرارات عقابية أي أنهم لم ينزلوا للدرجة الثانية نتيجة لعدم تحقيقهم للنقاط أو النتائج المطلوبة ليتفادوا شبح اللعب في دوري »الحرافيش«! ومازال الأمل قائماٍ وبنسبة كبيرة لحسان والرشيد للبقاء في الأضواء وربما الصقر ـ أيضاٍ ـ بالنظر إلى الحيثيات التي حالت دون حضور كل فريق للمباريات التي كان مقرراٍ أن يلعبوها في المراحل الستة الأخيرة من عمر الدوري!
الهبوط بشرف.. خير من البقاء.. »بقرار«!¿
بعد أن تأكد مصير فريق وحدة صنعاء ومنذ مراحل مبكرة جداٍ من الدوري للنتائج المتواضعة جداٍ التي حققها وجعلته كأول الفرق الهابطة ـ مبكراٍ ـ إلى دوري الدرجة الثانية وهو ما حدث بالفعل للحصاد للهزيل الذي جناه الأزرق الصنعاني فقد كان بالامكان.. أفضل مما كان! ونعني ـ بهذا ـ أن الوحدة وبعد أن كان من ضمن الفرق التي كانت قد رفضت مواصلة اكمال الدوري نظراٍ لكثرة التوقفات وتعدد الاستئناف للمسابقة فقد كان بامكان إدارة الوحدة أن تتمسك بموقفها الرافض مواصلة الدوري مع بقية الاندية السبعة الأخرى الممانعة للاستمرار في اكمال مبارياتها في الدوري إلا أن الوحداويين وقعوا في فخ الموافقة على اللعب لما تبقى من الدوري وهي اندية الصقر الرشيد الاهلي من تعز والاهلي وشعب صنعاء واهلي صنعاء واتحاد إب ولو أن الوحدة استمر في التمسك بالرفض إلى جانب نادي الصقر الذي كان الوحيد الذي اصر على عدم اكمال الدوري لربما كان أشرف لوحدة صنعاء أن يهبط سوهو الهابط اصلاٍ« لسوء نتائجه! بقرار من الاتحاد ليكون هبوطه »عقابياٍ« أفضل له من أن يهبط لتذيله مؤخرة ترتيب الفرق ولو كان الوحدة قد سلك نفس الطريق الذي سار عليه الصقر في رفض اللعب بقية الدوري لكان في موقف أفضل بكثير مما هو عليه الآن.! بمعنى أن الهبوط بقرار من الاتحاد كان أقل سوءاٍ من السقوط للدرجة الثانية من كون الفريق الأضعف في الدوري وهو أمر طبيعي لبقاء الفريق الوحداوي في المركز الاخير منذ البداية واجمالاٍ.. كان الهبوط » بشرف« افضل بكثير من »تسول« قرار مخالف للائحة ليبقى في دوري الدرجة الاولى بمبررات غير منطقية ولا تستند إلى أي اسباب مقنعة أو مقبولة.
مجلس التنسيق لاندية الامانة يطالب بالغاء هبوط الوحدة
لم أجد أي سبب مقبول أو منطقي لذلك الطلب الذي جاء على لسان الاخ محمد رزق الصرمي نائب رئيس مجلس تنسيق اندية العاصمة في التصريح الذي ادلى به للزميلة »الرياضة« في عددها الصادر بتاريخ ٠٣/شعبان الموافق 23/يوليو ١١٠٢م والذي قال فيه الصرمي أن أندية صنعاء قد تقدمت بمذكرة »رسمية« إلى الاتحاد العام لكرة القدم عبر رئيس الاتحاد أحمد صالح العيسي طالبت فيه بعدم تهبيط فريق وحدة صنعاء إلى الدرجة الثانية!! ويضيف الصرمي في تصريحه المذكور: أن اندية الامانة قامت بعد الاجتماع الذي عقدته مع مجلس تنسيق اندية أمانة العاصمة بالتوقيع على عدم تهبيط فريق وحدة صنعاء!
ويمضي الصرمي في معرض توضيحه أو تبريره للاسباب التي جعلت المجلس يتقدم بذلك الطلب بالقول: »لكون الوحدة شارك في الدوري »يقصد اكمل الدوري« حتى نهايته.. دون إنقطاع وذلك حرصاٍ منه »الوحدة« على الظروف الحساسة التي تمر بها بلادنا في ظل الاوضاع الراهنة.. وكونه »يواصل الصرمي« الفريق الذي لم يتم تهبيطه بقرار ولم يعرقل مسيرة الدوري وشارك في الدوري رغم ظروفه الصعبة »أي وحدة صنعاء«!! إنتهى كلام نائب رئيس مجلس تنسيق اندية الامانة.
طلب عجيب!!
