بعد أن استخدمتهم بعض الأحزاب وقوداٍ للأزمات
هل آن للشباب إدراك حجم المخاطر التي تحاك ضد الوطن¿!
> إنهم ربيع الأمة الدائم وكنوز الأوطان المخبوءة لأيام القحط وسيوفها المشرعة في وجه أعدائها المتربصين وأياديها القوية في البناء والتنمية كيف لا وهم القوة الجبارة المحركة لقاطرة التغيير والبذور التي تستخرج منها ثمرات الغد المشرق.. الشباب نصف الحاضر وكل المستقبل بهم تتحدد هويته.. لكن هل أدركوا بعد كل ما حصل وكل ما يمر به الوطن اليمني من ظروف معقدة تجعله على مفترق طرق حجم المؤامرة التي تحاك تجاه وطننا الغالي¿! وهل أدركوا أن ما حدث هو استهداف لكيان الدولة اليمنية لإزالتها من الخارطة¿ فماذا نريد من الشباب¿ وما تأثير الثقافات السلبية التي تجعل منهم وقوداٍ لأزماتها¿ وماذا عن الواقع التعليمي والسياسي والسكاني والاجتماعي للشباب اليمني.. التفاصيل في السياق الآتي:
تحقيق/عبده حسين
يؤكد الدكتور يحيى علي الصرابي على أن الشباب هم القوة الجبارة المحركة لقاطرة التغيير والبذور التي تستزرع منها ثمرات الغد المشرق حيث تؤول إليهم مقاليد الأمور وقيادة أوطانهم وشعوبهم الأمر الذي يستوجب القول أن بالشباب ومن خلالهم تتحدد هوية المستقبل ومكانة أوطانهم ودرجة رقيها واستقرارها وحصانتها وقوتها الاقتصادية والاجتماعية والأمنية على المستويين الوطني والدولي.
مشيراٍ إلى ان عملية بناء الوطن تبقى مرهونة بالحفاظ على وحدته الوطنية ووصول الأخيار للسلطة الذين ولاؤهم الأكبر للوطن بعد الولاء لله وهمهم الوحيد هو الوطن وكل ابنائه على اختلاف انتماءاتهم الفرعية مهما كانت نوعيتها أو شكلها.
لافتاٍ إلى أن تعامل البعض مع كل ما يعتمل بالوطن برؤية غير وطنية واستغلالها من منظور المصالح الضيقة ولد أنماطاٍ من الثقافات السلبية التي شحنت الشباب بنزعات من الحقد والكراهية والعداء ضد بعضهم البعض على أساس من الانتماءات الضيقة والولاءات غير الوطنية ويمكننا أن نجد في الإطار العام في المسيرات والتحشدات الشبابية المتناقضة التي نشاهدها في الساحات حالة بسيطة من الانقسام والفرز الذي يصنفه البعض إلى فريقين مؤيد ومعارض للنظام السياسي لكن في حقيقة الأمر فإننا نجد داخل هذا النوع من الفرز حالة غير مسبوقة وغير متعهدة من التشطير في الوسط الشبابي إلى أكثر من انتماء عضوي وفئوي ضيق بعضه مرتبط بحسابات واستحقاقات ماضوية والبعض الآخر متصل بمشاريع مستقبلية متناقضة وجميعها تؤكد بوضوح إلى أي مدى نجحت العصبية الحزبية المذهبية والقبلية والجهوية والفئوية في رسم الخارطة السياسية للشباب ووضع الحواجز والحدود الفاصلة بين بعضها البعض عبر الاستثمار السلبي لحقيقة التنوع الديمقراطي الطبيعي سواءٍ الفكري والثقافي أو الاجتماعي والسياسي أو المذهبي والحزبي بتمزيق هذا النسيج الشبابي الحيوي وتجييشه واستخدامه كشعار وغطاء للمطالبة بتغيير النظام أو ما يسمى بالثورة الشبابية.
مبيناٍ أن الحقيقة تؤكد استخدام الشباب وقوداٍ لأزمات وطنية تصنعها بعض النخب السياسية والاجتماعية التي ظلت على الدوام معزولة عن هذا القطاع الاجتماعي وعاجزة عن استغلال طاقاته الخلاقة في مشروعات وطنية تنموية وإخراج البلد اليمني الغالي من مشاكله وأزماته المزمنة وهذا العجز المولد لحالة التشظي في القطاع الشبابي مرده إلى الاستخدام والاستغلال الخاطئ للشباب في تنفيذ أجندة سياسية وحزبية على حساب واجبهم الوطني والأخلاقي والديني الذي يحتم عليهم استثمار الحريات والتنوع الديمقراطي في تعزيز وحدة ولحمة الشباب واستخدامهم كعناصر وحدة وتوحد وقوة لهذا الوطن.
