الحوار أم المزيد من التأزم والانهيار¿!
> مثلت دعوة فخامة الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية كافة القوى السياسية للجلوس على طاولة الحوار امتداداٍ لدعواته السابقة والمتكررة وعبرت عن رغبة صادقة وصريحة ومسؤولة لإخراج الوطن اليمني من أزمته السياسية الراهنة والمفتعلة التي تعصف بالجميع.
ويرى عدد من الأكاديميين والسياسيين والمفكرين في سياق هذا الاستطلاع أن على العقلاء في الساحة الوطنية السمو فوق الاختلافات والصراعات السياسية وجعل المصلحة الوطنية العليا هي السامية على ما عداها والأخد بمبدأ الديمقراطية المتبع في بلدان العالم الديمقراطي وليس وفق مخترعات خاصة كون القوى السياسية الحية لا تعود إلى التاريخ لكنها تصنع تاريخاٍ جديداٍ.
معتبرين أن هذه الدعوة فرصة تاريخية بحق فإذا لم تستجب لها كافة القوى السياسية والعقلاء في الساحة ويتفاعلوا معها بشكل ايجابي فإنها حتماٍ ستقود البلاد إلى مزيد من الانهيار والتآزم.
داعين ذوي الضمائر الحية والعقلاء إلى إعادة قراءة الواقع قراءة صحيحة ومتميزة بعد شهور من العمى والقراءة الخاطئة له والارتهان لمراكز القوى وبعض الأطراف الإقليمية… المزيد من التفاصيل في السياق الآتي:
استطلاع/ عبده الاكوع
خالد الصايدي
في البدء تحدث الدكتور أحمد مهدي فضيل ـ عميد كلية العلوم الإدارية بجامعة عدن قائلاٍ: اسمحوا لي عبر صحيفة »الوحدة« أن أهنئ نفسي وأبناء الشعب اليمني بشفاء وسلامة الرئيس علي عبدالله صالح ـ رئيس الجمهورية وقرب عودته سريعاٍ سالماٍ معافى إلى أرض الوطن بسلامة الله وحفظه ليتحمل مسؤوليته في الإبحار بسفينة الوطن إلى شاطئ الأمان في هذه الظروف التاريخية العصيبة التي يمر بها الوطن ويحدونا الأمل أنه كما عودنا سيتعامل بإيجابية مع متطلبات الواقع الراهن لمصلحة الوطن والشعب لاسيما مطالب الشباب المشروعة.
مؤكداٍ أن كلمة فخامته حملت الكثير من دلالات المسؤولية الوطنية في نهجه ووجدانه وسلوكه وفكره لتجنيب الشعب مخاطر وقوع الحرب الأهلية وتشطير الوطن ـ لا قدر الله ـ وقد ظهر كبيراٍ وهو يعبر بتلك الروح الوطنية العالية وهو في أحلك الظروف الصحية والنفسية.
مشيراٍ إلى أن ما تناولته كلمته من المواقف أكدت بعد نظر جعل الكرة باقية في ملعب المعارضة التي يجب عليها أن تتوخى الحرص الوطني في تجنيب الوطن والمواطن اليمني المستقبل المظلم والتعامل مع دعوة الحوار التي أطلقها فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح ـ شفاه الله ـ بمسؤولية عالية وتحكيم العقل والمنطق وتتمثل سماحة ووسطية الدين الاسلامي الحنيف بإعطاء فرصة للحوار الجاد والصادق بين مختلف القوى الفاعلة في المجتمع للاتفاق على كلمة سواء ترسم مستقبلاٍ مشرفاٍ لليمن واليمنيين مشدداٍ على أن الحوار هو المخرج الوحيد ـ ولاشيء غيره ـ لإخراج الوطن اليمني من الوضع الحالي والمأزوم والخطير جداٍ فالوقت لا يسمح بوضع قيود أو شروط لأي حوار وطني من أي نوع فالحفاظ على الوطن مسؤولية الجميع. منوهاٍ أن على الجميع أن يتجهوا نحو حاضر وطني مشرف يتسع للأحزاب والتنظيمات السياسية جميعها بعيداٍ عن المواقف الكيدية المسبقة التي أملتها ظروف الصراع السابقة وتفاقمت الاختلافات والخلافات حتى وصلت به إلى مرحلة بالغة الشدة والانحراف والإضرار بالوطن ومسيرته الوطنية ومكتسباته العظيمة التي هي ملك للجميع.
