إهمال الدوام في رمضان
> مشكلة تتكرر كل عام خاصة في شهر رمضان حيث يتكاسل كثير من الموظفين عن الايفاء بالدوام الرسمي سواء تركه بالكلية أو حضور جزء منه قد لا يسستحق الذكر في كثير من الأحيان..
تتفاقم المشكلة ويكون أثرها بالغاٍ حينما يتعلق الدوام بالجهات الخدمية التي لا غنى للمواطن عنها فحين تتعلق المعاملة بالجانب الصحي للمواطن كحالة إسعاف طارئة مثلاٍ تكون المشكلة هنا أكبر..
يؤكد الأخ عبدالله الأثوري »رب أسرة« أنه حريص أشد الحرص على أن يجنب نفسه مشاق المعاملات في رمضان ولو كان ذلك سبباٍ لتأخر معاملته لأشهر قادمة يقول »الأثوري«: سبق لي وأن عاملت خلال شهر رمضان في إحدى المكاتب الحكومية وفعلاٍ ذقت الأمرين خلال تلك الأيام فالحصول على توقيع واحد بصعوبة بالغة يتبعه انتظار طويل قد يستمر لأيام من أجل الحصول على التوقيع الثاني وذلك ضمن سلسلة من التوقيعات المتتالية..
وهناك حقيقة يعلمها الجميع وهي أن المعاملات – عموماٍ – شاقة في غير رمضان فكيف ستكون في رمضان والدوام يعاني من يعانيه من الإهمال والغياب..
إضافة إلى ذلك فإني أتجنب المعاملات في رمضان بسبب سوء المعاملة التي يحتمل أن ألاقيها من الموظفين القائمين على تلك المعاملات فلا يكاد الناس يجدون اللباقة في المعاملة في غير رمضان.. فما بالنا في رمضان حيث يفقد الكثير صبرهم سواء من الموظفين أو المترددين عليهم.. ولذلك لا أحبذ أبداٍ التردد على المكاتب الحكومية خلال رمضان باستثناء الحالات الهامة التي لا تحتمل التأخير..
حقيقة هامة نعيشها كل يوم في المرافق الحكومية وهي التلاعب بالدوام..
وليس عبدالله إلا حالة من الحالات المتأثرة من ذلك.. والخسائر التي يتكبدها الناس ذهاباٍ وإياباٍ إلى تلك المكاتب سواء الخسائر المادية أو في الوقت يطول ذكرها ولكن ينبغي لكل من يكون إهماله للدوام سبباٍ في تعرض الناس للخسائر أن يسعى جاهداٍ في المحافظة على دوامه وليحتسب ذلك عند الله تعالى..
ولقد ورد في الأثر النبوي ما معناه: لأن أمضي مع أخي في حاجته حتى يقضيها الله تعالى أحب إلي من أن اعتكف في مسجدي هذا شهراٍ..
ولذلك قد ينال الموظف الحريص على دوامه وإنجاز معاملات الناس ولو كان في ذلك جهد ومشقه فإن لا شك أن أحتسب يتحصل على الأجر الجزيل والثواب من الله تعالى ما لم يكن في ذلك المعاملات غش أو خداع أو سحت يأكله..
نسأل لنا ولجميع المسلمين أن يبارك لنا في رمضان وأن يلهمنا رشدنا وأن يرزقنا أن نعين بعضنا على الخير وأن يهون على إخواننا الدوام في هذا الشهر الكريم وأن يصلح شأننا ويلم شملنا ويوحد صفنا وأن يجمع فرقتنا ويآخي بيننا وأن يبلغ خير ليلة القدر.. إنه ولي ذلك والقادر عليه وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين..<
بشير سعيد
إهمال الدوام في رمضان
التصنيفات: نبض الشارع