منوهاٍ إلى أنه حين تستغل عفوية الشباب وثوريتهم وقصور وعيهم وحين توظف تطلعاتهم المشروعة لخدمة أجندة حزبية أو عصبية يضعف الانتماء والولاء الوطني ويفقد أهميته وأولويته عند الشباب ويغدو من اليسير تسليحهم بفكر ضال ومضل وتسخيرهم معاول للهدم وأدوات للقهر ضد بعضهم البعض وضد وطنهم وشعبهم العظيم بتاريخه وحضارته العريقة الضاربة في القدم..<
إدماج
فيما يطالب الدكتور محمد عبدالله الحاوري كافة الشرائح المجتمعية الاستماع من الشباب بلا شروط مسبقة ولا محاذير مسبقة في حوار لا سقف له نسمع من أبنائنا ونستمع لهم.. وهذه قضية كبرى لأننا حين نجمع الشباب لأي مسؤول ليستمع منهم يتحدث المسؤول تسعة أعشار الوقت ثم نترك عشر الوقت للأسئلة ويستمع لسؤال أو سؤالين وينتهي الوقت فهو لم يستمع منهم وإنما سمعوا منه.. وليس المقصود أن نتحدث بدلا عنهم هذا إذا كنا جادين في الاستماع منهم أيضاٍ الثقة في جهلنا بقدرات الشباب وهذا أمر مهم في بناء وطنية الشباب وأعني الثقة فيهم وتقدير مجهوداتهم.. كما يجب علينا أن نرفع أيدينا من الوصايا على الشباب وأن نتركهم يعيشون حياتهم دون أن نفرض عليهم رؤيتنا ورؤانا فهم غيرنا حرام علينا أن نعيش حياتهم وأن نرى أنفسنا بديلاٍ عنهم لأن هذا ظلم وإجحاف كبير في حقهم..
لافتاٍ إلى ضرورة إحياء مشاعر الجسد الواحد والانتصار لكل مظلوم.. وبناء مواطنة السفينة الواحدة.. وتأكيد معاني البنيان المتشابك.. وتجذير معاني الاخوة باعتبار أبناء اليمن إخوة فلا نفرط في هذه الأخوة..
داعياٍ إلى إدماج الشباب في العملية السياسية كصناع وليس كأصوات والتواصل معهم عن طريق اللقاء المباشر والانترنت وابتكار طرق للتواصل معهم وإجراء حوارات مفتوحة طويلة في المجالس والمنتديات كون التحرك السياسي الموجود الآن للشباب فرصة كبرى لتطوير الديمقراطية وتطوير الوعي السياسي وتنمية الشخصية اليمنية سياسياٍ وبناء يمن يتقبل فيه كل أبنائه بعضهم بعضا إنها فرصة تاريخية ربما لم تتح لليمن منذ زمن ثورتي سبتمبر وأكتوبر أن يندفع الشباب بهذا الحماس.
مبادرون
كما يشدد الأستاذ الدكتور ميسر محمد الفقيه على أن الشباب كنوز الوطن المخبوءة لأيام القحط وسيوفه المشرعة في وجه اعدائه المتربصين ويده القوية في البناء والتنمية.. إنهم يمثلون الفئة الأكثر وجوداٍ وهم القوة الكامنة التي لا بد من استغلالها وتوظيفها والاستفادة منها وهناك أهمية متعاظمة لإعطاء الشباب دوراٍ هاماٍ في عملية التنمية الوطنية الشاملة وتشجيعهم في المشاركة السياسية وانصافهم وأن يكونوا هم المبادرون في عملية التغيير الإيجابي انطلاقاٍ من رؤية الحكماء القائلين بأننا نريد شباباٍ قادراٍ على التفكير والتحليل والإبداع والتميز ومدركاٍ لحقوقه وواجباته تجاه وطنه وأمنه حريصاٍ على المشاركة في مختلف مراحل العمل والبناء وإظهار قدرته على المنافسة والتفوق..