لحظة تاريخية
فيما يرى الدكتور عادل الشجاع ـ الكاتب والمحلل السياسي أنه ينبغي علينا أن نعرف أن أحزاب المعارضة الممثلة في ما يسمى »اللقاء المشترك« تعاني من انقسام حاد هذا الانقسام جعلها لا تتجاوب مع دعوات الحوار ولذلك سلكت مسلكاٍ ينافي المبدأ الديمقراطي واتجهت نحو رفض الحوار لكي تحافظ على تماسكها الشكلي أمام الرأي العام مما أوجد هذه الأزمة التي لم نكن بحاجة إليها لأننا في بلد ديمقراطي وينبغي أن نتحاور عبر الشعب بصفته مالك السلطة والمرجعية ومع ذلك فقد تركنا الشعب جانباٍ ونتحدث عن الأوهام المليونية باسم الشعب ونقول: »الشعب يريد إسقاط النظام« وكان بإمكاننا أن نذهب بإسم هذا الشعب إلى صناديق الاقتراع لكي نتوصل فعلاٍ إلى ما يريده الشعب لهذا السبب اعتقد بأن المعارضة ما زالت تعيش حالة عمى وهي غير قادرة على إعادة قراءة الواقع وبالتالي لن تستجيب لدعوة الحوار لأنها طرحت مسبقاٍ بأن الحوار قد فات وقته وكأن الحوار عبارة عن علبة لها صلاحية محددة تنتهي عند تاريخ معين مؤكداٍ أن المعارضة في اليمن لا تجيد العمل السياسي لكنها تجيد العمل التحريضي التعبوي القائم على الثقافة الثورية ورفض الشرعية الدستورية لهذه الأسباب المعارضة لم تبد أي تجاوب مع الخطاب الأخير للرئيس الذي تضمن دعوة صريحة وصادقة للحوار والذي كان ينبغي عليها أن تسارع إليه بعد ما اكتشفت بأن فخامة الرئيس علي عبدالله صالح مع الحوار والسلم الاجتماعي وليس مع العنف مع تقاسم السلطة وليس مع الاستحواذ عليها مع الشعب وليس مع الفكر الانقلابي لافتاٍ إلى أن دعوات فخامة الرئيس المتكررة للحوار والتي آخرها نهاية الأسبوع الماضي تعتبر لحظة تاريخية إذا لم تلتقطها المعارضة فإنها تقود البلاد نحو مزيد من الانهيار والتمزق وهي تشاهد كل يوم ما يجري في بعض المحافظات وكأن الأمر لا يعنيها ولست أدري أي سلطة تبحث عنها المعارضة وهي تسكت عن سقوط بعض المحافظات في أيدي قوى الإرهاب والتطرف .. فماذا ستحكم بعد¿!
داعياٍ كافة العقلاء إلى إعادة قراءة الواقع بعد ستة أشهر من العمى والقراءة الخاطئة والارتهان لمراكز القوى وبعض الأطراف الإقليمية.
توافق سياسي
ويؤكد الدكتور قاسم الطويل ـ رئيس الهيئة الإدارية العليا لرعاية الشباب والطفولة أن دعوة فخامة الأخ علي عبدالله صالح ـ رئيس الجمهورية القوى السياسية إلى الحوار في هذه الظرف الحرج تعبر عن حكمته وبعد رؤيته وحرصه الصادق والمسؤول على إخراج اليمن من الأزمة السياسية الراهنة التي تعصف بالجميع دون استثناء منذ ستة أشهر لافتاٍ إلى أن الأزمة أظهرت أن القوى السياسية والاجتماعية على الساحة اليمنية منقسمة وكل منهم لديه مكانة وقوة ولديه آراء مختلفة ومتباينة حول الأزمة لذا ثبت بما لا يدع مجالاٍ للشك أن الأزمة تحتاج إلى توافق سياسي واجتماعي وديمقراطي يقبل به الجميع والجميع يقبلون ببعضهم البعض ويمد جسوراٍ من التواصل والاتصال لحل الأزمة أزمتنا جميعاٍ ـ والحفاظ على أمن واستقرار الوطن وسكينة العامة ومنجزاته ومكتسباته وثوابته الوطنية.
مشدداٍ على أنه ثبت وبما لا يدع مجالاٍ للشك أن من الصعوبة بمكان لأي طرف كان أن يكون بمفرده أو أن يتولى السلطة بمفرده لذا على كافة العقلاء والوجهاء والمفكرين والأكاديميين وكافة الشرائح المجتمعية الانصات والامتثال لصوت العقل »المعقول« و»الممكن« الذي يحفظ مكانة اليمن عالياٍ ويثبت للعالم أننا يمن الإيمان والحكمة وأيضاٍ بما يخرج اليمن واليمنيين من هذه الأزمة المفتعلة منتصرين.
