الإعلام – أو السلطة الرابعة – ســـلاح ذو حدين قد ينعكس علينا سلباٍ أو إيجاباٍ بما يقدم من نشر للأخبار والحقائق والمعلومات..
وفي ظل الأوضاع الراهنة أو ما تمر به بلادنا من أزمة سياسية يبرز الإعلام بشقيه العام والخاص ليلعب بعضه دوراٍ مهماٍ في التخفيف من حدة التوتر والانفعالات.. ولينعكس البعض الآخر سلباٍ بما يلعبه في تأجيج الأوضاع عن طريق نشر الأخبار الزائفة والمعلومات التي تفتقر إلى الصحة والموضوعية..
وكذا مما يبثه من صور في وسائل لا تحترم المشــاهدين بالصور الدموية لإثارة الجمهور المتلقي.. مستغلا بذلك مناخ الديمقراطية وحرية الإعلام والتعبير..
»الوحدة« استطلعت آراء الباحثين والمهتمين بالشأن الإعلامي حول تعاطي الإعلام بين معايير الديمقراطية وضوابط الحرية المسؤولة في الجانب المتعلق بحرية التعــــبير.. وما يتعلق بذلك من ضوابط أخلاقية ومهنية مسؤولة..
وفي ظل الأوضاع الراهنة أو ما تمر به بلادنا من أزمة سياسية يبرز الإعلام بشقيه العام والخاص ليلعب بعضه دوراٍ مهماٍ في التخفيف من حدة التوتر والانفعالات.. ولينعكس البعض الآخر سلباٍ بما يلعبه في تأجيج الأوضاع عن طريق نشر الأخبار الزائفة والمعلومات التي تفتقر إلى الصحة والموضوعية..
وكذا مما يبثه من صور في وسائل لا تحترم المشــاهدين بالصور الدموية لإثارة الجمهور المتلقي.. مستغلا بذلك مناخ الديمقراطية وحرية الإعلام والتعبير..
»الوحدة« استطلعت آراء الباحثين والمهتمين بالشأن الإعلامي حول تعاطي الإعلام بين معايير الديمقراطية وضوابط الحرية المسؤولة في الجانب المتعلق بحرية التعــــبير.. وما يتعلق بذلك من ضوابط أخلاقية ومهنية مسؤولة..
استطلاع/ خالد الصايدي – علي السريحي
استطلاع/ خالد الصايدي – علي السريحي
د. عبده البحش – باحث بمركز الدراسات والبحوث بدأ حديثه بالقول: في بلد مثل اليمن الذي يشهد أزمة سياسية حادة بين السلطة والمعارضة بلغت ذروتها في الآونة الأخيرة بعد أن خرجت عن المألوف حينما اقدمت أحزاب اللقاء المشترك على إنزال أنصارها إلى الشوارع والساحات في العديد من المدن اليمنية للالتفاف على مطالب الشباب الاجتماعية والحياتية ومصادرتها وتوجيهها وجهة سياسية مغايرة لثقافة شعبنا اليمني الديمقراطية والتعددية السياسية التي تقوم على التداول السلمي للسلطة من خلال الانتخابات وصناديق الاقتراع وليس من خلال الاعتصام والتظاهر ورفع شعارات الرحيل لرئيس منتخب من الشعب بنسبة 77٪ من أصوات الناخبين اليمنيين عام 2006م ورفع شعار الشعب يريد إسقاط النظام في محاولة لمصادرة حق الغالبية النيابية في البرلمان والوصول الى السلطة بهذه الطريقة الانقلابية على الدستور والتجربة الديمقراطية التي اصبح عمرها عشرين عاما..