داعياٍ الشباب الذين لم يدركوا حجم المؤامرة على اليمن أن يشغلوا عقولهم ويعودوا إلى جادة الصواب ولا يجوز أن يكونوا أدوات بأيدي شياطين الإنس الذين تجردوا من الدين والأخلاق وعليهم أن يدركوا أن ما حدث هو استهداف لكيان الدولة اليمنية ومحاولة لإزالتها من خارطة العلاقات الدولية محذراٍ إياهم من السير في هذا المخطط الإجرامي الإرهابي كما أن عليهم المحافظة على وحدة الوطن وأمنه واستقراره وأن يكونوا أدوات بناء وتعمير لليمن لا أدوات هدم وتهديد للأمن والاستقرار والتنمية.<
واقع أفضل
يؤكد الأستاذ علي دهاق – رئيس وحدة متابعة وتقيم خطط التنمية بوزارة التخطيط والتعاون الدولي على أن واقع الشباب اليوم أفضل بكثير من واقعه خلال العقود الماضية نظراٍ للتطورات التي مرت بها اليمن خلال مسيرتها التنموية على مدار العقود الثلاثة الماضية التي من أبرز ملامحها تزايد فرص الشباب في الحصول على الفرص التعليمية والصحية والثقافية والرياضية فضلاٍ عن تزايد دوره في الجوانب الاقتصادية والسياسية والتي تمكنه من تعزيز دوره في المجتمع اليمني ومن ثم جعله عنصراٍ فاعلاٍ ومساهماٍ في الحراك التنموي في البلاد.
مشيراٍ إلى أنه كان للشباب دور هام وملموس في التطورات والتغيرات السياسية التي شهدها اليمن حيث حظيت فئة الشباب بمزيد من الاهتمام ضمن أولويات وخطط واتجاهات الأحزاب والقوى السياسية المختلفة نظراٍ لأهمية هذه الشريحة في المجتمع كونها تمثل الفئة النشطة داخل التكوينات الحزبية سواءٍ في الفترات العادية أو فترات الذروة في العمل الحزبي والتي تتمثل في مواسم الانتخابات إضافة إلى مرحلة التأسيس والتكوين الحزبي وعلى الرغم من ذلك إلا أن المتتبع للبرامج السياسية والانتخابية للأحزاب يلاحظ قصور النظرة السياسية والحزبية تجاه الشباب حيث تتقلب الرؤى والتوجيهات الحزبية ورؤيتها لتنمية وتطوير الدور الشبابي من مرحلة انتخابية إلى أخرى الأمر الذي يشير إلى أن التنمية السياسية للشباب في اليمن تحتل مرتبة ثانوية في اهتمامات الأحزاب والقوى السياسية المختلفة كما يلاحظ أن الرؤى والتوجهات والبرامج الحزبية اقتصرت في ما يخص قضايا الشباب على مواضيع التنشئة الرياضية ولوازمها..
منوهاٍ إلى أن الواقع التعليمي للشباب يواجه العديد من المشكلات والتحديات والمعوقات التي تعترض طريقه وبالتالي جعل الشباب عنصراٍ فاعلاٍ في المجتمع يساهم في إحداث التنمية المنشودة بأبعادها المختلفة السياسية والاقتصادية ومهاراتهم المختلفة وتشكل مخرجات النظام التعليمي بمراحله المختلفة أحد مدخلات سوق العمل مع اختلاف مستوى مهاراتهم حيث يتوقع أن يتضاعف العدد السنوي للخريجين من مرحلة التعليم الثانوي وأن يصل العدد الجامعي إلى حوالي ثلاثة أضعاف العدد في عام 2030م مقارنة بعام 2007م مما يعني تزايد الضغوط لتوليد فرص عمل جديدة للخريجين في السوق المحلية وفي السوق الإقليمية إلا أن الخريجين الحاصلين على تأهيل مهني أو تعليم جامعي يشكلون فقط 25٪ من إجمالي الداخلين الجدد إلى سوق العمل.
مشدداٍ على أن تدني مستوى الدخل للأسر في اليمن يؤدي إلى خروج الشباب من التعليم والتحاقهم بسوق العمل بمهارات متدنية ومن ثم تدني مستوى دخولهم ومعيشتهم من جديد وهدر الوقت في ممارسات ضارة كالقات والتدخين وصعوبة الحصول على القروض الميسرة وضعف مضامين المناهج والبرامج التنموية التي تستهدف المراهقين والشباب وغياب التوجيه المهني في التعليم النظامي وتدني الوعي بأهمية الرياضة وضعف مستوى المشاركة السياسية للشباب وقصور الرؤى والتوجهات والبرامج السياسية للأحزاب المختلفة وغيرها من أبرز التحديات التي تواجه الشباب.
موضحاٍ أن خريجي الجامعات والمعاهد الفنية والتقنية يواجهون صعوبة في إيجاد فرص العمل منها ما يعود إلى ضعف برامج التأهيل والتدريب التي يحصلون عليها أو إلى تراجع فرص التوظيف في القطاع العام أو الخاص وتبرز قضية أساسية تتمثل في ضرورة مراجعة المناهج التعليمية والتدريسية وتطويرها حتى تستوعب تعليم مهارات اللغة الأجنبية والحاسوب والآلات والمعدات والمهارات الأخرى المطلوبة في سوق العمل.
