لا تعجز
قيل بلسان الحال في قصة آدم وخروجه من الجنة بذنبه: يا آدم لا تجزع من قولي لك »أخرج منها« فلك خلقتها ولكن إهبط إلى دار المجاهدة وابذر بذر التقوى وأمطر عليه سحائب الجفون فإذا اشتد الحب واستغلظ واستوى على سوقه فتعال فاحصده.
يا آدم.. ما أهبطك من الجنة إلا لتتوسل الي في الصعود وما أخرجتك منها نفياٍ لك عنها ما أخرجتك منها إلا لتعود.
يا آدم.. ذنب تذل به لدينا أحب إلينا من طاعة تْدل بها علينا يا آدم.. أنين المذنبين أحب الينا من تسبيح المدلين.
ياعبدي.. لا تعجز فمنك الدعاء وعليِ الإجابة من الاستغفار وعليِ المغفرة ومنك التوبة وعليِ تبديل سيئاتك حسنات.
ثلاثة أغطية
قال إبراهيم بن أدهم: قد حجبت قلوبنا بثلاثة أغطية فلن يكشف للعبد اليقين حتى ترفع هذه الحجب: الفرح بالموجود والحزن على المفقود والسرور بالمدح فإن فرحت بالموجود فأنت حريص وإذا حزنت على المفقود فأنت ساخط والساخط معذب وإذا سررت بالمدح فأنت معجب والعجب يحبط العمل.
وقفة مع.. حاتم الأصم
قال حاتم الأصم (رحمه الله): ما من صباح إلا والشيطان يقول لي: ما تأكل¿ وما تلبس¿ فأقول: آكل الموت وألبس الكفن وأسكن القبر
وقال رجل لحاتم الأصم »رحمه الله«: ما تشتهي¿ قال: اشتهي عافية يومي إلى الليل فقيل له: أليست الأيام قلِها عافية¿ فقال: ان عافية يومي ألاِ أعصي الله فيه.
جاء رجل إلى حاتم الأصم »رحمه الله« فقال: أي شيء رأس الزهد ووسط الزهد وآخر الزهد¿
فقال حاتم:
رأس الزهد الثقة بالله.
ووسطه الصبر
وآخره الخلاص.
كْف لسانك..
من المعلوم أن خطر اللسان عظيم ولا نجاة من خطره إلا بالصمت ولذلك قال عليه الصلاة والسلام: (من صمت نجا) سأل رجل النبي صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم فقال: يا رسول الله أخبرني عن الإسلام بأمر لا أسأل عنه أحداٍ بعدك¿ قال: قل آمنت بالله ثم استقم.
قال: قلت فما أتقي¿! فأومأ بيده إلى لسانه وقال عقبه: قلت يا رسول الله ما النجاة¿ قال: »أمسك عليك لسانك وليسعك بيتك وأبك على خطيئتك«.
سأل معاذ بن جبل الرسول صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم فقال: أنؤاخذ بما نقول¿! فقال »ثكلتك أمك يا معاذ وهل يكب الناس في النار على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم¿
روي أن عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) رأى أبا بكر رضي الله عنه وهو يمد لسانه بيده فقال له: ما تصنع يا خليفة رسول الله¿ قال: هذا الذي أوردني الموارد إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ليس شيء من الجسد إلا يشكو إلى الله اللسان على حِدته« قال صلى الله عليه وسلم: »من كف لسانه ستر الله عورته ومن ملك غضبه وقاه الله عذابه ومن اعتذر إلى الله قبل الله عذره«.