سقف الثوابت
ويضيف البحش: وفي ظل هذه الأجواء غير الديمقراطية وغير الحضارية تعامل الإعلام الرسمي مع هذه الأزمة بطريقة اظهرت قدراٍ كبيراٍ من المسؤولية تجاه الحفاظ على الديمقراطية والتعددية السياسية من خلال التأكيد على الحوار بين أطراف الأزمة السياسية كسبيل وحيد للخروج من هذه الازمة المفتعلة محذرا من خطورة الانقلاب على الديمقراطية والشرعية الدستورية ومؤكدا مرارا وتكرارا على أن صناديق الاقتراع والانتخابات هي السبيل الوحيد للتغيير والوصول إلى السلطة وليس الفوضى والشغب والتخريب والاعتداء على الممتلكات العامة والخاصة وتعطيل الحياة الاقتصادية والإضرار بالمصلحة الوطنية العليا لقد دأب الإعلام الرسمي على تكرار دعوة أحزاب اللقاء المشترك ومن معه من القوى الأخرى إلى الجلوس على طاولة الحوار لمناقشة كافة القضايا الوطنية والسياسية والتفاهم بشأن كافة الاشكالات والقضايا الخلافية والوصول إلى حلول مناسبة في إطار الدستور والقانون والشرعية الدستورية وتحت سقف الثوابت الوطنية.
التخفيف من حدة الأوضاع
لقد لوحظ أن الإعلام الرسمي حرص على ابقاء باب الحوار مفتوحا للجميع وتم استضافة العديد من الشباب في ساحات الاعتصام في حلقات نقاشية عديدة ولا زالت مستمرة بهدف الحوار معهم ومعرفة مطالبهم وليعبروا عن آرائهم بكل حرية وديمقراطية في برامج حوارية غاية في الروعة والجمال تعكس الرأي والرأي الآخر بغض النظر عن وجهات نظر المستضافين واتجاهاتهم فقمة الديمقراطية أن تسمح للذي يختلف معك ان يعبر عن رأيه حتى ولو كان ذلك الرأي لا ينسجم مع القيم الديمقراطية والتعددية وثقافة التسامح التي اصبحت منظومة اخلاقية وسلوكية وحضارية يتسم بها شعبنا اليمني وإن كانت اليوم تتعرض لتهديد خطير يتمثل في الإصرار على الانقلاب على هذه المثل والقيم الإنسانية العليا تحت شعارات إقامة الدولة المدنية وكيف يصنع مدنية حقيقية من يسعى إلى الانقلاب على الديمقراطية حيث بأن الديمقراطية هي الركيزة الأساسية لإقامة دولة مدنية حقيقية يسودها العدل والمواطنة المتساوية واحترام حقوق الإنسان والتسامح والوسطية والحوار الذي يمثل روح الدولة المدنية.
وجزم د.البحش بأن الاعلام الرسمي وخلال هذه الفترة قد استطاع أن يجسد حرية التعبير في انقى وابهى صورها في اتاحة الفرصة الكاملة للاخر المختلف سواء من خلال الاستضافة المباشرة في الاستديو أو من خلال الاتصال الهاتفي مع عناصر من ساحات الاعتصامات للمشاركة والتعبير عن ارائهم بطريقة ديمقراطية رائعة تتسع للرأي المختلف وتستمع اليه بكل رحابة صدر في إطار الأزمة السياسية التي تعيشها بلادنا والتي تتمثل في محاولة احزاب اللقاء المشترك والقوى المتحالفة معه الانقلاب على الديمقراطية وإعادة البلاد إلى ازمان الاستبداد والشمولية والكهنوتية الغابرة.
في ما يتعلق بالإعلام الرسمي نستطيع القول خصوصا وقد سبق لي أن تحدثت عنه إنه تعاطى مع ما يدور في الساحة بايجابية عالية من خلال تأكيده على الحوار وعدم الانجرار إلى العنف والتخريب وقطع الطرقات ونبذ التحريض والتعبئة الخاطئة والمضللة وإبراز المسيرات والتظاهرات الشعبية الواسعة التي تدعو للحوار والتسامح وترفض الانقلاب على الديمقراطية والشرعية الدستورية وتطالب بالتغيير السلمي من خلال الانتخابات وصناديق الاقتراع كما ينص على ذلك دستور الجمهورية اليمنية الذي لا يجوز تجاوزه كخط أحمر باعتباره مرجعية للجميع تحل في اطاره كافة الخلافات السياسية.