داعياٍ الجميع إلى الشعور بالمسؤولية الوطنية تجاه الوطن وتقديره وقائده الفذ ابن اليمن البار فخامة الرئيس علي عبدالله صالح في هذا الظرف الحرج والصعب بالجلوس أمام بعضنا البعض في طاولة حوار سياسي واجتماعي وديمقراطي للاستماع إلى صوت العقل والأخذ بعين الاعتبار المشورات والنصائح الإقليمية والدولية لأننا بأي حال من الأحوال جزء من هذا الكيان الإقليمي والدولي نؤثر ونتأثر.
داعياٍ كافة أطياف العمل السياسي إلى الاستفادة من التجارب والنصائح التي مر بها ويسديها الآخر مع إضفاء الطابع والخصائص اليمنية الحضارية عليها لأن المرحلة تتطلب السمو وجعل مصلحة الوطن العليا فوق كافة الاعتبارات خاصة بعد أن ثبت خلال الفترة الزمنية للأزمة أنه ليس أحد أفضل من أحد ولا أحد قادر على أن ينتصر على أحد لذا علينا جميعاٍ أن ننتصر لصوت العقل والوطن عبر الحوار الديمقراطي الجاد والبناء الذي أقررناه وارتضيناه منذ الثاني والعشرين من مايو ٠٩٩١م.
ثقافة أصيلة
من جهته يقول الدكتور خالد الفهد أستاذ العلوم السياسية بجامعة صنعاء: مما لا شك فيه أنه لا يستطيع أحد أن ينكر وجود دور للعقلاء في أي مجتمع قديماٍ وحديثاٍ ومما يشهد لهم بأنهم أسهموا بشكل إيجابي في حل مشاكل مجتمعهم ودولهم وعملوا على تشييد أمنهما واستقرارهما.. وإذا ما تحدثنا عن هذه الفئة نجدها على الرغم من اتساع عدد أفراد الشعوب قد نجدهم في السلطة أو المعارضة يكونون اجتماعيين كالمشائخ وأصحاب الوجاهات وكذلك المثقفين والإعلاميين…الخ.
مضيفاٍ: إذا ما تحدثنا عن هذه الفئة في بلادنا الغالية والحبيبة وهي تواجه فترة صعبة وحرجة في حياتها وعلى مختلف الصعد نجد أن هناك عقلاء وضعوا نصب أعينهم مصلحة الوطن والمواطن ويجب أن نميز بين العقلاء من المحسوبين عليهم.. لافتاٍ إلى أن الفئة الأولى والتي عبرت عن رأي الغالبية من أبناء المجتمع اليمني سواءٍ في السلطة أو المعارضة سواءٍ كانوا أحزاباٍ أو أفراداٍ أو مجتمعاٍ مدنياٍ أو إعلاميين إلا أن هذه الصورة ما زالت خافتة إعلامياٍ إذا ما قادنا الأمر بأنها تعبر عن رأي الغالبية ويبدو لي أن القصور في السياسات الاعلامية..
أما الفئة الثانية فهي تمثل قلة قليلة من أبناء الشعب اليمني فهي مصابة بالانانية المفرطة وتحرص على مصلحتها قبل مصلحة الشعب والوطن وتريد الحوار إذا ما كان وفقاٍ لذلك وتعتبره شعاراٍ اكثر من كونه سلوكاٍ.. ولا تتردد في اختيار أي وسيلة إذا ما خالف الأمر مصلحة أفرادها.. مبيناٍ أن الأزمة خلال الفترة الماضية قد وضحت هاتين الفئتين من عقلاء اليمن وأصبح المواطن البسيط يميز بينهما وهذا أحد الدروس التي استفادها الشعب اليمني من هذه الأزمة.. داعياٍ الجميع للعودة إلى ثقافة الحوار كونها ثقافة أصيلة في المجتمع اليمني ووفقاٍ لعقيدته وأخلاقه وباعتباره الآلية التي يتم التعامل بها في الحالات العادية فكيف عندما ينشأ خلاف أو أزمة أو حرب لا قدر الله.
