عرض/ محرر الصفحة
تختزن الذاكرة الجمعية لمجتمعنا اليمني رصيداٍ شفوياٍ غنياٍ من ألوان الغناء الشعبي والأهازيج والزجل والهجلات ويحتاج إلى تضافر الجهود لجمعه ودراسته خصوصاٍ أن مجتمعنا يشهد حالياٍ الكثير من التحولات الاجتماعية والثقافية وغيرها التي أخذت تؤثر على الوسائل والمؤسسات التقليدية التي كانت تؤطر عملية النقل من جيل لآخر والتي يمكن أن تؤدي تدريجياٍ سواءٍ بالنسبة إلى مكونات تلك الذاكرة على هذا الصعيد أو بالنسبة إلى مكوناتها على أصعدة أخرى إلى فقدان هذا الإرث التاريخي والحضاري للكثير من حلقاته:
ويعتبر كتاب »شذرات غنائية من الذاكرة الشفوية اليمنية« رافداٍ من الروافد التي تصب في اتجاه الحفاظ على هذا الإرث لا سيما أنه يتعلق بلون غنائي شعبي هو اللون الدارج في شكل أبيات شعرية مستقلة ومكثفة تتقارب في ما بينها من ناحية المضامين والأبعاد كما يعتبر إحدى الظواهر الاجتماعية ذات الانتشار الواسع في المناطق الريفية والحضرية على حدُ سواء وعلى مستوى مختلف الشرائح الاجتماعية في كل من الوسطين الرجالي والنسائي كما يعتبر أحد المصادر التي نجد في مضامينها صدى تاريخياٍ تراكمياٍ لإيقاعات حياة مجتمعنا بأوجهها الفردية والجماعية.
»توضيح«
كل بيت من شعر الغناء العامي اليمني في هذه المجموعة يعتبر مستقلاٍ بذاته في معظم الأحوال ولا علاقة له بما قبله أو بعده..
وهذه الأبيات التي اخترناها من الكتاب لا يعرف قائلها ولا أول من غناها أو رددها كما أن معظمها مما تتغنى به النساء ويرددنه عند أداء أعمالهن المنزلية وغيرها
أبه أبه خزن ولف قاتك
والعز والناموس في بناتك
بناتك: تطمين للأب من بناته ويستمر في مضغ قاته
أسعد مسا القرفة واسعد مسا الهيل
واسعد مسا خلي لا غدر الليل
غدر: عاد أدراجه في ساعة متأخرة
بدا من الطاقة والورد نافش
ما تنفع البسره والقلب عاطش
البسره: النظر (من الفعل أبسر)
بنات قلبي كلهن حماحم
يا مشتري كن زيد الدراهم…
ثنتين بنات في السايلة بيلوين
يشتين زواجة قبل ما يموتين
بيلوين: من الفعل لوى: تجول
ثنتين بنات في السايلة لقني
يشتين زبيب أخضر وأنا من أين لي
جبل صبر ملوي ثلاث ليات
ليه بنات وليتين غصون قات
جبل صبر: جبل شاهق أخضر يطل على مدينة تعز
جننتني يالابس القطيفة
جننتني بالقامة النحيفة
القطيفة: أي الثوب »الفستان« المعد من هذا القماش المعروف
حْبيبي يا كلب يا مقطرن
قد فاطمة راس الجبا عتجنن
الجبا: سطح البيت
خبيرتي مالش بتبسريني
جري نفر حلبة وزروطيني
نفر: وحدة كيل
زروطيني: من الفعل زروط: التهم الشيء دون مضغه
راسي بيوجعني شنين طاقة
في ذمتك يا لابس الصمادة
شنين طاقة: الطاقة هي النافذة أما الشنين: فيرتبط معناه هنا بالهواء البارد المتسرب من الفتحات أو الشقوق.
في ذمتك: بسببك
الصمادة: هي عبارة عن شال رجالي يلف حول الرأس
رد السلام رد السلام واجب
يا ناكس الدسمان على الحواجب
الدسمان: هو أيضاٍ صمادة لكن الشال من نوع قماش غالي.
زوج الطبان يا شال أبو قطيفة
يحرم عليك العيشة اللطيفة
الطبان: الضرائر
شال أبو قطيفة: شال من قماش القطيفة
سموني المجنون وأنا الزبيبة
جعل لكن يالحاليات مصيبة
شاقلكم بالصدق والصراحة
ما بش مع العاشق سلا وراحة
شاموت عطش والماء قبال عيني
يا رب أحكم بينهم وبيني
الماء: يرمز الماء هنا إلى الحبيب
صلوا عليه يا اخوان يا جماعة
كله يهون أما الفراق ماعه
ماعه: يعني لا
طلي من الطاقة أشتي أحاكيش
ما يعشقوش اثنين الله يعافيش
الله يعافيش: دعوة المراد بها في الواقع عكس معناها الظاهر.
عبدالكريم في الباب وافتحوا له
وجرو الجاوي وبخروا له
الجاوي: نوع من البخور نسبة إلى مدينة جاوه
قد قلت لك لا تعشق الغليظة
الصبح دورة والعشي مريضة
الغليظة: السمينة
قلبي ملان وداخله زنينة
لو يفتجر لا يغرق المدينة
كرنبلي قد نجح القراطيس
ما زاد لقينا قرش للطماطيس
كرنبلي: نوع من أنواع القماش
نجح: أتى على أدى إلى نفاد
للطماطيس: للطماطم
لانت الزجاج فانا كسيرك الماس
جي نجتمع سرقة خفاء من الناس
جي: بمعنى تعال
لا تنقدونيش لا خرجت وابطيت
من الزبل والضيق داخل البيت
لا تنقدونيش: لا تلوموني
زبل: من الفعل زبل ضاق صدره أو مل
والله القسم لو ما تزوجوني
لا انبع من الطاقة تصدقوني
أنبع: من الفعل تبع: وثب
والله القسم ما فارق البياضي
لو شارعوني عند ألف قاضي
شاروعني: من الفعل شارع: أي قاضى
يا حانقة لابد من رجوعش
ما ينفعش أهلش ولا دموعش
حانقة: يقصد بها المرأة المفارقة لزوجها إلى بيت أبيها نتيجة الخلافات..