شرف المهنة
أما في ما يتعلق بالإعلام اليمني الخاص وتعاطيه مع ما يدور في الساحة اليمنية فللأسف الشديد ان هذا الاعلام لم يقف على مسافة متساوية بين الفرقاء السياسيين وفقا لما تقتضيه مبادئ الحيادية الاعلامية ومعايير الموضوعية والمصداقية وميثاق الشرف الإعلامي أو ما يطلق عليه شرف المهنة أو أخلاقيات المهنة الإعلامية.
.مواجهة الأزمات
أما الدكتور علي العمار – استاذ الصحافة المساعد بكلية الإعلام – جامعة صنعاء فقد تحدث: من المعروف أنه أثناء الازمات أو الحروب أو الصراعات او حتى الكوارث الطبيعية تزداد علاقة وسائل الإعلام بالرأي العام لأن الرأي العام يعتمد على وسائل الإعلام في استقاء المعلومات.
لذلك يتطلب من الإعلام المحلي سواء الحكومي أو الخاص أو الحزبي أثناء الأزمة التي نمر بها أو ثورة الشباب قدر كبير من المعلومات الدقيقة والصادقة لامداد الراي العام بها كونه يعتمد عليها في استقاء المعلومات لأن الإعلام يعد اداة رئيسة من أدوات الأزمة وتعتمد الأحداث التي تمر بها اليمن في إدارتها على وسائل الاعلام والتي تعتبر أحد مكونات استراتيجية مواجهة الأزمات.
وعلى وسائل الإعلام عند إدارتها لمثل هذه الأزمات توفير المعلومات أولا بأول للجمهور وأن تكون هذه المعلومات دقيقة وصحيحة عدم الانفعال أثناء تغطية حدث ما مثلما يحدث عندنا من قبل بعض مراسلي الفضائيات يشعر الرأي العام بعدم حياديتهم في تغطية الأزمة.
احترام عقلية القارئ أو المشاهد لأنه قريب من الحدث وقد يحصل على الحقيقة من أكثر من مصدر وبالتالي يكتشف بسرعة كذب ودجل الوسيلة الإعلامية التي كان يعتمد عليها في استقاء المعلومات عدم تأجيج الرأي العام من خلال المعلومات المغلوطة من قبل الإعلام سواء الحكومي أو الحزبي أو الخاص.
انعدام الإعلام التوجيهي في هذه الأزمة وأصبح إعلاما يصنع الأزمات أكثر مما هي في الواقع وابتعد عن المهنية وغلب الطابع الحزبي على الطابع المهني واصبحت المناكفات بين الزملاء بألفاظ ولغة واطية لاترتقي إلى لغة الإعلام.
وما اتمناه من قبل الإعلام بتوجهاته المختلفة هو الرأفة بالرأي العام واعطاؤه الحقيقة دون غيرها وعدم تأجيج الأزمة أكثر مماهي فيه والمساعدة في إيجاد الحلول المناسبة لإخراج اليمن من هذه المحنة..
تضليل وتحريض
من جهته د. أحمد العجل: يؤكد أن قنوات الإعلام هي من أبرز الوسائل في العالم الحديث وأكثر تأثيراٍ على الجماهير بالذات الاخبارية منها والتي تزداد أهميتها أثناء الأزمات لأن الجمهور في هذه الأثناء مهتم ويزداد استخدامه لهذه الوسائل لذلك من المفترض على هذه القنوات أن تتحمل مسؤوليتها وتراعي مصالح المجتمع من منطلق ما يعرف بالمسؤولية الاجتماعية لكن مع الأسف نجد أكثر هذه القنوات تخل في تناولاتها لمختلف القضايا بقيم المسؤولية الإعلامية والمهنية الإعلامية والقيم الإنسانية العامة وتتحول من إعلام إلى دعاية مادية وسوداء بل ربما إلى حرب نفسية ولذلك نشاهد الخلط بين الخبر والتحليل والاستعانة غير الموضوعيين..
