قصة قصيرة
ابتسام القاسمي
ســـــوق الحصـــــبة
> لكِمِ هي الحياة شاقة.. ذهاب وإياب مواصلات عامة مصاريف لا انتهاء لها!! ضجيج من كل جانب..
علام العجلة¿.. لا زالت بعيدة عن سوق الحصبة ولا أدري لم يصر سائقو الباصات على تفريغها من الركاب في وسط السوق إن مشي الفتيات فيه من وسائل العقاب المجدية أوباش من الناس يزفون كل بنت حتى يستحيل عليها التنفس.. بصراحة أنهكتني محاولاتي إقناع أهلي بمغادرة هذا المنزل الذي لا نجد له طريقاٍ إلا عبر هذا السوق.
- على جنب ينزل من الباص عجوز أعرج وإذا بسائق الباص يرميه بالشتائم..
لو ما معك عشرين ريال إمشي رجل أنا مش سواق عند أبوك!!
يهدئه بعض الركاب ويدفعون له »عشرينات« ليصمت..
تابع الباص مسيره وتناقص الركاب حتى بقيت فيه وحدي أو ظننت ذلك..
- أوووف.. وصلنا لوسط السوق ولا بد لي من النزول أخيراٍ.. سلمته ورقة نقدية فئة »500« ريال صرخ في وجهي ببذاءة..
ما في صرف.. قلبت حقيبتي رأساٍ على عقب ولم أجد سوى ورقة أخرى فئة »1000« ريال افتتحت من حنجرته عدة ميكرفونات وقام من في السوق بدور الأصداء لها.
بائع البرتقال.. هن هكذا يعجبهن يسامحوهن أصحاب الباصات.
بائع التمر: ما دام هي »مبونة« مش ضروري تراعي للباقي!!
بائع البهارات حاذقات دايماٍ بتسامحوهن..
بائع الـ…. أنتوا اللي عودتوهن على الغْنج!!
بائع الـ…!!
نزلت من الباص بسرعة واستجديته الانتظار حتى أصرفها أخيراٍ وافق بائع اليوسفي على هذا أعطاني 200 ثم 200 ثم استوقفني وكأنه يريد عد نبضات قلبي 10 20 30… التفت وإذا بصاحب الباص يرمي لي نقودي بسخرية وبنظرة لؤم تحول إلى الجهة الأخرى حاسب عليك هذا!! إنه الشاب الذي كان قابعاٍ في المقعد الخلفي لم أنتبه لوجوده معنا في تلك اللحظة!! اتجهت إليه بشكري وناولته الـ»عشرين« لكنه ْ رفضها مصاحباٍ رفضه بابتسامة.. أمام تصفير بائعي الـ.. الـ.. والـ..
أردت الاختباء من الموقف اتجهت نحو مركز اتصالات لكنه سبقني اليه.. خشيت من أن يظنني ألحق به فواصلت طريقي إلى (الفرزة) وأنا أسأل نفسي: لماذا حاسب علي¿! لعله جار لي ولا أعرفه¿! لقد أحس بإحراجي من هكذا موقف¿!
لا بل لعله عربون صداقة¿! أو بالأصح (طْعم).. أردت ركوب الباص الذي سيوصلني إلى خط المطار لكنني فوجئت به يسبقني إليه! فرحت كثيراٍ.. سأحاسب أنا هذه المرة وأرد الجميل سريعاٍ..لا.. لقد خشيت أن يلحق بي ويعرف منزلنا تأخرتْ قليلاٍ.. قلت في نفسي بغرور »سيلحق« التفتْ إلى الوراء فلم أجد له أثراٍ بعدما غادر ذلك الباص!!
كانت المرة الوحيدة التي أصادف فيها شاباٍ محترما في سوق الحصبة..
صرتْ أحافظ على موعد عودتي للمنزل يومياٍ وأتأمل في وجوه »سوق الحصبة« علي أجده ساءني قرار أهلي بمغادرة الحي إلى »حدة«
سأذهب لتوديع سوق الحصبة عله يبلغ ذاك الشاب تحياتي!!<
قصة قصيرة
التصنيفات: ثقافــة