مشيخات منزوعة السلاح
علي الخياطي
> لا أتصور وجود دولة مدنية في بلادنا في وجود نفوذ قبلي تقليدي مسلح ينازع الدولة سيادتها ويخرق ويخترق قوانينها ويرفض التعامل مع قوانينها إلا بما يتلاءم ومصالح هذا الشكل من النقوذ القبلي.
إن الدولة المدنية التي يحلم بميلادها كل محب للسلام محترم للنظام كل مؤمن بسيادة القانون والدستور هذه الدولة يجب أن تضع نصب عينها القضاء التام على أي سلاح في أيدي الشيوخ وإذا بقى فلا يتجاوز السلاح الشخصي الخفيف والمصرح به ووفق قانون خاص بحمل وحيازة السلاح وليس القانون المريض الذي لم ير النور منذ سنوات في أدراج البرلمان.
لقد دفعنا أثمانا باهظة ليس خلال أسوأ أزمة عرفتها بلادنا عبر التاريخ المعاصر لكن منذ المراحل الأولى للثورة في ستينيات القرن العشرين ولا نزال ندفع الثمن اليوم فقد بلغ السيل الزبى ووصل الحال بالنفوذ القبلي والمشائخ إلى امتلاك اسلحة متطورة لم تملكها الدولة نفسها وتم استخدام هذا السلاح في محاولة اغتيال قيادات الدولة والحكومة وعلى رأسهم الرئيس.
ألا يعني هذا أن القبيلة الشيخ أقوى من القانون¿ الدولة التي نريدها اليوم لا بد أن تكون وحدها من يمتلك السلاح إذا كان والمشـــائخ قدرا ولا يمكن لليمن الخلاص من سيطرتهم فلا بد من أن تكون لهم ولدورهم حدود »مشيخات منزوعة السلاح« ربما لا أحد يستسيغ هذا لكن اعــــــطونا مخرجاٍ نصل بعــده لبناء الدولة المدنية الحديثة التي يتساوى فيها أبناء المجتمع أمام القانون والتي تخلو مدنها من ســــيطرة الشيوخ المتكبرين.. الدولة التي لا صوت يعلو فيها على صوت الدستور والنظام والقانون..<
مشيخات منزوعة السلاح
التصنيفات: منوعــات