الحوار واغتنام الفرصة الأخيرة
< ونحن نعيش روحانيات هذا الشهر الفضيل نتمنى من كل العقلاء في هذا الوطن أن يستشعروا مسؤولياتهم واستيعاب مخاطر الوضع الذي يمر به الوطن جراء الأزمة السياسية وان يغتنم شركاء العمل السياسي هذه المناسبة الدينية ونفحات هذا الشهر الكريم للتسامح وتهذيب النفوس من الشوائب والاستجابة لما يمليه الواجب الوطني والمصلحة الوطنية بالجلوس على مائدة الحوار والتفاوض لإخراج الوطن من هذه الأزمة المعقدة التي استفحلت ووصلت إلى مرحلة جد خطيرة تنبئ بكارثة غير محمودة العواقب.
إن الحوار هو المخرج الحقيقي للأزمة أمام كافة الأطراف السياسية وربما هو الفرصة الأخيرة في هذا الظرف الحساس والحرج الذي يمر به الوطن والذي يفرض على الأحزاب السياسية أن تغتنمها لتثبت لكافة أبناء الشعب ايثارها للمصلحة الوطنية بعد أن أضاعت الوقت كثيراٍ وأظهرت بسلوكها السياسي خلال الستة الأشهر الماضية من الأزمة أنها لا تكترث بما يجري وأنها بعيدة كل البعد عن هذه الأزمة التي هي ثمرة خلافاتها ومناكفاتها السياسية التي لا يمكن أن تنتهي إلا بالحوار.
وهنا لا يفوتنا أن نثمن الأبعاد الوطنية التي تضمنها محتوى الخطاب السياسي الذي وجهه فخامة الرئيس علي عبدالله صالح – رئيس الجمهورية – لأبناء الشعب اليمني أمس الأول بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك والدعوة الصادقة والمسؤولة التي أطلقها من خلاله للأطراف السياسية بضرورة الاتجاه للحوار للخروج من الأزمة باعتباره الخيار الوطني الأهم الذي يجب أن يحتكم إليه الجميع وان تستشعر تلك القوى معاناة الناس وأحوال الشعب وما يتعرض له جراء الأزمة بكل أبعادها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والمعيشية بشكل عام وهي دعوة حكيمة من رجل حكيم له تجاربه القيادية الناجحة في تجاوز الأزمات التي مر بها الوطن وله مفهومه السياسي الصائب لمواجهة التحديات نأمل أن تستجيب لها كافة الأطراف السياسية وفي مقدمتها أحزاب المشترك وتدرك أهمية الاحتكام للحوار في ظل النظام الديمقراطي الذي هو الخيار الوطني المناسب والمرجعية المثلى لتحقيق التوافق والطريق الوحيد الذي يضمن للجميع الوصول إلى صيغة الحلول السياسية الممكنة للخروج من الأزمة وتحقيق التطلعات فالرهان على الانقلابات والعنف واللجوء إلى التخريب وقطع الطرقات وقطع امدادات الطاقة والكهرباء وتفجير أنابيب النفط والغاز وقتل النفس المحرمة ومهاجمة النقاط الأمنية والمنشآت العامة والاعتداء على المؤسسات العسكرية والأمنية البطلة التي تؤدي واجبها الوطني هو رهان خاسر لا يقود أصحابه من ذوي الأحلام المريضة في ظل النظام الديمقراطي إلى السلطة بل إلى انتحار سياسي ينال من كل أحلامنا الوطنية ومبدأ التعايش السلمي والاستقرار والقبول بالآخر وإعلان العودة إلى مربع الاستبداد والشمولية والقمع واستحضار ماضوية التخلف لمجتمع ما قبل الدولة بكل مساوئه..>
الحوار واغتنام الفرصة الأخيرة
التصنيفات: الصفحة الأخيرة