سباقات الهجن النفطي
نــور باعباد
> لربما خفت الأزمة التموينية رغم ارتفاع الأسعار والانقطاعات المستمرة في الكهرباء والماء لكن الشق النفطي منها مستمر فأرتال الطوابير للمشتقات – بترول ديزل – غاز طبخ – ماضُ في تنوعه وتكراره وكأننا في سباقات الهجن وكون الأزمة وهي أزمة إدارة البيع في العاصمة صنعاء رغم تواجد السلطة المركزية والذي يفترض أن تدار بحكمة لذا مازالت قائمة لأسباب منها:
غياب أي مقترحات عملية والإعلان للتوزيع والبيع بدليل أن المحطات لا أحد من السلطة يتواجد أو يشرف -على الأقل ممثل المجلس المحلي المنتخب – أسوة بمحافظات أخرى اتخذت معالجات وفق خصوصيتها مثل عدن والمحويث وغيرها أو النزول الميداني الفاعل والعملي لوزير الصناعة والتجارة في الأسواق بينما جهات أخرى لم نسمع إلا أخباراٍ تروى عن اجتماعاتها
إغلاق العديد من المحطات ربما أكثر من نصفها وعدم وضع بدائل كأن يوضع تعهد ويعاد فتحها أو يباع النفط عبر زيارات نقل النفط مباشرة ووضع ضوابط أما الخوف من أي مشكلة فقد صار الأصل أن سيارات السوق السوداء تبيع النفط مباشرة وعبر براميل ودبات بمختلف الاحجام وكدلك الغاز ولم تحصل حوادث والله الحافظ ولا ولا … بل أن ترك الحبل على الغارب وسع من السوق السوداء ورفع السعر بل وعلى مقربة من نقاط التفتيش والمؤسسات الحكومية ولا حرج .
تمنيت لو أن مكاتب النفط والتجارة والرقابة والمجلس المحلي وعددا من منظمات المجتمع المدني المتخصصة تقوم بالنزول ووضع المقترحات السليمة والعادلة وإزالة الظلم عن سيارات وقف اصحابها أكثر من 10 أيام وبيوت اضطرت للتحطيب وخدمات تعطلت وارتفع سعرها وسرح عمالها.
وضع برنامج كمبيوتري يشمل كل أرقام السيارات وتحديد دبة بترول أسبوعيا و2إلى 3 أسبوعيا لسيارات الخدمة- بدلا من ظاهرة وضع سياجات حديدية في المحطات وما يكلف ذلك كان الأحرى التفكير ببدائل مدنية معقولة وليس سجنا كما بالإمكان وضع سعر تشجيعي أعلى لمن يريد أكثر بطريقة مقننة حتى تقل الطوابير- هذا إذا لم يختطف أحد الكمبيوتر أو ضربه بالرصاص
منع دخول المسلحين إلى المحطات والتوقف عن بدء البيع مساءاٍ لكون كثير من معارك المحطات تحدث ليلا.
أن الأزمة التموينية تحتاج لمسؤولية وقدرة إدارية عبر توفر معلومة تشمل مقترحات عدة يسبقها نقاش مع المعنيين لتدارك المشكلة ثم حضور وتفاعل السلطة المحلية في المحطات كل بحسب سكنه وعدم ترك الوضع للشائعات و عسكرة المحطات فنحن في مدينة تتألم لدلك العنف وسوء الفهم وانقطاع الحوار في ما بين سكانها وحسبي أن أقول أن صنعاء عاصمتنا الحبيبة الغنية بتاريخها القديم تحتاج إلى الاحترام والكرامة, مدينة وسكانا وحفاظا عليها من كل تلويث في وجدانها وتاريخها وساكنيها ومبانيها ولا أن تبدو وكأن ليس بها من العقلاء
انها تحتاج لكثير من التعقل الذي امتلكته بأبنائها على مر العصور ومئات القرون .
علينا اليوم أن نحافظ عليها ونسلمها للجيل اللاحق بكل مسؤولية وأمانة وألا نجعل قطرات النفط ولعلعة الرصاص والشتائم والكراهية هي ما نسلمه لهذا الجيل بل نرأف بها من سباق الهجن النفطي الملوث الذي اضطر مواطنوها إليه.<
سباقات الهجن النفطي
التصنيفات: منوعــات