الكذب والتدليس والحذف والإضافة والتقديم والتأخير والتعتيم والترويج والتضخيم وإلى جانب ذلك نجد أيضاٍ توظيف الأحداث توظيفاٍ تضليلياٍ للرأي العام والخلط بين التحليل والتحريض.. والتحريض يعتبر جريمة من جرائم النشر في قوانين التشريعات الإعلامية.. وغير ذلك من أساليب التضليل والسبب في ذلك أن الإعلام لا ينطلق من رسالته السامية وإنما هو انعكاس لسياسات وخطط وأهداف ويعبر عن تلك السياسات ولا يعبر عن قيم الإعلام كما يجب..
كما أن الإعلام اليوم تديره القوة الاقتصادية المتحكمة فيه أو القوة التي تمتلك مؤسساته إلى جانب أن الإعلام تأثر بالنظرية الليبرالية التي لا تراعي مصالح المجتمع ولا تلتزم بالمسؤولية الإعلامية ومقتضياتها..
كما لا تلتزم أيضاٍ بالأعراف والمبادئ والقيم الإنسانية السائدة بسبب غياب أخلاقيات المسؤولية الإعلامية وتغليب الحرية على المسؤولية وعدم المواءمة والانسجام والتكامل بين الحرية والمسؤولية الإعلامية أدى ذلك إلى ما يعرف بجرائم نشر إعلامية والتحريض الإعلامي وجرائم الشرف والاعتبار وجرائم أخلاقيات المهنة وفساد التضليل الإعلامي مع الأسف الشديد.. ولا سيما وأن تحريض بعض هذه الوسائل يصب في إشعال الفتنة وإثارة النزعات الضارة كالطائفية والمناطقية وغيرها وتفريق وحدة الصف وإثارة الصراعات وبالتالي دخلنا عصر الحرب الإعلامية في العصر الحديث..
يجب على الشعوب ونحن نعيش عصر العولمة أن تتسلح بقيم التحصين والوقاية وانتقاء المفيد ونبذ الضار ولعلنا هنا نذكر التوجيه الرباني الذي يعلمنا انتقاء المفيد.. يقول الله تعالى: »الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه«..
واختم قولي بأن الثوابت الوطنية والهوية الوطنية الفكرية والثقافية والقيم الدينية والإنسانية الرفيعة أمانة في أعناقنا ونحافظ عليها من خلال الوقاية والانتقاء في عصر العولمة..
سقوط ذريع
فيما يرى د. علي العثربي – استاذ العلوم السياسية المساعد بجامعة صنعاء: بأن وسائل الإعلام لم تعبر عن المهنة وإنما تجاوزتها في التناولات الأخيرة وللأسف لم تلتزم بآداب وشرف المهنة والأمر الذي أدى إلى أن مصداقيتها قلت لدى المتلقي لعدم التزامها بالموضوعية والحيادية وبعض هذه الوسائل تتوهم بأنها تصنع الحدث ولا تنقله فحسب وهذا التصور علمياٍ خطأ لأن مهمة الإعلام هي نقل الحدث والفرق بين نقل الحدث وصناعته شاسع.. وهذا ما حول هذه الوسائل إلى طرف في الحدث كما حصل مع قناة »الجزيرة« والتي تحولت إلى حالة من العدائية للشعب اليمني..
هناك سقوط ذريع للعديد من وسائل الإعلام لعدم التزامها بشرف مهنة الإعلام..
ودعا العثربي كل الإعلاميين ووسائل الإعلام الالتزام بمعايير المهنة لكي يكسبوا ثقة المتلقي..