ولا بد أيضاٍ من القول أن هذه الآلية يتم التعامل بها بين الأنظمة والشعوب التي تتباين في ما بينها حضارة وديناٍ ومصالح وبالتالي كيف يمكن أن نفسر عدم حدوث مثل هذا الأمر بين أبناء شعب يتجانس دينياٍ وقومياٍ ومن هنا نستغرب بعض الذين يتشدقون بهذا الشعار ويرجعون إلى خلافه في حياتهم أو في مناداتهم لهذه الأزمة مستغربا من بعض التصرفات التي لا تنبئ بوجود أي شيء من العقل وإنما هم محسوبون عليهم واسترشدت بهذا بأمر يجب إدراكه بأن السلطة وخاصة في ظل قيادة فخامة رئيس الجمهورية شفاه الله وأعاده إلى أرضه وشعبه عاجلا مثل الحوار الركيزة الأساسية في فكره وحكمه منذ أن تقلد السلطة والحاجة إلى شعبه في تبني التعددية السياسية والحزبية عندما عادت الوحدة في ٢٢ من مايو ٠٩٩١م ليبقى الحوار هو أساس التعامل في الحياة السياسية.
ولن أجد هذه المفردة من خلال تتبع ودراسة سلوكيات أحزاب المعارضة وكذلك اللقاء المشترك لاسيما في هذه الفترة والتي ثبت بما لا يدع مجالاٍ للشك أنه أعاق وعرقل مسار الحياة وظل يراهن على استلام السلطة بعيداٍ عن الشعب الذي يعتبر صاحبها ومصدرها.. ويختتم حديثه بالقول: أتمنى من هؤلاء أن يكونوا استوعبوا الدرس وأن يثبتوا لهذا الشعب أنه هو صاحب السلطة وأنهم يعبرون عن مطلبه وألا يخرجوا من حكمته التي أضلها مثل هؤلاء..
قواسم مشتركة
الأخ سيف الهياشي ـ نائب رئيس دائرة المنظمات الجماهيرية في المؤتمر الشعبي العام يرى من جانبه أن على كافة العقلاء بكافة انتماءاتهم وجوباٍ ـ الجلوس على طاولة الحوار إذا كان هدف الجميع ـ سلطة ومعارضة ـ إخراج البلد اليمني العزيز على قلوبنا جميعاٍ من الأزمة الخانقة والمفتعلة التي يمر بها لافتاٍ إلى ضرورة الاحتكام للنصوص الدستورية والقواسم المشتركة التي تجمعنا كيمنيين بصفة رئيسية بحيث يتوجه التفكير نحو الحقائق العقائدية والوطنية التي تجمع بين كافة الأطراف المعنية باعتبارها رصيداٍ كافياٍ لتواصل الحوار والتفاهم بصورة يقينية ومضمونة للوصول إلى اتفاق وطني جامع وشامل.
منوهاٍ إلى أنه بوسع المؤتمر الشعبي العام وحلفائه وأحزاب المشترك وشركائهم والأطراف الأخرى الاستجابة المطلوبة لدعوة فخامة الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية للحوار كونها ضرورة يمليها الضمير الوطني قبل المسؤوليات الوطنية والأخلاقية وأن يسجلوا للتاريخ صورة اقتدارهم جميعاٍ في إنجاز نقلة تطويرية إيجابية في بنية التفكير الوطني المسؤول والواعي لفداحة المخاطر الجسيمة والمحدقة والتي يتعرض لها الوطن والجميع دون استثناء.
مبيناٍ أن اللجوء إلى العنف واستخدام السلاح والاختطافات الممنهجة سلوك الجبناء والضعفاء باعتبار أن هذه الأعمال لا تؤدي إلا إلى المزيد ولا تساهم في تحقيق أي مخرج أو حل لهذه الأزمة السياسية الراهنة لذا على الجميع الجلوس على طاولة الحوار والاحتكام إلى صناديق الاقتراع بإعتبارها المخرج الوحيد لحل الأزمة كما أن القيادة السياسية منذ بدء الأزمة وما قبلها ظلت تدعو إلى الحوار والقبول بالآخر وانتهاج الديمقراطية سلوكاٍ وعملاٍ مؤكداٍ أنه ليس بوسع أحد إقصاء الغالبية العظمى من أبناء الشعب المؤيدين للشرعية الدستورية وقائدها المغوار باني نهضة اليمن الحديث وصانع التحولات الحضارية الكبرى ومحقق أمجادها اليمانية العريقة.
تفكير وتقليد
أما الدكتور عبده البحش الباحث بمركز الدراسات والبحوث اليمني فقال: في الآونة الأخيرة وخاصة منذ اندلاع الأزمة السياسية في بلادنا وحتى قبل أن تقدم أحزاب اللقاء المشترك على تعكير صفو الحياة السياسية والديمقراطية مقلدة ما حدث في تونس ومصر تقليداٍ أعمى ودون إدراك لحقيقة الواقع والظروف المختلفة بين الحالة اليمنية من ناحية والحالتين التونسية والمصرية من ناحية أخرى.
