الصيام وفوائده المادية والروحية
د. عبدالجليل: الحوار ضرورة لمن يشكك في فائدة الصوم
خاص بـ»الوحدة« من القاهرة
لقاء/عادل إبراهيم
> ” الصوم ” عبادة من أعظم العبادات وتربية خلقية راقية وأدب اجتماعى رفيع شرعه الله تعالى ليهذب النفس ويعودها على الخير كما شرعه لصقل المشاعر وتقوية العواطف النبيلة فى نفس الصائم وقد شرع الله الصوم لعباده رحمة بهم وإحسانا إليهم وحماية لهم وفرض الله الصوم بعد أن توطنت النفوس على التوحيد والصلاة حيث فرض فى العام الثانى من الهجرة مثلما فرض على الأمم السابقة 00 لما للصوم من فوائد مادية وروحية وإن كان الصوم فى الإسلام يختلف كثيرا عن الصوم فى الأديان الأخرى º وفى هذا اللقاء مع الدكتور ” سالم عبد الجليل ” وكيل أول وزارة الأوقاف المصرية يبين لنا تلك الفوائد حيث بدأ القول إن الصيام هو امتناع الإنسان عما تعوده فى حياته اليومية من تناول الطعام والشراب وتلبية حاجات الجسد من الشهوات المعلومة من الرجل للمرأة º والعكس فى نهار رمضان شـريطة أن يكون الامتناع بنية تنفيذ أمر الله وطاعته إذ لابد من أن تكون نية الصائم متجهة إلى أنه سيمسـك عن كل المفطرات احتسـابا لوجـه الله وليس لأى هدف آخر حيث من يمسك عن الطعام والشراب وربما سائر المفطرات الأخرى كالصيام من أجل الرشاقة أو بهدف رفع اللياقة البدنية للرياضيين º والصيام من أجل المطالبة بالحقوق السياسية في ما يسمى ” بالإضراب من الطعام ” وغيرها من تلك الأسباب0
زاد روحى
وأقبل المسلمون منذ زمن الوحى على الصيام لما له من الفوائد والفضائل الروحية º وأدوه كما ينبغى باعتباره أحد الأسس الخمسة التى بني عليها الإسلام وباعتباره عبادة تمد الصائم بزاد روحى ومعنوي كبير أما فى هذا الزمp
فوائد أخرى للصيام خاصة بعض معتنقى الفلسفة المادية º فإن هناك من الناس من يقوى اقتناعه ويزداد عندما يدرك أن ثمة فضائل مادية ملموسة تعود عليه من الأفعال التى يؤديها º وكل يوم يؤكد العلم الحديث الفوائد المادية للعبادات الإسـلامية من الصلاة والصيام º حيث تؤكد البحوت العلمية مزايا الصيام0
النبى والصيام
ويشير الدكتور ” سالم عبد الجليل ” إلى أن الصوم الذى أمر الله به فى القرآن الكريم يؤكد أن القرآن الكريم كلام الله لا محالة لأن النبى صلى الله عليه وسلم لم يكن قد درس تاريخ الحضارات الإنسانية p
السابقة عن الإسلام 00 فقد قال الله سبحانه وتعالى فى سورة البقرة : ” يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم ” فإذا كان الصوم معروفا فى المسيحية واليهودية فإن الصوم كان معروفا أيضا بأشكال مختلفة فى الحضارات الأخرى مثل صيام البابليين والآشوريين والمجوس والزرادشت 00 وهنا يتبين قول الله سـبحانه وتعالـى : ” كما كتب على الذين من قبلكم ” حيث لم يحدد إذا كانوا من أهل الكتاب أو من غير أهل الكتاب وينطبق المعنى على جميع الأمم السابقة كتابية كانت أو غير كتابية0
وحول مزايا الصوم فى الإسلام عن أنواع الصيام الأخرى يوضح الدكتور ” سالم عبد الجليل ” أنه يحقق كل الأهداف والغايات التى أرادت أنواع الصيام الأخرى الوصول إليها وتحقيقها حيث يحقق شريطة عامة للصيام المفروض بحكم الدين أو المتبع للرياضة أو تحقيق تهذيب الأخلاق من تطهير وعطف وتوبة وتكفير0
ولا شك فى رجحان كفة الصيام فى الإسلام عن أى صوم آخر مثل هذا الذى يتجنب الصائم فيه بعض الأنواع من الأطعمة فهذا فهو لا يكفى لترويض وظائف الجسد وتغليب حكم الإرادة عليها º وأيضا الصوم فى الإسلام متوازن فهو شهر فى كل عام ويبدأ من الفجر حتى غروب الشـمس فهو ليس سهلا يستخف به الإنسان فلا يحقق الأغراض التى شرع الله بها من أجله الصوم ولا شديد الصعوبة يجهد الإنسان حتى يهلكه أو يسبب له الكثير من الإرهاق 0
وإلى جانب هذه الرحمة فالإنسان الذى به مرض ويضره الصوم أو المسافر سفرا طويلا ويشق عليه الصوم شرع الله تعالى لكل منها أن يفطرا ويقضيا أياما بقدر الأيام التى أفطرا فيها رحمة من رب العالمين فضلا عن ظروف الحائض والنفساء0
ويختتم الدكتور ” سالم ” القول بإن الله شرع الصوم فمن أركان الإسلام الخمسة وإذا تعرض للهجوم من البعض فى الغرب أو حتى من بعض معتنقى الأيديولوجيات التى تتناقض جوهريا مع الدين الإسلامى وفروضه فإن السبيل للرد عليهم هو الحوار والمجادلة بالتى هى أحسن ولا يكون بالعناد والبغض والكراهية التى تحجب القلب والعقل..<
الصيام وفوائده المادية والروحية
التصنيفات: نور على نور