»موائد الرحمن« الرمضانية تكرس الوحدة الوطنية وتنبذ التعصب الديني
تقرير/عبده الأكوع:
alakoa777@hotmail.com
> تعد منظمات المجتمع المدني جزءاٍ مهماٍ من نسيج المجتمع اليمني وشريكاٍ فاعلاٍ في عملية البناء والتنمية والتطور المنشود وقد شهدت اليمن في السنوات الأخيرة مظاهر وصور عديدة وجديدة للتعبير عن المجتمع المدني ويأخذ هذا التعبير قمة مظاهر الاحتفالية في شهر رمضان المبارك من ذلك مثلاٍ »موائد الرحمن« وحفلات الإفطار والسحور الرمضانية السياسية والجماعية التي تقيمها الأحزاب السياسية والمنظمات والجمعيات وهذه الموائد هي عبارة عن وجبات تقدم ساعة الإفطار في المساجد وفي مواقع معلومة في الأحياء المختلفة للعاصمة صنعاء وعموم محافظات الجمهورية.. ومائدة الرحمن بهذا المعنى هي من الصدقات التي يقدمها الميسورون للفقراء والمساكين وأبناء السبيل خلال أيام شهر رمضان وتتولاها بعض الجمعيات الخيرية كمساهمة منها في عملية التنمية الاجتماعية والاقتصادية لإيصال المساعدات إلى الفقراء وذوي الاحتياجات الخاصة والقيام بالأنشطة التي تساهم في الحد من البطالة والتخفيف من الفقر.
نموذج مبتكر
وتتسع موائد الرحمن لتشمل الطلاب الجامعيين الذين يعيشون في العاصمة وبعض مدن المحافظات بعيداٍ عن ذويهم في الأرياف كما تشمل سائقي الشاحنات والحافلات العامة والخاصة الذي يتصادف حلول موعد الافطار أثناء أداء أعمالهم أو قبل التمكن من الوصول إلى منازلهم ولأن من يقصدون هذه الموائد يفعلون ذلك بإرادتهم الحرة فقد أصبحت موائد الرحمن والإفطار الجماعي نموذجاٍ يمنياٍ مبتكراٍ للمجتمع المدني باعتبار أن فيها مسحة من الديمقراطية التلقائية المحببة وليس هناك مكان متميز أو طاولة رئيسية لأشخاص بعينهم فكل من يصل قبل الإفطار يأخذ مكانه على المائدة على التوالي وعلى مدى هذا الشهر الفضيل تنشأ صداقات وارتباطات قد تستمر طوال العام أو تتجدد كل رمضان.
إطار ضيق
ويشير تقرير شبكة منظمات المجتمع المدني للتنمية أن هناك عملاٍ أهلياٍ جيداٍ وممتازاٍ رغم المصاعب والمشكلات التي تواجهها المنظمات التي جعلت حوالي 15٪ منها شبه مجمدة وحوالي 5٪ من هذه المنظمات في إطار ضيق للغاية لخدمة أعضائها و15٪ تمارس نشاطها في شهر رمضان المبارك والأعياد الدينية.
تنمية المجتمعات
وبحسب تقارير وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل فإنه من الممكن لهذه المنظمات أن تساهم بشكل أكبر في تنمية المجتمعات وإيصال مساعداتها إلى الفئات الفقيرة والأسر الأكثر عوزا لوتغلبت على مشكلات ضعف القدرة الإدارية والتنظيمية واستطاعت تأهيل كوادرها وتعزيز البناء الداخلي الهيكلي وتوفير الموارد في الأوقات المناسبة.
وبحسب الدراسات المقيمة لعمل هذه المنظمات فإنه وعلى الرغم من أن أغلب المساعدات التي تقدمها منظمات المجتمع المدني تصب في إطار المساعات العينية والمادية المباشرة إلا أن هذه المنظمات لم تسهم في تفعيل انشطتها الموجهة للتنمية في الريف كأنشطة تمويل للمشاريع الصغيرة للفقراء وغيرها.
هذا فيما يتسابق المواطنون في مختلف المناطق والعزل والقرى في الجمهورية على تقديم موائد الرحمن لإفطار أكبر عدد من الصائمين من مختلف الشرائح تكريساٍ للوحدة الوطنية ورداٍ على دعاة الفتنة الطائفية والتعصب الديني.
نقص الموارد
فيما يؤكد الأستاد علي صالح عبدالله – وكيل وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل لقطاع التنمية الاجتماعية في تصريح لــ»الوحدة«: على أن لجوء منظمات المجتمع المدني إلى العمل الموسمي وبالذات في شهر رمضان يرجع إلى نقص الموارد التي تعتبر أكبر مشكلة تواجهها المنظمات إلى جانب المشاكل القانونية والفنية فيما البعض منها لا يكتمل وضعه التأهيلي والتدريبي ونقص الكوادر المؤهلة والمدربة كذلك تتواصل أعمال الإغاثة للمحتاجين في المواسم الدينية وفي رمضان كونها تحصل على دعم موسمي.
لافتاٍ إلى أن عدد منظمات المجتمع المدني حتى منتصف العام الجاري 2011م حوالي 10.000 منظمة ما بين جمعيات ومؤسسات أهلية وخيرية ومراكز وملتقيات وتعاونيات واتحادات ونقابات وغيرها شكل الجمعيات الخيرية منها أكثر من 2771 جمعية وبنية 35 – 40٪ من إجمالي عدد المنظمات.<
»موائد الرحمن« الرمضانية تكرس الوحدة الوطنية وتنبذ التعصب الديني
التصنيفات: الشارع السياسي