مضيفاٍ أن فخامة الرئيس قد بادر إلى دعوة أحزاب اللقاء المشترك إلى الحوار وتنفيذ كافة المطالب التي كانت أحزاب اللقاء المشترك تطالب بها كاملة إضافة إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية وإشراك أحزاب اللقاء المشترك في الحكم تغليباٍ للمصلحة الوطنية العليا وتجنيب البلاد العنف والتأزم السياسي وحقن الدم اليمني وكانت فرصة ثمينة لو أن أحزاب اللقاء المشترك استجابت لتلك الدعوة التاريخية وشرعت في الحوار الجاد مع الحكومة آنذاك والسير قدما في العملية السياسية والديمقراطية لكن للأسف الشديد حدث ما لم يكن يتمناه أي يمني يحب وطنه ويحرص على أمن واستقرار بلده حيث قابلت أحزاب المشترك تلك الدعوة بالرفض والتنكر مطلقة شعاراٍ مستنسخاٍ ومقلدا هو »لا للحوار.. لا حوار حتى يسقط النظام« وكأن أحزاب اللقاء المشترك أرادت من خلال هذا الشعار الانقلاب على الديمقراطية والانقضاض على السلطة قصراٍ وعنوة متجاهلة إرادة الشعب اليمني الذي يرفض الاستبداد والشمولية ومنطق القوة الغاشمة بعد أن تعود على اختيار من يحكمه بطريقة ديمقراطية وحضارية وانطلاقاٍ من إرادته الحرة وكرامته التي ترفض الوصاية عليه من أي جهة كانت.
ويضيف البحش: خلال الفترة الماضية استمر فخامة الرئيس في تقديم المبادرات تلو المبادرات والتنازلات والدعوات للحوار أملا في تجنيب الوطن العنف وحرصاٍ على حقن الدماء وحفاظاٍ على المنجزات الوطنية من الخراب والدمار لكن أحزاب اللقاء المشترك فهمت تلك التنازلات والمبادرات والدعوات المتكررة للحوار ضعفاٍ من الحكومة واعتقدت أن بمقدورها الإطاحة بها دون أن تدرك وتعي تلك الجماهير المليونية المؤيدة لفخامة الرئيس والحكومة ذات الأغلبية البرلمانية وبدأت أحزاب المشترك تنفيذ مخطط إسقاط النظام بالقوة والعنف والحرب وتحت شعار السلمية وكانت حرب الحصبة وأرحب ونهم والحيمة وأبين وتعز وغيرها من المناطق وبلغ هذا المخطط ذروته باستهداف مسجد النهدين لاغتيال فخامة الرئيس وكبار قيادات الدولة.
واليوم نجد فخامة الرئيس كما عرفناه عفوا متسامحا في أول ظهور تليفزيوني له منذ محاولة اغتياله يدعو أطراف الأزمة السياسية إلى الحوار وكأن شيئاٍ لم يحدث وهو ما أذهل المراقبين والمهتمين بالشأن اليمني وهذا ما يمثل فرصة كبيرة لقيادات أحزاب اللقاء المشترك للخروج من عنق الزجاجة أي من المأزق الذي وقعت فيه تلك الأحزاب والقوى التي تورطت في العنف وتخريب الممتلكات العامة والخاصة وسفك الدم اليمني ومحاولة اغتيال الرئيس وكبار قيادات الدولة باعتبار ذلك جريمة سياسية بشعة وسابقة خطيرة في عصرنا الراهن.
ويتوقع البحش أن أحزاب اللقاء المشترك والقوى المتحالفة معها ستصغي لصوت العقل والحكمة وستجلس على طاولة الحوار بعد دعوة فخامة الرئيس كون تلك القوى فقدت المبادرة ولم تعد تملك أوراقاٍ جديدة خصوصاٍ بعد أن تورطت في المحذور وتجاوزت الخطوط الحمراء وسببت أكبر معاناة للمواطن اليمني في حياته اليومية مما جعل الكثير من الناس ينفضون من ساحات الاعتصام معلنين غضبهم وتذمرهم مما اسموه خداعهم وتضليلهم بالثورة السلمية المزعومة..
وعلى أية حال لا يمكن لأي محلل أو مراقب منصف إلا أن يتوقع استجابة وترحيباٍ كبيراٍ خاصة من العقلاء في أحزاب اللقاء المشترك والقوى المتحالفة معه..<