استراتيجية
هذا وقد تبنت الاستراتيجية الوطنية للطفولة والشباب 2006 – 2015م في إطار خطة العمل الوطنية للشباب 15 – 25 سنة عدة أهداف منها إعداد وتنفيذ خطة وطنية تستهدف قضايا الحمل المبكر والمباعدة بين الولادات وتقليص المخاطر على الصحة الإنجابية وتعزيز شعور الشباب بهويتهم الوطنية والانتماء وتشجيع مشاركتهم في شتى مناحي الحياة العامة وتطوير وتنفيذ خطة لتوسيع مرافق تسلية الشباب وخيارات قضاء أوقات فراغهم وإعداد وتنفيذ خطة العمل الوطنية لتشغيل الشباب وخلق آليات جديدة لتأمين تعاون وتنسيق أكثر فعالية بين كافة الجهات المعنية بتنمية الأطفال والشباب بما في ذلك الجهات الحكومية والمجتمع المدني والقطاع الخاص وشباب اليمن.<
يوم عالمي
ويحتفل العالم في 12 أغسطس من كل عام باليوم العالمي للشباب والذي يصادف بعد غدُ الجمعة تعبيراٍ عن الاهتمام بنصف الحاضر وكل المستقبل ولأجل إدماجهم في المجتمع كصناع وليس كأصوات وبناء مواطنة السفينة الواحدة.
قرن الشبيبة
إن القرن العشرين هو قرن الشبيبة وبحلول 2020م سيكون هناك نحو 55 إلى 60٪ من مجموع سكان شمال أفريقيا والشرق الأوسط دون سن الخامسة والعشرين وتمثل هذه النسبة 250 مليون نسمة من الشباب وحتى نحقق التوافق الدائم بين المبادئ العالمية للديمقراطية وبين حقوق الفرد يجب أن ننجح في اعتناق مبادئ ومْثل وخبرة الشباب وإلا فإن الجهود الحالية للنهوض بالديمقراطية وحقوق الانسان يمكن أن تبوء بالفشل في النهاية.
سبل كفيلة
وعن السبل الكفيلة بتغيير العالم على يد الشباب أصدرت منظمة »تايكنغ إت قلوبال« دليلك للعمل الفعال خطوات بسيطة على طريق التغيير كأصوات ترتفع في وجه الظلم وكأشخاص يشيعون التوعية حول الشؤون البيئية والاجتماعية وكمقدمين في المؤتمرات والمنتديات ولقاءات القمة.. كمدربين ومرشدين ومربين وفنانين وموسيقيين وممثلين ومنظمي عرائض وحملات وحركات احتجاجية.. كمتعهدين يخوضون غمار الأعمال ويخلقون فرص عمل.. كمتطوعين وجامعي أموال للأعمال الخيرية.. وكمستهلكين واعين ومستخدمين للمصادر الطبيعية يتحلون بالمسؤولية.
ربيع دائم
ويمثل الشباب في كل العصور والدول ربيع الأمة الدائم وأداتها الحقيقية والفعالة في تحقيق البناء والتطور في المجتمعات نظراٍ لاستعدادهم للتغير والتطوير الذي تشهده المجتمعات المختلفة فهم نصف الحاضر وكل المستقبل وبالتالي فإن مسؤولية تنميتهم وتطوير قدراتهم وإبداعاتهم ومهاراتهم المختلفة وحل الإشكاليات والتحديات التي تواجههم وتعيق تطورهم مسؤولية كبيرة تحتاج إلى الكثير من الجهد والتحليل والتقويم وبالشكل الذي يعود بالفائدة ليس على الشباب وحدهم وإنما على المجتمع بأكمله وبجوانبه المختلفة.
إحصائيات
وتمثل فئة الشباب (15 – 24) سنة جزءاٍ مهماٍ من إجمالي القوى البشرية في اليمن حيث بلغت نسبتهم في عام 2004م حوالي 42.3٪ من إجمالي السكان في سن العمل منهم 21.7٪ من الذكور و20.6٪ من الإناث ويشكل الاطفال والشباب 76٪ من اجمالي السكان كما أن 53٪ من الفقراء هم دون سن الخامسة والعشرين وترتفع نسبة انتشار الفقر بين الأطفال بزيادة 21.1٪ عن النسبة بين الكبار.
تعقيد
وبسبب الأزمة السياسية الراهنة والمفتعلة بالغة التعقيد وذات التأثير السلبي على المجتمع اليمني بكافة فئاته والتي منها فئة الشباب التي زادت معدلات البطالة في أوساطها إلى 200٪ ما ولد الكثير من المعاناة والحرمان والانحرافات وجعلهم عرضة للقوى المشبوهة التي تسعى لاستغلالهم أيضاٍ في دور مشبوه واستخدامهم سلالم للصعود والتسلق على اكتافهم ثم تركهم في الهامش بعد انقضاء الحاجة..<