»دليلة والزيبق«.. شخصيات أسطورية في الثقافة العربية الشعبية
> خزائن التراث العربي مليئة بالكثير من القصص والحكايات لشخصيات حفرت لها مكانة في ذاكرة الشعوب العربية حتى صارت تلك الشخصيات فاكهة كل مجالسهم وأصبحت هي المتنفس للكثير من المعاناة خاصة في ما يتعلق بالخير ومواجهة الشر والظلم والدهاء والمكر فمن تلك الشخصيات: »دليلة والزيبــــق« قصـــــة الصـــــراع ما بين الخير والشر ما بين الطيبة والخبث ما بين الذكاء والحيلة والمكر.
والدراما العربية لم تقف مكتوفة الأيدي بعدم تناول مثل تلك القصص والحكايات بل كانت سباقة لتسليط الضوء وإعادة طرحها للمشاهد العربي من جديد برؤية جديدة مع الاحتفاظ بالمضمون الهادف من وراء تلك القصص باعتبارها موروثاٍ شعبياٍ لا يقبل التغيير أو التزييف.. وقد نجحت الكثير من المحطات الفضائية التي أعادت سرد ونشر تلك القصص الشعبية التراثية فكانت أعمالاٍ درامية ناجحة ومؤثرة وظلت لفترات طويلة عالقة في أذهان كل مواطن عربي.
برؤية جديدة تتناسب مع روح العصر وتقنياته التكنولوجية والمرحلة التي وصلت إليها الدراما السورية من تألق وتميز يدير المخرج »سمير حسين« كاميرته في عدة مناطق سورية لتصوير أحداث النسخة الجديدة من المسلسل الأردني السوري الشهير: »دليلة والزيبق« والذي انتج في عام ٦٧٩١م وهو ناطق باللغة العربية الفصحى انتجه التلفزيون الأردني وأخرجه الراحل »شكيب غنام« تأليف عبدالعزيز هلال وقد كان من بطولة كل من »منى واصف – حسن أبو شعيرة – هاني الروماني – جودت صالح«.
وفي النسخة الجديدة التي ستعرض في رمضان يعيد الكاتب »هوازن عكو« أحداث قصة »دليلة والزيبق« من جديد بأسلوب وطرح فريد.
يحكي العمل قصة مأخوذة من التراث العربي عن سيرة شخصيتي »دليلة والزيبق« التي جرت خلال فترة حكم المماليك في العراق ومصر وتناقضات الحياة في ذلك العصر حيث سعى »هوازن عكو« في نصه إلى أن يقدم توليفه تجمع بين التثقيف والترفيه وتجسيد الصراع بين المتحاربين عبر تقديمه لمقالب تبين قيمة الذكاء الإنساني لإثبات الجدارة بالحياة وبالمناصب الكبيرة التي يجب أن توظف في خدمة القيم النبيلة ومقاومة الظلم والظالمين.
هذا وأكد مخرج العمل »سمير حسين« أنه عمد من خلال مسلسله إلى تقديم رؤية إخراجية جديدة من ناحية الشكل والمضمون مستفيداٍ من التطور التقني الحاصل الذي لم يكن موجوداٍ في الفترة التي أخرج فيها العمل سابقاٍ العمل يتألف من جزأين وتدور أحداثه في قالب درامي مليء بألوان طريفة من الحركة ذات الإيقاع السريع والتشويق المستند إلى الموروث الأدبي والشعبي الموجود في ذاكرة الناس.. يشارك في العمل ثلة من الفنانين السوريين والعرب منهم الفنانة »كاريس
بشار« التي تجسد شخصية »دليلة« زوجة أحد كبار رجال الشرطة في بغداد دليلة المحتالة وهي امرأة فائقة الذكاء واسعة الحيلة ماكرة تسعى للوصول إلى أهدافها في الحياة بغض النظر عن الوسيلة لذلك تراها قاسية متحجرة العواطف الإنسانية أنانية تقارع أذكى الرجال بالحيلة والكيد والمقالب حتى تحقق مآربها.
الفنان المبدع الذي عرفناه بشخصيته الشهيرة »معتز« في باب الحارة »وائل شرف« يظهر في العمل بدور »علي الزيبق« وهو فتى شهم ونبيل يمتلك الذكاء والشجاعة إضافة إلى الاحساس المرهف والقلب الطيب الذي جعله منذ الصغر يكره الشر والأشرار وحين كبر جعل همه الأول مكافحة الشر والظلم مستعملاٍ ذكاءه تارة وتارة أخرى شجاعته وقوته الجسدية حيث يظهر ماكراٍ أذكى من الماكرين ومقاتلاٍ أقوى من المقاتلين.. كما تجسد للفنانة »تاج حيدر« شخصية »زينب« ابنة دليلة المحتالة وهي فتاة ساحرة الجمال لكنها دون أمها ذكاء ودهاء فنراها تماشي أمها في سلوكها اللاإنساني في البداية حتى تلتقي بالزيبق وتحبه ويؤدي ذلك إلى بعث مشاعرها الإنسانية الأصيلة وكشف ما في قلبها من طيب وعطف وتعيش بذلك حيرة تعذبها بين أمها التي ربتها وحافظت على حياتها وبين سلوك هذه الأم الذي لا هدف له إلا الشر.
العمل من انتــــاج شركة »عاج« للإنتــــاج الفني وهو يعتبر ثاني عمل متجدد تــــنجزه الشـــركة بعد مسلسل أسعد الوراق..<
»دليلة والزيبق«.. شخصيات أسطورية في الثقافة العربية الشعبية
التصنيفات: ثقافــة