وبشر المؤمنين (1)
علي بن عبدالله الضمبري*
> في البدء أود أن أتشرف وأهنئ قراء صحيفة »الوحدة« بحلول شهر رمضان المبارك سائلا المولى القريب المجيب أن يهله علينا بالأمن والإيمان والسلامة والتوفيق لما يحبه ويرضاه..
وسوف نلتقي مع القراء الأعزاء بأذن الله مع هذا الصمود الديني (وبشر المؤمنين) خلال رمضان لنؤكد على جليل القيم وجميل الشيم التي دعا إليها إسلامنا الحبيب وحثنا عليها قرأننا العزيز وحضنا عليها رسولنا الأعظم صلى الله عليه وأله وسلم..
ولعل من نافل القول: أن قيمنا الإسلامية السمحة- كما تجلت في الكتاب العزيز والسنة المطهرة- وكما تجسدت واقعاٍ عملياٍ في السيرة النبوية ومنهج سلف الأمة المحمدية من علماء وفقهاء وأولياء وصالحين وحكماء… كان دائماٍ ما يؤكد على أهمية تقديم (البشارة) وتعزيز (التبشير) وإشاعة (البشرى)..
لتنشط القلوب للطاعات حتى تواظب على العبادات وتستمر على فعل الخيرات وتترك المنكرات وتحاصر المحرمات وتقضي على الفواحش وتشيع ثقافة الأنس بالبشرى والفرح بالأمل والأمل في عطاء الله الذي ما له من نفاد..
> جاء الأنبياء مبشرين أولاٍ ومنذرين ثانياٍ »بعث الله النبيين مبشرين ومنذرين« البقرة (214).
> وخاتمهم محمد صلى الله عليه وأله وسلم قال الله له »يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهدا ومبشراٍ ونذيراٍ« الأحزاب (45).
»وما ارسلناك إلا كافة للناس مبشراٍ ونذيراٍ« سبأ (28).
> نزول القرآن في رمضان من أجل تحقيق غايات الانسان وتعزيز توحيد الملك الديان بشرى »نزله على قلبك بإذن الله مصدقا لما بين يديه وهدى وبشرى للمؤمنين« البقرة (97).
> العبادات كلها إنما هي بشارة للمؤمنين »وأقيموا الصلاة وبشر المؤمنين« يونس (87).
والحج والهدى والنسك »سخرها لكم لتكبروا الله على ما هداكم وبشرى للمحسنين« الحج (37).
> الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لتعزيز الايجابيات والنهي عن السلبيات بشرى للمؤمنين لاصلاح أحوالهم »الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر والحافظون لحدود الله وبشر المؤمنين« التوبة (112).
وغير ذلك كثير من الشواهد التي لو تتبعناها في نصوص القرآن والسنة لظفرنا بعدد وفير من فوائد الفوائد وأبكار الافكار وعميق المعاني..
بشروا ولا تنفروا
بهاتين المكلمتين يختزل معلمنا الأعظم سيدنا محمد صلى الله عليه وأله وسلم مهمة كل داعية لأن الله قد قال له: »وبشر المؤمنين بأن لهم من الله فضلاٍ كبيرا« الاحزاب (45).
ولنتأمل كيف حقق هذا النبي الاسوة معنى قول الله جل وعلا »واقيموا الصلاة وبشر المؤمنين« يونس (87).
> قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : »خمس من جاء بهن مع ايمان دخل الجنة:
1- من حافظ على الصلوات الخمس على وضوئهن وركوعهن وسجودهن ومواقيتهن.
2- وصام رمضان.
3- وحج البيت إن استطاع اليه سبيلا.
4- وآتى الزكاة طيبة بها نفسه.
5- وأدى الامانة« رواه الطبرني بإسناد جيد
> وقال عليه وعلى آله صلوات الله وسلامه يوماٍ لمن كانوا حوله آنذاك: »اكفلوا لي بست اكفل لكم الجنة فقالوا: ماهي يا رسول الله¿!
قال: الصلاة والزكاة والامانة والفرج والبطن واللسان« رواه الطبراني في الاوسط بإسناد لابأس به
> وعن عثمان بن عفان رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: »من علم أن الصلاة حق واجب دخل الجنة« رواه أبو يعلى باسناد صحيح
> وعن حنظلة الكاتب رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: »من حافظ على الصلوات الخمس ركوعهن وسجودهن ومواقيتهن وعلم أنهن حق من عند الله دخل الجنة« أو قال: »وجبت له الجنة« أو قال: »حرم على النار« رواه أحمد بإسناد جيد..
قال أبو الفضل عبدالله بن محمد بن الصديق الادريسي الحسني – من علماء المغرب- في كتابه (تمام المنة بديان الخصال الموجبة للجنة) في هامش الصفحة 75 »فتلخص من الحديثين أن من علم وجوب الصلاة وحافظ على آدائها دخل الجنة«..
وما جعل الله هذا التبشير المحمدي إلا »بشرى لكم ولتطمئن قلوبكم به « آل عمران (126)..
