سير وعبر
إعداد: إلهام سيف الدين
” أبى بن عب “
شهد العقبة وبدر وبلغ في المسلمين الأوائل منزلة رفيعة
> من كلماته العظيمة : ” لقد كنا مع رسول الله ووجوهنا واحدة فلما فارقنا اختلفت وجوهنا يمينا وشمالا”0
كان ” أبى بن كعب ” يبكى من كثرة ورعه وتقواه كلما سمع ذكر الله واليوم الآخر0
التاريخ الإنسانى بطوله وعرضه لم يشهد ما شهدته تلك الحقبة من تاريخ الإسلام ورجاله السابقين الذين عقدوا عزمهم ونواياهم للتضحية والبذل كما شهد فى أولئك الرجال الذين كانوا حول الرسول ” عليه الصلاة والسلام “0
ومن كتاب (( رجال حول الرسول )) للكاتب الإسلامى “خالد محمد خالد ” نتناول حياة هؤلاء العظام أصحاب الرسول0
أبى بن كعب
هو أنصارى من الخزرج شهد العقبة وبدرا وبقية المشاهد 0 وبلغ فى المسلمين الأوائل منزلة رفيعة ومكانا عاليا حتى لقد قال عنه أمير المؤمنين ” عمر بن الخطاب ” رضى الله عنه : ” أبى سيد المسلمين ” 0
منزلة أبى بن كعب
سأله رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم :
يا أبا المنذر 00 أي آية من كتاب الله أعظم ¿
فأجاب قائلا : ” الله ورسوله أعلم “0
وأعاد النبى عليه السؤال : فأجاب أبى :
” الله لا إله إلا هو الحى القيوم ” 0
فظهرت الفرحة على وجه الرسول وقال له :
” ليهنك العلم أبا المنذر ” أى يهنئه بعلمه 0
إن ” أبا المنذر ” الذى هنأه الرسول بما أنعم الله عليه من علم هو الصحابى الجليل ” أبى بن كعب ” 0
لقد كان ” أبى بن كعب ” فى مقدمة الذين يكتبون الوحى ويكتبون الرسائل 00 وكان فى حفظه القرآن الكريم وترتيله إياه وفهمه آياته من المتفوقين0
قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما :
” يا أبى بن كعب ” إنى أمرت أن أعرض عليك القرآن” وأبى يعلم إن رسول الله أينما يتلقى أوامره من الوحى0
سأل الرسول فى نشوة غامرة : ” يا رسول الله – بأبى أنت وأمى – هل ذكرت لك باسمى ” 0
فأجاب الرسول : ” نعم باسمك ونسبك فى الملأ الأعلى” 0
إن مسلما يبلغ من قلب النبى هذه المنزلة هو مسلم عظيم0
وطوال سنوات الصحبة ” وأبى بن كعب ” قريب من رسول الله ينهل من علمه ودينه0
وبعد انتقال النبى صلى الله عليه وسلم إلى الرفيق الأعلى ظل ” أبى ” على عهده فى عبادته وفى قوة دينه وخلقه0
كان دائما نذيرا فى قومه يذكرهم بأيام الرسول صلى الله عليه وسلم وما كانوا عليه من عهد وسلول وزهد0
ومن كلماته العظيمة التى كان يهتف بها فى أصحابه:
” لقد كنا مع رسول الله ووجوهنا واحدة º فلما فارقنا اختلفت وجوهنا يمينا وشمالا “0
لقد ظل متمسكا بالتقوى ومعتصما بالزهد فلم تستطع الدنيا أن تفتنه أو تخدعه0
الورع والتقوى
كان ” أبى بن كعب ” على كثرة ورعه وتقواه يبكى كلما سمع ذكر الله واليوم الآخر0
وكانت آيات القرآن الكريم وهو يرتلها أو يسمعها تهزه وتهز كل كيانه0
كان يسأل الله العافية دوما ولقد أدركها بفضل الله ونعمه ولقى ربه مؤمنا وآمنا ومثابا..<
سير وعبر
التصنيفات: نور على نور