حقيقة ان ما جاء على لسان الصرمي ليس له أي معايير واقعية بل أن من المستحيل أن يقبل به أي متابع عادي ناهيك عن أهل الشأن وطلب مجلس أندية الامانة التنسيقي الداعي بعدم تهبيط نادي الوحدة إلى الدرجة الثانية لا يستند إلى أي منطق!! اما فقط لكون الفريق الوحداوي قد قبل مواصلة اللعب في ما تبقى من الدوري فإن هذا المبرر ليس كافياٍ لكي يتم إلغاء هبوطه المستحق للدرجة الثانية فالوحدة مثله مثل أي فريق آخر.. هو ملزم بأن يخوض كل المباريات المحددة له في جدول الدوري وبالتالي فإن مشاركته في جميع المباريات مهما كانت ظروفه تعتبر إلزامية ولا يمكن اعفاء الوحدة أو غيره من الهبوط!! فقط لأنه واصل خوض الدوري حتى نهايته ومثل هذا المبرر لاعفاء الوحدة الهابط باستحقاق لكونه احتل المركز الاخير في جدول الدوري ليس له أي قوة دفع لكي يلغى الاتحاد العام للعبة هبوط الفريق الوحداوي أو غيره فالفريق عجز عن تفادي ذلك لتعثره في تحقيق النتائج المطلوبة ليتجنب الهبوط نظراٍ للفشل الذريع الذي رافقه طوال المسابقة ما لم يحقق الفوز إلا في ثلاث مباريات وتعادل في مباراتين وتجرع الهزيمة في »٥١« مباراة بالتمام والكمال وبالطبع فقد كان الهبوط ـ متوقعاٍ ـ لأن الفريق الوحداوي ولاعبيه ظلوا يصارعون »وحيدين« للنجاة من شبح السقوط لكنهم فشلوا بسبب ذلك الخلل الإداري المخيف داخل ناديهم! وعلى ذلك وغيره فإن من يتبنى الطلب باعفاء وحدة صنعاء »لوحده« فقط من الهبوط إنما يحاول تجاوز ما ورد في اللائحة العامة للمسابقات المعتمدة من قبل كل الاندية المنضوية في عضوية الاتحاد العام لكرة القدم! وبالتالي فمن غير الوارد ـ مطلقاٍ ـ أن يقدم الاتحاد على تلبية مثل هذا الطلب المخالف تماماٍ للائحة! بل أن موافقة الاتحاد على إبقاء الفريق الوحداوي في الدرجة الاولى سيكون إختراقاٍ صارخاٍ لبنود لائحة الموسم الكروي وستفتح مثل هذه الموافقة »على ابقاء الوحدة« ابواب جهنم على الاتحاد العام لكرة القدم الذي كان قد طبق اللائحة بحذافيرها عندما اتخذ قراراته الجريئة جداٍ وغير المسبوقة حين أقر تهبيط الاندية الثلاثة الرشيد حسان ثم الصقر وقد لاقت قراراته القبول » شبه التام« من أغلب المهتمين بالشأن الكروي بل وحتى من إداريي من تلك الاندية.
لماذا وحدة صنعاء.. فقط¿¿
بالعودة إلى ما جاء في نص التصريح الذي ادلى به الاخ محمد الصرمي المشار اليه لم افهم الجملة التي أوردها بقوله:»وأن اندية الامانة قامت بعد الاجتماع الذي عقدته مع مجلس تنسيق اندية امانة العاصمة بالتوقيع على عدم تهبيط فريق وحدة صنعاء كونه…..الخ«! فالعبارة ملبدة بالغموض الشديد فمن هي »اندية الامانة.. التي قامت بعد الاجتماع مع مجلس تنسيق اندية امانة العاصمة«¿¿ وبافتراض أن المجلس تنضوي في عضويته كل اندية العاصمة فهل كان قرار المجلس توجيه المذكرة للاتحاد العام لكرة القدم.. بالاجماع أي بموافقة ممثلي الاندية السبعة أم أن الأمر اقتصر على مندوبي الاندية الاربعة في الدرجة الاولى¿ علماٍ أن نادي العروبة لم يكن من الاندية التي وقعت على قرار الرفض باستكمال الدوري إذ كان من ضمن الموقعين على ذلك القرار الموجه للاتحاد من الاندية الثمانية »الرافضة« ثلاثة من اندية العاصمة هي »اهلي صنعاء شعب صنعاء وحدة صنعاء«! وهو ما يؤكد غياب العروبة عن مساندة توجه الرافضين حينها مواصلة الدوري فهل كان نادي العروبة من ضمن الموافقين على المذكرة المرسلة من مجلس التنسيق لاتحاد الكرة بشأن مطالبة أندية الامانة باعفاء وحدة صنعاء من الهبوط هذا الموسم!! وإذا كانت المذكرة تلك قد حظيت بموافقة كل اعضاء مجلس تنسيق اندية الامانة في الطلب من الاتحاد بعدم تهبيط وحدة صنعاء¿ فلماذا اقتصر الطلب »العاصمي« على اعفاء الوحدة من الهبوط فقط¿ ولماذا تجاهل المجلس أن يطالب الاتحاد بالغاء الهبوط »كلياٍ« أي بقاء الثلاثة الاندية »الصقر حسان الرشيد« ومعهم وحدة صنعاء في الدرجة الاولى للموسم المقبل نظراٍ لما مر به فريقا حسان والرشيد من صعوبات وعوائق تسببت في تعذر مواصلة الفريقين »الرشيد وحسان« لمبارياتهما حتى تلك التي كانت مقررة في ابين أو تعز!! ولا نعتقد أن تنسيقي الامانة قد فات عليه كل ما مر بالرشيد وحسان من ظروف »قاهرة« مادية أو حتى أمنية حالت دون أن يتمكنا من مواصلة مشوارهما في الدوري!! وكان على المجلس التنسيقي »أدبياٍ« السعي لرفع الضيم »الظلم« الذي لحق بالناديين المغلوبين على أمريهما »حسان أبين ورشيد تعز« لأن ما تعرضا له من ظروف كانت أشد وطأة من تلك التي عانى منها وحدة صنعاء أما عن تغاضي المجلس عن ما حدث لصقر الحالمة.. فالمؤكد أن للأخير »مخالبه« القادرة على المقارعة.. لكي يستعيد الصقور.. ما يعتقدونه بـ»الحق« الذي أنتزع منهم أو عليهم.. دون وجه »حق« بما لديهم من الأدوات أو الأوراق الكفيلة باسترداد ما يعتبرون أنه قد أخذ »عنوة«!!..<