وياما أروعها من بشرى صادقة من مبشر صدوق »ما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى« النجم 3و4
إن هذه البشارة الصلاة سبب لدخول الجنة لأنها »العهد« الذي بين أهل الإيمان ومن تركها فقد كفر.. لكن من حافظ عليها كانت له نوراٍ وبرهاناٍ ونجاة يوم القيامة..
ولعل في هذا وازعاٍ مانعاٍ وزاجراٍ رادعاٍ لجماعات التكفير وعصابات التفجير من احدثاء الأسنان وسفهاء الأحلام الذين كفروا أهل القبلة وروعوا أهل الصلاة واستحلو دماء المسلمين ولقد بشر البشير النذير عليه وعلى آله صلوات الله وسلامه لمقيمي الصلاة ببشارات أخرى رائعة أهمها:
1- »بشروا المشائين في الظلم – جمع ظلمة – إلى المساجد يالنور التام يوم القيامة« رواه مسلم
2- »من تطهر في بيته ثم مضى إلى بيت من بيوت الله ليقضي فريضة من فرائض الله كانت خطواته إحداها تخط خطيئة والأخرى ترفع درجة« رواه مسلم.
3- »لن يلج – يدخل – النار أحد صلى قبل طلوع الشمس وقبل غروبها« رواه مسلم والمقصود صلاة الفجر وصلاة العصر وروى الشيخان من حديث الصحابي اليماني أبي موسى الأشعري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال »من صلى البردين دخل الجنة« والمقصود بالبردين الفجر والعصر..
4- أما عن النوافل وفضلها وأجرها فقد بشرنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال »ما من عبد يصلي لله تعالى في كل يوم اثنتي عشرة ركعة غير الفريضة إلا بنى الله بيتاٍ في الجنة« رواه مسلم
إن الصلاة راحة القلب »أرحنا بها يا بلال« وفرحة الروح »وجْعلت قرة عيني في الصلاة« إن الصلاة ذات معنى اجتماعي تهديني تأديب أخلاقي لأنها »تنهى عن الفحشاء والمنكر« العنكبوب »5«
الذي لا تنهاه صلاته عن فحش القول وبذئ الكلام وسيء الفعال وأكل الحرام وفعل المنكر وظلم الناس وخيانة الأمانة والمتاجرة بالشعارات والمقامرة بالمبادئ والمغامرة بالأوطان والمزايدة بالإسلام والمكايدة للمسلمين والمغالاة في الأسعار وأستغلال السلطة واستعباد الناس واستبعاد الآخر واستبداد الطغيان واستعداء الشيطان ومخالفة السنة والقرآن.. فلا صلاة له لا صلاة له.<
علي بن عبدالله الضمبري*
> في البدء أود أن أتشرف وأهنئ قراء صحيفة »الوحدة« بحلول شهر رمضان المبارك سائلا المولى القريب المجيب أن يهله علينا بالأمن والإيمان والسلامة والتوفيق لما يحبه ويرضاه..
وسوف نلتقي مع القراء الأعزاء بأذن الله مع هذا الصمود الديني (وبشر المؤمنين) خلال رمضان لنؤكد على جليل القيم وجميل الشيم التي دعا إليها إسلامنا الحبيب وحثنا عليها قرأننا العزيز وحضنا عليها رسولنا الأعظم صلى الله عليه وأله وسلم..
ولعل من نافل القول: أن قيمنا الإسلامية السمحة- كما تجلت في الكتاب العزيز والسنة المطهرة- وكما تجسدت واقعاٍ عملياٍ في السيرة النبوية ومنهج سلف الأمة المحمدية من علماء وفقهاء وأولياء وصالحين وحكماء… كان دائماٍ ما يؤكد على أهمية تقديم (البشارة) وتعزيز (التبشير) وإشاعة (البشرى)..
لتنشط القلوب للطاعات حتى تواظب على العبادات وتستمر على فعل الخيرات وتترك المنكرات وتحاصر المحرمات وتقضي على الفواحش وتشيع ثقافة الأنس بالبشرى والفرح بالأمل والأمل في عطاء الله الذي ما له من نفاد..
> جاء الأنبياء مبشرين أولاٍ ومنذرين ثانياٍ »بعث الله النبيين مبشرين ومنذرين« البقرة (214).
> وخاتمهم محمد صلى الله عليه وأله وسلم قال الله له »يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهدا ومبشراٍ ونذيراٍ« الأحزاب (45).
»وما ارسلناك إلا كافة للناس مبشراٍ ونذيراٍ« سبأ (28).
> نزول القرآن في رمضان من أجل تحقيق غايات الانسان وتعزيز توحيد الملك الديان بشرى »نزله على قلبك بإذن الله مصدقا لما بين يديه وهدى وبشرى للمؤمنين« البقرة (97).
> العبادات كلها إنما هي بشارة للمؤمنين »وأقيموا الصلاة وبشر المؤمنين« يونس (87).
والحج والهدى والنسك »سخرها لكم لتكبروا الله على ما هداكم وبشرى للمحسنين« الحج (37).
> الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لتعزيز الايجابيات والنهي عن السلبيات بشرى للمؤمنين لاصلاح أحوالهم »الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر والحافظون لحدود الله وبشر المؤمنين« التوبة (112).
