ولاء نبيه
إذا كان لديكم أبناء ما زالوا أطفالاٍ أو في سن المراهقة فأنتم إذٍا ضمن قائمة الأْسِر التي لا تكف عن الشكوى من مشاجرات الأبناء ومشاحناتهم التي لا تتوقِف والتي عادة ما تعكر صفو الأسúرة بأكملها ولكن هل تعلمون أنِ شجارات الأبناء تؤثر بالنِفúع عليهم¿
هذا ما أكِده خْبِراء التربيةº حيث يقولون: إنها تنمي مهاراتهم الاجتماعية وتجعلهم أكثر قدرةٍ على مواجهة الحياة مستقبلاٍº ولكن بشرط أن يتعامِل الآباء مع هذه المشاجرات بوعúي وذِكاء.
تتجه بعضْ الأْسِر في التعامْل مع مشاحنات الأبناء إما بالتجاهل التام أو بعقاب الطرفين بلا مناقشة أو بمناصرة طرف على حساب الآخر أو بمنúعهم من مزاولة أي نشاط مشترك يكون سببٍا في الخلاف بينهم.
فما هو الأسلوب الأكثر إيجابيِة في التعامْل مع مشاجرات الأبناء¿ ومتى وكيف يتدخِل الآباء¿ وهل للعلاقة بين الآباء تأثير على علاقة الأبناء بعضهم ببعúض¿
غيرة وأنانية:
تؤكد الدكتورة إيمان شريف – الخبيرة بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية -: أن المشاجِرات بين الأبناء أمرَ طبيعي لا يستوجب انزعاج الأسرة خاصة إن كانت أسباب الخلاف تقليدية ناجمة عن الاختلاف في الميول والرغِباتº مثل: الخلاف على مشاهدة التليفزيون أو طريقة اللعب أو ما شابه ذلك ويجب على الآباء في هذه الحالة ألاِ يتدخلوا ويتركوا الساحة للأبناء لحل نزعاتهم بأنúفْسهم فإن تمكِنوا من ذلك فهو أمرَ إيجابي من شأنه تنمية مهارتهم الاجتماعيِة كما أنه يزيد من ارتباط الأبناء وتِفِهْمهم بعضهم ببعض أما إذا تطوِرِ الخلافْ إلى حد الإيذاء البِدِني فلا بدِ أن يِتِدِخِل الآباءº ولكن بشرúط التزام العدúل مع أيهما.
وتضيف الدكتورة إيمان: “إذا كانت أسباب الخلاف ناتجة عن الغيرة أو الأنانية فهو أمر يستوجب وقفة من الآباء ومراجعة منهم لأسلوب تربيتهم للأبناء فإذا كانوا يقارنون بين الأبناء ويفضلون أحدهما على الآخرº لأنه الأكثر تفوْقٍا أو طاعة مثلاٍ فهنا موطن الداء والذي يجعل الشجارات بينهم أكثر حدة وعدوانيةº نظرٍا لتسلْل الضغينة إلى قلوبهم” مشيرة إلى أن المسؤولية هنا تقع على الآباء من خلال إقلاعهم في البداية عن أسلوب المقارنات التي لا تثمر إلا كل سوء وأيضٍا من الضروري إبراز أهم مميزات الطرف الذي يغار وأكثر الأشياء تفوقٍا فيها حتى يثق في نفسه ومن ثِم لا يصبح هناك مجال للغيرة والتعامل بالعدل بين الأبناء من شأنه أيضٍا أن يقلص من أنانيتهم وهو منهج تربوي أرساه لنا الرسول الكريم – صلى الله عليه وسلم – منذ مئات السنين وذلك حين أوúصِانا بأن نعدلِ بين أبنائنا حتى في القبلات ومن ثِم إذا تمكِن الآباء من تحقيق ذلك فليس هناك داعُ للانزعاج من شجارات الأبناء.
التحلي بالصبر:
تتِفق مع هذه الرؤية الدكتورة صفية عفت – أستاذة الطب النفسي – وأضافتú: “إن الأطفال هم مرúآة للآباء في تعامْلاتهم فإذا كان الآباء في خلافاتهم يعتمدون على الصوت العالي والعصبية الزائدة فسوف تصطبغ مشاجرات الأبناء بنفس الصبغة فيظهر الصراخ الذي غالبٍا ما يزعج الآباء ويضطرهم للتدخل لفض النزاع بعصبيِة تزيد من تضخْم المشكلة كما أنها تزيد من الفجوة بين الأبناء” مشيرة إلى أن أفضل السبل لحل النزاع: إما تجاهلها إذا كانت يسيرة أو التدخل الواعي من الآباء إذا تفاقِمِت المشكلة والذي يتمثِل أولاٍ في التحلي بالصبر معهم ثم خلúق حالة من الحوار تمكن كل طرف من التعبير عن انفعالاته وعما يزعجه من الآخر وما يريده منهº حيث إن هذا الأسلوب من شأنه الحد من الخلافات وأيضٍا توطيد العلاقة بين الأبناء.
وتؤكد الدكتورة صفية: أن من بين أسباب المشاحنات بين الأبناء انتماءهم لجنسِين مختلفين ما بين صبي وفتاةº حيث يكون لكل منهما اهتماماته وميوله التي تختلف عن الآخر وهذا الأمر يتطلِب من الآباء توفير احتياجات كل طرف دون تفرقة وأيضٍا لا بد من التدخْل العادل في حل النزاعات مع مراعاة الفروق الفردية بينهم..