سقف الثوابت
ويضيف البحش: وفي ظل هذه الأجواء غير الديمقراطية وغير الحضارية تعامل الإعلام الرسمي مع هذه الأزمة بطريقة اظهرت قدراٍ كبيراٍ من المسؤولية تجاه الحفاظ على الديمقراطية والتعددية السياسية من خلال التأكيد على الحوار بين أطراف الأزمة السياسية كسبيل وحيد للخروج من هذه الازمة المفتعلة محذرا من خطورة الانقلاب على الديمقراطية والشرعية الدستورية ومؤكدا مرارا وتكرارا على أن صناديق الاقتراع والانتخابات هي السبيل الوحيد للتغيير والوصول إلى السلطة وليس الفوضى والشغب والتخريب والاعتداء على الممتلكات العامة والخاصة وتعطيل الحياة الاقتصادية والإضرار بالمصلحة الوطنية العليا لقد دأب الإعلام الرسمي على تكرار دعوة أحزاب اللقاء المشترك ومن معه من القوى الأخرى إلى الجلوس على طاولة الحوار لمناقشة كافة القضايا الوطنية والسياسية والتفاهم بشأن كافة الاشكالات والقضايا الخلافية والوصول إلى حلول مناسبة في إطار الدستور والقانون والشرعية الدستورية وتحت سقف الثوابت الوطنية.
التخفيف من حدة الأوضاع
لقد لوحظ أن الإعلام الرسمي حرص على ابقاء باب الحوار مفتوحا للجميع وتم استضافة العديد من الشباب في ساحات الاعتصام في حلقات نقاشية عديدة ولا زالت مستمرة بهدف الحوار معهم ومعرفة مطالبهم وليعبروا عن آرائهم بكل حرية وديمقراطية في برامج حوارية غاية في الروعة والجمال تعكس الرأي والرأي الآخر بغض النظر عن وجهات نظر المستضافين واتجاهاتهم فقمة الديمقراطية أن تسمح للذي يختلف معك ان يعبر عن رأيه حتى ولو كان ذلك الرأي لا ينسجم مع القيم الديمقراطية والتعددية وثقافة التسامح التي اصبحت منظومة اخلاقية وسلوكية وحضارية يتسم بها شعبنا اليمني وإن كانت اليوم تتعرض لتهديد خطير يتمثل في الإصرار على الانقلاب على هذه المثل والقيم الإنسانية العليا تحت شعارات إقامة الدولة المدنية وكيف يصنع مدنية حقيقية من يسعى إلى الانقلاب على الديمقراطية حيث بأن الديمقراطية هي الركيزة الأساسية لإقامة دولة مدنية حقيقية يسودها العدل والمواطنة المتساوية واحترام حقوق الإنسان والتسامح والوسطية والحوار الذي يمثل روح الدولة المدنية.
وجزم د.البحش بأن الاعلام الرسمي وخلال هذه الفترة قد استطاع أن يجسد حرية التعبير في انقى وابهى صورها في اتاحة الفرصة الكاملة للاخر المختلف سواء من خلال الاستضافة المباشرة في الاستديو أو من خلال الاتصال الهاتفي مع عناصر من ساحات الاعتصامات للمشاركة والتعبير عن ارائهم بطريقة ديمقراطية رائعة تتسع للرأي المختلف وتستمع اليه بكل رحابة صدر في إطار الأزمة السياسية التي تعيشها بلادنا والتي تتمثل في محاولة احزاب اللقاء المشترك والقوى المتحالفة معه الانقلاب على الديمقراطية وإعادة البلاد إلى ازمان الاستبداد والشمولية والكهنوتية الغابرة.
في ما يتعلق بالإعلام الرسمي نستطيع القول خصوصا وقد سبق لي أن تحدثت عنه إنه تعاطى مع ما يدور في الساحة بايجابية عالية من خلال تأكيده على الحوار وعدم الانجرار إلى العنف والتخريب وقطع الطرقات ونبذ التحريض والتعبئة الخاطئة والمضللة وإبراز المسيرات والتظاهرات الشعبية الواسعة التي تدعو للحوار والتسامح وترفض الانقلاب على الديمقراطية والشرعية الدستورية وتطالب بالتغيير السلمي من خلال الانتخابات وصناديق الاقتراع كما ينص على ذلك دستور الجمهورية اليمنية الذي لا يجوز تجاوزه كخط أحمر باعتباره مرجعية للجميع تحل في اطاره كافة الخلافات السياسية.