وغير ذلك كثير من الشواهد التي لو تتبعناها في نصوص القرآن والسنة لظفرنا بعدد وفير من فوائد الفوائد وأبكار الافكار وعميق المعاني..
بشروا ولا تنفروا
بهاتين المكلمتين يختزل معلمنا الأعظم سيدنا محمد صلى الله عليه وأله وسلم مهمة كل داعية لأن الله قد قال له: »وبشر المؤمنين بأن لهم من الله فضلاٍ كبيرا« الاحزاب (45).
ولنتأمل كيف حقق هذا النبي الاسوة معنى قول الله جل وعلا »واقيموا الصلاة وبشر المؤمنين« يونس (87).
> قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : »خمس من جاء بهن مع ايمان دخل الجنة:
1- من حافظ على الصلوات الخمس على وضوئهن وركوعهن وسجودهن ومواقيتهن.
2- وصام رمضان.
3- وحج البيت إن استطاع اليه سبيلا.
4- وآتى الزكاة طيبة بها نفسه.
5- وأدى الامانة« رواه الطبرني بإسناد جيد
> وقال عليه وعلى آله صلوات الله وسلامه يوماٍ لمن كانوا حوله آنذاك: »اكفلوا لي بست اكفل لكم الجنة فقالوا: ماهي يا رسول الله¿!
قال: الصلاة والزكاة والامانة والفرج والبطن واللسان« رواه الطبراني في الاوسط بإسناد لابأس به
> وعن عثمان بن عفان رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: »من علم أن الصلاة حق واجب دخل الجنة« رواه أبو يعلى باسناد صحيح
> وعن حنظلة الكاتب رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: »من حافظ على الصلوات الخمس ركوعهن وسجودهن ومواقيتهن وعلم أنهن حق من عند الله دخل الجنة« أو قال: »وجبت له الجنة« أو قال: »حرم على النار« رواه أحمد بإسناد جيد..
قال أبو الفضل عبدالله بن محمد بن الصديق الادريسي الحسني – من علماء المغرب- في كتابه (تمام المنة بديان الخصال الموجبة للجنة) في هامش الصفحة 75 »فتلخص من الحديثين أن من علم وجوب الصلاة وحافظ على آدائها دخل الجنة«..
وما جعل الله هذا التبشير المحمدي إلا »بشرى لكم ولتطمئن قلوبكم به « آل عمران (126)..
وياما أروعها من بشرى صادقة من مبشر صدوق »ما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى« النجم 3و4
إن هذه البشارة الصلاة سبب لدخول الجنة لأنها »العهد« الذي بين أهل الإيمان ومن تركها فقد كفر.. لكن من حافظ عليها كانت له نوراٍ وبرهاناٍ ونجاة يوم القيامة..
ولعل في هذا وازعاٍ مانعاٍ وزاجراٍ رادعاٍ لجماعات التكفير وعصابات التفجير من احدثاء الأسنان وسفهاء الأحلام الذين كفروا أهل القبلة وروعوا أهل الصلاة واستحلو دماء المسلمين ولقد بشر البشير النذير عليه وعلى آله صلوات الله وسلامه لمقيمي الصلاة ببشارات أخرى رائعة أهمها:
1- »بشروا المشائين في الظلم – جمع ظلمة – إلى المساجد يالنور التام يوم القيامة« رواه مسلم
2- »من تطهر في بيته ثم مضى إلى بيت من بيوت الله ليقضي فريضة من فرائض الله كانت خطواته إحداها تخط خطيئة والأخرى ترفع درجة« رواه مسلم.
3- »لن يلج – يدخل – النار أحد صلى قبل طلوع الشمس وقبل غروبها« رواه مسلم والمقصود صلاة الفجر وصلاة العصر وروى الشيخان من حديث الصحابي اليماني أبي موسى الأشعري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال »من صلى البردين دخل الجنة« والمقصود بالبردين الفجر والعصر..
4- أما عن النوافل وفضلها وأجرها فقد بشرنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال »ما من عبد يصلي لله تعالى في كل يوم اثنتي عشرة ركعة غير الفريضة إلا بنى الله بيتاٍ في الجنة« رواه مسلم
إن الصلاة راحة القلب »أرحنا بها يا بلال« وفرحة الروح »وجْعلت قرة عيني في الصلاة« إن الصلاة ذات معنى اجتماعي تهديني تأديب أخلاقي لأنها »تنهى عن الفحشاء والمنكر« العنكبوب »5«
الذي لا تنهاه صلاته عن فحش القول وبذئ الكلام وسيء الفعال وأكل الحرام وفعل المنكر وظلم الناس وخيانة الأمانة والمتاجرة بالشعارات والمقامرة بالمبادئ والمغامرة بالأوطان والمزايدة بالإسلام والمكايدة للمسلمين والمغالاة في الأسعار وأستغلال السلطة واستعباد الناس واستبعاد الآخر واستبداد الطغيان واستعداء الشيطان ومخالفة السنة والقرآن.. فلا صلاة له لا صلاة له.<
* مدرس بكلية التربية – جامعة عدن