شرف المهنة
أما في ما يتعلق بالإعلام اليمني الخاص وتعاطيه مع ما يدور في الساحة اليمنية فللأسف الشديد ان هذا الاعلام لم يقف على مسافة متساوية بين الفرقاء السياسيين وفقا لما تقتضيه مبادئ الحيادية الاعلامية ومعايير الموضوعية والمصداقية وميثاق الشرف الإعلامي أو ما يطلق عليه شرف المهنة أو أخلاقيات المهنة الإعلامية.
.مواجهة الأزمات
أما الدكتور علي العمار – استاذ الصحافة المساعد بكلية الإعلام – جامعة صنعاء فقد تحدث: من المعروف أنه أثناء الازمات أو الحروب أو الصراعات او حتى الكوارث الطبيعية تزداد علاقة وسائل الإعلام بالرأي العام لأن الرأي العام يعتمد على وسائل الإعلام في استقاء المعلومات.
لذلك يتطلب من الإعلام المحلي سواء الحكومي أو الخاص أو الحزبي أثناء الأزمة التي نمر بها أو ثورة الشباب قدر كبير من المعلومات الدقيقة والصادقة لامداد الراي العام بها كونه يعتمد عليها في استقاء المعلومات لأن الإعلام يعد اداة رئيسة من أدوات الأزمة وتعتمد الأحداث التي تمر بها اليمن في إدارتها على وسائل الاعلام والتي تعتبر أحد مكونات استراتيجية مواجهة الأزمات.
وعلى وسائل الإعلام عند إدارتها لمثل هذه الأزمات توفير المعلومات أولا بأول للجمهور وأن تكون هذه المعلومات دقيقة وصحيحة عدم الانفعال أثناء تغطية حدث ما مثلما يحدث عندنا من قبل بعض مراسلي الفضائيات يشعر الرأي العام بعدم حياديتهم في تغطية الأزمة.
احترام عقلية القارئ أو المشاهد لأنه قريب من الحدث وقد يحصل على الحقيقة من أكثر من مصدر وبالتالي يكتشف بسرعة كذب ودجل الوسيلة الإعلامية التي كان يعتمد عليها في استقاء المعلومات عدم تأجيج الرأي العام من خلال المعلومات المغلوطة من قبل الإعلام سواء الحكومي أو الحزبي أو الخاص.
انعدام الإعلام التوجيهي في هذه الأزمة وأصبح إعلاما يصنع الأزمات أكثر مما هي في الواقع وابتعد عن المهنية وغلب الطابع الحزبي على الطابع المهني واصبحت المناكفات بين الزملاء بألفاظ ولغة واطية لاترتقي إلى لغة الإعلام.
وما اتمناه من قبل الإعلام بتوجهاته المختلفة هو الرأفة بالرأي العام واعطاؤه الحقيقة دون غيرها وعدم تأجيج الأزمة أكثر مماهي فيه والمساعدة في إيجاد الحلول المناسبة لإخراج اليمن من هذه المحنة..
تضليل وتحريض
من جهته د. أحمد العجل: يؤكد أن قنوات الإعلام هي من أبرز الوسائل في العالم الحديث وأكثر تأثيراٍ على الجماهير بالذات الاخبارية منها والتي تزداد أهميتها أثناء الأزمات لأن الجمهور في هذه الأثناء مهتم ويزداد استخدامه لهذه الوسائل لذلك من المفترض على هذه القنوات أن تتحمل مسؤوليتها وتراعي مصالح المجتمع من منطلق ما يعرف بالمسؤولية الاجتماعية لكن مع الأسف نجد أكثر هذه القنوات تخل في تناولاتها لمختلف القضايا بقيم المسؤولية الإعلامية والمهنية الإعلامية والقيم الإنسانية العامة وتتحول من إعلام إلى دعاية مادية وسوداء بل ربما إلى حرب نفسية ولذلك نشاهد الخلط بين الخبر والتحليل والاستعانة غير الموضوعيين..
الكذب والتدليس والحذف والإضافة والتقديم والتأخير والتعتيم والترويج والتضخيم وإلى جانب ذلك نجد أيضاٍ توظيف الأحداث توظيفاٍ تضليلياٍ للرأي العام والخلط بين التحليل والتحريض.. والتحريض يعتبر جريمة من جرائم النشر في قوانين التشريعات الإعلامية.. وغير ذلك من أساليب التضليل والسبب في ذلك أن الإعلام لا ينطلق من رسالته السامية وإنما هو انعكاس لسياسات وخطط وأهداف ويعبر عن تلك السياسات ولا يعبر عن قيم الإعلام كما يجب..
كما أن الإعلام اليوم تديره القوة الاقتصادية المتحكمة فيه أو القوة التي تمتلك مؤسساته إلى جانب أن الإعلام تأثر بالنظرية الليبرالية التي لا تراعي مصالح المجتمع ولا تلتزم بالمسؤولية الإعلامية ومقتضياتها..
كما لا تلتزم أيضاٍ بالأعراف والمبادئ والقيم الإنسانية السائدة بسبب غياب أخلاقيات المسؤولية الإعلامية وتغليب الحرية على المسؤولية وعدم المواءمة والانسجام والتكامل بين الحرية والمسؤولية الإعلامية أدى ذلك إلى ما يعرف بجرائم نشر إعلامية والتحريض الإعلامي وجرائم الشرف والاعتبار وجرائم أخلاقيات المهنة وفساد التضليل الإعلامي مع الأسف الشديد.. ولا سيما وأن تحريض بعض هذه الوسائل يصب في إشعال الفتنة وإثارة النزعات الضارة كالطائفية والمناطقية وغيرها وتفريق وحدة الصف وإثارة الصراعات وبالتالي دخلنا عصر الحرب الإعلامية في العصر الحديث..
يجب على الشعوب ونحن نعيش عصر العولمة أن تتسلح بقيم التحصين والوقاية وانتقاء المفيد ونبذ الضار ولعلنا هنا نذكر التوجيه الرباني الذي يعلمنا انتقاء المفيد.. يقول الله تعالى: »الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه«..
واختم قولي بأن الثوابت الوطنية والهوية الوطنية الفكرية والثقافية والقيم الدينية والإنسانية الرفيعة أمانة في أعناقنا ونحافظ عليها من خلال الوقاية والانتقاء في عصر العولمة..
سقوط ذريع
فيما يرى د. علي العثربي – استاذ العلوم السياسية المساعد بجامعة صنعاء: بأن وسائل الإعلام لم تعبر عن المهنة وإنما تجاوزتها في التناولات الأخيرة وللأسف لم تلتزم بآداب وشرف المهنة والأمر الذي أدى إلى أن مصداقيتها قلت لدى المتلقي لعدم التزامها بالموضوعية والحيادية وبعض هذه الوسائل تتوهم بأنها تصنع الحدث ولا تنقله فحسب وهذا التصور علمياٍ خطأ لأن مهمة الإعلام هي نقل الحدث والفرق بين نقل الحدث وصناعته شاسع.. وهذا ما حول هذه الوسائل إلى طرف في الحدث كما حصل مع قناة »الجزيرة« والتي تحولت إلى حالة من العدائية للشعب اليمني..
هناك سقوط ذريع للعديد من وسائل الإعلام لعدم التزامها بشرف مهنة الإعلام..
ودعا العثربي كل الإعلاميين ووسائل الإعلام الالتزام بمعايير المهنة لكي يكسبوا ثقة المتلقي..